تفسير الحبري

أبو عبد الله الكوفي الحسين ابن الحكم بن مسلم الحبري

تفسير الحبري

المؤلف:

أبو عبد الله الكوفي الحسين ابن الحكم بن مسلم الحبري


المحقق: السيد محمد رضا الحسيني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٩٦

و من سورة يوسف [ ١٢ ]

[ ٨٠ ] ــ الخوارزميّ، قال :

أخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلميّ إجازة : أخبرني الميدانيّ الحافظ : أخبرني عبد الكريم بن محمّد المحامليّ : ذكر الحسن بن محمّد بن بشر الخزّاز الكوفيّ :

حدّثني الحسين بن الحكم :

حدّثني حسن بن الحسين العرنيّ : حدّثني عليّ بن الحسين العبديّ، عن محمّد بن رستم أبي الصامت الضبيّ، عن زاذان أبي عمر، عن أبي ذرّ الغفاريّ، قال : كنت مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ــ و هو ببقيع الغرقد ــ فقال : و الّذي نفسي بيده إنّ فيكم رجلا يقاتل النّاس على تأويل القرآن، كما قاتلت المشركين على تنزيله، و هم في ذلك يشهدون أن لا إله إلّا اللّه، ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ )‏ [ ١٠٦ ].

فيكبر قتلهم على النّاس حتّى يطعنوا على وليّ اللّه و يسخطوا عمله، كما سخط موسى من أمر السّفينة و قتل الغلام و أمر إقامة الجدار، و كان خرق السّفينة و قتل الغلام و إقامة الجدار للّه رضا، و سخط ذلك موسى عليه‌السلام .

٣٤١

أراد من الرّجل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

و رواه فرات بقوله : حدّثنا الحسين بن الحكم ــ معنعنا ــ عن أبي ذرّ الغفاريّ، و الآية وردت في نقله فقط (١) .

__________________

(١) رواه فرات الكوفيّ في تفسيره (ص ٧١).

و رواه الخوارزميّ في المناقب (٤٤) بالسند الذي أثبتناه.

و أمّا ما في صدر الحديث من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أنّ الإمام عليه‌السلام يقاتل على تأويل القرآن، فقد ورد في حقّه عليه‌السلام مرفوعا عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في روايات كثيرة جدّا، و قد ذكرنا طرفا من مصادره في مقدّمة هذا الكتاب (ص ١٦١ ــ ١٦٢).

فرواه أنس مرفوعا، كما في شواهد التنزيل (ج ١ ص ٢٩) رقم (٢٨).

و عن أبي سعيد الخدري، في مسند أحمد (٣/ ٣١) مختصرا، و خصائص النسائي ــ ط النجف ــ (ص ٨ ــ ٥٩) و مستدرك الحاكم (ج ٣ ص ١٢٢ ــ ١٢٣) و حلية الأولياء (ج ١ ص ٦٧) و أسد الغابة ــ طبع إيران ــ (٤/ ٣٢) و منتخب كنز العمال ــ بهامش مسند أحمد ــ (ج ٥ ص ٣٣) مشيرا الى : مسند أحمد، و ابي يعلى و شعب البيهقي و الحاكم و أبي نعيم، و سنن ابن منصور.

و روي الحديث عن عليّ عليه‌السلام في مناقب ابن المغازليّ (ص ٥٤) رقم (٧٨) و (ص ٢٩٨) رقم (٣٤١) و رواه الكلابيّ في مسنده الملحق بمناقب ابن المغازليّ (ص ٤٣٨) رقم (٢٣).

و رواه عامر بن واثلة عن الإمام عليه‌السلام ضمن حديث الشورى، =

٣٤٢

و من سورة الرعد [ ١٣ ]

[ ٨١ ] ــ فرات، قال :

حدّثنا الحسين بن الحكم ــ معنعنا ــ عن عبد اللّه بن عطاء، قال : كنت جالسا مع أبي جعفر عليه‌السلام .

قال : نزل في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ ٧ ].

فالنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنذر، و بعليّ يهتدي المهتدون (١) .

__________________

= في مناقب ابن المغازليّ (ص ١١٦) رقم (١٥٥).

و انظر الإصابة لابن حجر (ج ١ ص ٢٥) و الصواعق المحرقة له (ص ٧٤) و ينابيع المودة (ب ٥٦ ص ٢٧٦) نقلا عن الفردوس للديلميّ ..

و قد ورد الحديث في مسند الحبريّ و ذكرنا له تخريجا أوسع، كما فصّلنا الحديث عنه و عن مصادره في ما قدّمناه لكتاب «تسمية من شهد مع عليّ عليه‌السلام حروبه» الذي انتهينا من تحقيقه بحمد اللّه و شكره.

(١) رواه فرات الكوفيّ في تفسيره (ص ٧٦) و عنه في بحار الأنوار (٣٥/ ٤١٢) و قد ذكرنا كافة شواهده في تخريج الحديثين (٣٨ و ٣٩) من المتن.

٣٤٣

[ ٨٢ ] ــ الحسكانيّ :

أخبرنا السيّد أبو منصور الحسيني : نا ابن ماتي : نا الحبريّ :

نا حسن : نا عليّ بن القاسم، عن عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه في قول اللّه عزّ و جلّ : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ ٧ ].

قال : محمّد المنذر، و عليّ الهاد [ ي‏ ]. (١) .

__________________

(١) رواه الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ص ٣٠٢) رقم (٤١٦) و في المطبوعة اضطراب في السند و المتن.

٣٤٤

و من سورة إبراهيم [ ١٤ ]

[ ٨٣ ] ــ ذكر المجلسي ما نصّه :

فر (١) : الحسين بن الحكم ــ معنعنا ــ عن :

جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، قال : إنّ إبراهيم (صلوات اللّه عليه) دعا ربّه فقال : ( رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ )‏ [ ٣٥ ].

فنالت دعوته النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأكرمه اللّه بالنبوّة.

و نالت دعوته أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام لما استخصّه اللّه بالإمامة و الوصيّة (٢) .

__________________

(١) «فر» رمز جعله المجلسيّ لكتاب «تفسير فرات الكوفي» في البحار لكنّا لم نجد هذه الرواية في تفسير فرات المطبوع بهذا الطريق، بل فيه رواية بمعناها بطريق محمّد بن عيسى بن زكريّا معنعنا عن أبي جعفر عليه‌السلام ، فلاحظ.

(٢) بحار الأنوار (ج ٣٦ ص ١٤١) نقلا عن فرات الكوفي، و أشار المعلّق الى ص (٧٩) من تفسير الكوفي، لكن الموجود في التفسير ــ بعد أن نقل ما مرّ في المتن برقم (٤٢) عن المؤلف ــ و فيه : قال : حدّثني محمد بن عيسى بن زكريا ــ معنعنا ــ عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام ، قال : ان إبراهيم ... الى آخر ما أوردنا هنا، و ليس في تلك الصفحة سند =

٣٤٥

و من سورة الكهف [ ١٨ ]

[ ٨٤ ] ــ فرات، قال :

حدّثنا الحسين بن الحكم ــ معنعنا ــ

عن أبي الجارود، قال : قال زيد بن عليّ عليه‌السلام ، و قرأ هذه الآية ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ )‏ [ ٨٢ ] قال : حفظهما اللّه بصلاح أبيهما و ما ذكر منهما صلاح، فنحن أحقّ بالمودّة : أبونا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و جدّتنا خديجة، و أمّنا فاطمة، و أبونا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١) .

__________________

= من المؤلف الى هذا الحديث.

فهل كانت نسخة العلّامة المجلسي من تفسير فرات تحتوي على هذه الرواية من طريق المؤلّف الحبريّ كما يقرّبه الإختلاف الملحوظ بين ما نقله و بين ما هو الموجود في التفسير؟ و عليه فيكون الحديث من المستدرك. أو أنّه من السهو الذي لا يخلو منه إنسان؟

(١) رواه فرات الكوفي في تفسيره (ص ٨٧).

٣٤٦

و من سورة الشعراء [ ٢٦ ]

[ ٨٥ ] ــ نقل السيّد ابن طاوس عن كتاب ابن الجحّام ما لفظه :

حدّثنا الحسين بن الحكم الحبريّ :

[ حدّثني عفّان بن مسلم‏ ] (١) .

قال : حدّثنا محمّد بن جرير، قال : حدّثني زكريّا بن يحيى، قال : حدّثني عفّان بن مسلم.

و حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب، قال : حدّثني جدّي، قال (٢) أخبرنا عفّان.

و حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، قال : حدّثنا موسى بن زكريّا :

حدّثنا عبد الواحد بن غياث.

قالا (٣) حدّثنا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي‏

__________________

(١) ما بين المعقوفين زيادة منّا لتنسيق السند، فان الحبريّ يروي عن عفّان مباشرة، و على كل فالأسانيد المذكورة غير متحقّقة الصحّة عندنا، و لم نجد الوقت الكافي للتثبّت من صحتها، فليلاحظ.

(٢) في المصدر : «قالوا».

(٣) قالا، أي عفّان بن مسلم و عبد الواحد بن غياث، الراويان عن أبي عوانة.

٣٤٧

صادق، عن ربيعة بن ناجذ : أنّ رجلا قال لعليّ : يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمّك دون عمّك؟ قالها ثلاث مرّات حتّى استراب الناس، و نشروا آذانهم.

ثمّ قال (٤) : جمع رسول اللّه ــ أو دعا رسول اللّه ــ بني عبد المطّلب : كلّهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق.

قال : فصنع لهم مدّا من طعام فأكلوا حتى شبعوا.

قال : و بقي الطعام كما هو كأنّه لم يمسّ و لم يشرب، فقال :

يا بني عبد المطّلب إنّي بعثت إليكم خاصّة و إلى الناس عامّة، و قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي و وارثي؟

فلم يقم إليه أحد.

قال : فقمت ــ و كنت أصغر القوم سنّا ــ ، فقال : اجلس.

قال : ثمّ قال ثلاث مرّات، كلّ ذلك أقوم اليه، فيقول لي :

اجلس، حتّى كانت الثالثة، ضرب يده على يدي.

فقال : فلذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي (٥) .

__________________

(٤) القائل هنا هو الإمام عليّ عليه‌السلام ، و يبدو أنّ في الكلام نقصا.

(٥) هذا الحديث يرتبط بتفسير آية الإنذار (٢١٤) من سورة الشعراء. (٢٦) و هو المعروف بحديث الدار. =

٣٤٨

__________________

= رواه بالسند كما أثبتنا السيّد ابن طاوس في سعد السعود ص (١٠٥) نقلا عن كتاب ابن الجحّام من المجلد الثاني الجزء السابع، الكراس الخامس الجهة الثانية من القائمة الأولى، و السند مضطرب و لا بدّ من الإشارة الى أن ابن الجحّام يروي عن المؤلف الحبريّ بواسطة واحدة : و محمّد بن جرير يروي عن المؤلّف الحبريّ بلا واسطة، و المؤلّف يروي عن عفّان بن مسلم مباشرة أيضا.

وردت هذه الرواية بعين اللّفظ برواية الفضل بن سهل عن عفّان بن مسلم عن أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ (و في سعد السعود : ماجد، و هو غلط)، كما ذكرنا، في خصائص النسائي ص (٨٦) طبع النجف.

و عن أبي عوانة في البحار (١٨/ ١٧٨) و في ص (١٦٣) عن البراء بن عازب و أبي رافع و ابن عباس، و أورد الحسكاني جملة من رواياته (ج ١ ص ٤٢٠ ــ ٤٢٤) و انظر هامشه. و إليك بعض المصادر : ــ أورده الإمام أحمد بن حنبل في الفضائل (٩١/ أ ــ ب) بسنده عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد اللّه الأسديّ عن عليّ عليه‌السلام : و مثله في المسند (ج ١ ص ١١١) و عنهما في الينابيع (ب ٣١ ص ١٢٢).

و في كنز العمال (٦/ ٣٩٦) عن عليّ نقلا عن أحمد و ابن جرير و صحّحه و الطحاويّ و في (ص ٣٩٧) مفصّلا عن ابن إسحاق و ابن أبي حاتم و ابن مردويه و أبي نعيم و البيهقيّ في الدلائل، و في ص (٤٠١) مختصرا.

٣٤٩

و من سورة النمل [ ٢٧ ]

[ ٨٦ ] ــ فرات، قال :

حدّثنا الحسين بن الحكم ــ معنعنا ــ عن أنس بن مالك، قال : لمّا نزل على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآيات من «طس النمل» : ( أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا ) ــ إلى قوله ــ ( قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )‏ [ ٦١ ــ ٦٢ ] قال : انتفض عليّ عليه‌السلام انتفاض العصفور، فقال له رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما لك يا عليّ؟

قال : عجبت يا رسول اللّه من كفرهم و جرأتهم على اللّه و حلم اللّه عنهم.

قال : فمسحه رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و قال : ابشر يا عليّ، فإنّه لا يحبّك منافق، و لا يبغضك مؤمن، و لو لا أنت‏

__________________

= و أورده ابن الأثير في تاريخه الكامل (ج ٢ ص ٤١) مفصّلا، و أورده الطبريّ بذيل الآية من تفسيره (ج ١٩ ص ٧٤ ــ ٧٥) بتحريف ما.

٣٥٠

لم يعرف حزب اللّه و حزب رسوله (١) .

__________________

(١) رواه فرات الكوفيّ في تفسيره (ص ١١٥).

و ما في ذيله من قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يحبّك الّا مؤمن و لا يبغضك إلّا منافق، ورد في مصادر عديدة و له شواهد و متابعات طويلة الذيل إليك بعضها :

فعن أمّ سلمة في فضائل الصحابة لأحمد (٧٠/ ب و ٨٨/ ب و ١٢١/ أ) و في صحيح الترمذيّ (٥/ ٢٩٩).

و وردت الرواية عن الإمام عليّ عليه‌السلام أنّه قال : فيما عهد اليّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يحبّك الّا مؤمن و لا يبغضك إلّا منافق.

في فضائل أحمد (٢٣/ أ و ٢٨/ ب و ٩٠/ ب) و انظر (٧٤/ أ) و ميزان الاعتدال للذهبيّ (٤/ ٢٧٢).

و قد وردت هذه الرواية في بشارة المصطفى (ص ١٤٨) للطبريّ بسنده الى الحبريّ المؤلّف، أثبتناها في المسند و ذكرنا لها جملة من الشواهد و المتابعات، و انظر بشارة المصطفى (ص ٦٤ و ٧٦ و ٦٩ و ٧٠).

٣٥١

و من سورة الأحزاب [ ٣٣ ]

[ ٨٧ ] ــ أورد الحسكانيّ في تفسير آية التطهير، رواية بسنده الى مخول بن إبراهيم عن عبد الجبّار بن العباس الشبامي الهمداني، عن عمّار بن معاوية الدهنيّ، عن عمرة بن أفعى، عن أمّ سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي‏ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ .. )

[ ٣٣ ] و في البيت سبعة : جبرئيل و ميكائيل و رسول اللّه و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين، و أنّا على باب البيت، فقلت : يا رسول اللّه، أ لست من أهل البيت؟

فقال : إنّك الى خير، انّك من أزواج النبيّ، ما قال : «انّك من أهل البيت».

أقول : و رواه فرات الكوفيّ في تفسيره بقوله : حدّثنا الحسين ابن الحكم معنعنا ــ عن أمّ سلمة، باختلاف يسير (١) .

__________________

(١) أورده فرات في تفسيره (ص ١٢٣) و قد مرّت رواية أمّ سلمة في هذه الآية برقم (٥٠ ــ ٥٤) في المتن، و إنّما اعتبرنا هذه الرواية من المستدرك لمخالفتها لما مرّ في المتن من روايات أمّ سلمة مع أنّ فيها خصوصية التصريح في آخرها بأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يقل إنّ امّ سلمة من أهل البيت.

و أورده الحسكانيّ في الشواهد رقم (٧٥٧) بسند الى المخول =

٣٥٢

و من سورة فاطر [ ٣٥ ]

[ ٨٨ ] ــ الحسكانيّ :

حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعيّ، قال : حدّثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصّاص :

الحسين بن الحكم :

عمرو بن خالد أبو حفص الأعشى، عن أبي حمزة الثمالي عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، قال : إنّي لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق، فقالا : يا ابن رسول اللّه جئناك تخبرنا عن آيات من القرآن؟

فقال : و ما هي؟

__________________

= بن إبراهيم عن عبد الجبار بن العباس عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة و قال بعده : و رواه أبو الشيخ عن عبد اللّه بن محمد بن يعقوب عن الحسين بن الحكم عن المخول.

ثم قال : و أملاه أبو جعفر القمّيّ [ الشيخ الصدوق‏ ] عن أربعة نفر عن مخول.

و قال ــ أيضا ــ : و رواه الطحاويّ عن الحسين، و قال : عن أمّ عمرة بنت رافع.

٣٥٣

قالا : قول اللّه تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ) [ ٣٢ ].

فقال : يا أهل العراق! و أيش يقولون؟

قالا : يقولون : إنّها نزلت في أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : أمّة محمّد كلّهم إذن في الجنّة!

قال : فقلت من بين القوم : يا ابن رسول اللّه! فيمن نزلت؟

فقال : نزلت ــ و اللّه ــ فينا أهل البيت ــ ثلاث مرّات ــ

قلت : أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه؟

قال : الذي استوت حسناته و سيّئاته، و هو في الجنّة،

فقلت : و المقتصد؟

قال : العابد للّه في بيته حتّى يأتيه اليقين.

فقلت : السابق بالخيرات؟

قال : من شهر سيفه، و دعا الى سبيل ربّه. (١)

__________________

(١) رواه الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ٢ ص ١٠٤) رقم (٧٨٢) و انظر تخريج الحديث التالي.

٣٥٤

[ ٨٩ ] ــ الحسكانيّ :

حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعيّ، قال : حدّثني الحسن بن إبراهيم بن الحسن الجصّاص :

حدّثنا الحسين بن الحكم.

عن حسن بن حسين، عن يحيى بن مساور عن أبي خالد، عن :

زيد بن عليّ، في قوله :

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ) [ ٣٢ ].

قال : الظالم لنفسه : المختلط منّا بالناس.

و المقتصد : العابد.

و السابق : الشاهر سيفه يدعو الى سبيل ربّه. (١)

__________________

(١) أوردها الحسكانيّ في الشواهد برقم (٧٨٣) و ذكر بمعناها رواية عن عبد خير عن عليّ عليه‌السلام و ورد في تفسير الآية عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في رواية مفصّلة قال : هي لنا خاصّة ... أورده ابن طاوس في سعد السعود ص (١٠٧ ــ ١٠٨) عن ابن الجحّام، و قال : و روى في تأويل هذه الآية عن عشرين طريقا و انظر ص (٧٩ ــ ٨٠) منه، و انظر حول الآية حديثا رواه الطبرانيّ عن ابن عبّاس في المعجم الكبير (ج ٣ ص ١٢٤/ ظ).

٣٥٥

[ ٩٠ ] ــ أورد المجلسيّ :

عن السيّد ابن طاوس (١) نقلا عن تفسير محمّد بن العبّاس بن مروان [ ابن الجحّام‏ ]، قال :

حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد بن إبراهيم بن محمّد، عن عثمان بن سعيد، عن إسحاق بن يزيد الفراء، عن غالب الهمدانيّ، عن أبي إسحاق السبيعيّ، قال :

خرجت حاجّا فلقيت محمّد بن عليّ [ عليه‌السلام ]، فسألته عن هذه الآية :

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ... ) الآية [ ٣٢ ].

فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق ــ يعني أهل الكوفة ــ ؟

قال قلت : يقولون إنّها لهم.

قال : فما يخوّفهم إذا كانوا من أهل الجنّة؟

قلت : فما تقول أنت؟ جعلت فداك!؟

فقال : هي لنا خاصّة يا أبا إسحاق!

أمّا السابق بالخيرات، فعليّ بن أبي طالب و الحسن‏

__________________

(١) في كتاب سعد السعود (ص ١٠٧).

٣٥٦

و الحسين، و الشهيد منّا أهل البيت.

و أمّا المقتصد، فصائم بالنّهار و قائم باللّيل.

و أمّا الظالم لنفسه : ففيه ما جاء في التائبين، و هو مغفور له.

يا أبا إسحاق! بنا يفكّ اللّه عيوبكم، و بنا يحلّ اللّه رباق الذّل من أعناقكم، و بنا يغفر اللّه ذنوبكم، و بنا يفتح اللّه، و بنا يختم، لا بكم، و نحن كهفكم كأصحاب الكهف، و نحن سفينتكم كسفينة نوح، و نحن باب حطّتكم كباب حطّة بني إسرائيل (٢) .

ثم قال في البحار : فر : الحسين بن الحكم باسناده عن غالب بن عثمان مثله (٣) .

__________________

(٢) بحار الأنوار (ج ٢٣ ص ٢١٨ ــ ٢١٩) عن كنز الفوائد (ص ٢٥١ ــ ٢٥٢).

(٣) انظر تفسير فرات الكوفي (ص ١٢٨).

٣٥٧

و من سورة الصّافات [ ٣٧ ]

[ ٩١ ] ــ محمّد بن العبّاس بن مروان المعروف بابن الجحّام، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم، عن :

حسين بن حكم، عن :

حسين بن نصر بن مزاحم، عن أبيه، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس (١) عن :

عليّ عليه‌السلام قال : إنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اسمه يس، و نحن الّذين قال اللّه : ( سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ )‏ [ ١٣٠ ] (٢) .

__________________

(١) سيأتي مثل هذا السند في الحديث (٩٣) و هو الصحيح، لكن كان في المصدر المخطوط (أبان بن عثمان عن سليمان بن قيس) و هو خطأ لعدم وجود من يسمّى بهذا الإسم من الرواة في هذه الطبقة.

(٢) أورده السيّد شرف الدين في (تأويل الآيات الظاهرة) ص (٢٤٩) نقلا عن ابن الجحّام، و الغاية (ب ٨٨ ص ٣٨٢) و أورد بمعناه روايات عديدة في الشواهد رقم (٧٩١ ــ ٧٩٧).

و في المعجم الكبير للطبراني عن مجاهد عن ابن عباس قال في =

٣٥٨

و من سورة الشورى [ ٤٢ ]

[ ٩٢ ] ــ فرات، قال :

حدّثنا الحسين بن الحكم قال :

حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة، عن أبي هارون العبديّ عن محمّد بن بشر، عن محمّد بن الحنفيّة : أنّه خرج الى أصحابه ذات يوم، و هم ينتظرون خروجه، فقال : تنجّزوا البشرى من اللّه، فو اللّه ما من أحد يتنجّز البشرى من اللّه غيركم، ثمّ قرأ هذه الآية : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )‏ [ ٢٣ ].

قال : نحن من أهل البيت قرابته، جعلنا اللّه منه، و جعلكم اللّه منّا ثمّ قرأ هذه الآية : ( هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) الآية [ ٥٢ ] من سورة التوبة (٩) : الموت و دخول الجنّة، أو

__________________

= الآية : نحن آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ج ٣ ص ١١٠/ و) و الأمالي الخميسيّة (١/ ١٤٨ و ١٥١).

و في الينابيع (ب ٥٩ ص ٣٥٤) عن الصواعق المحرقة لابن حجر ص (٨٨). و في اللوامع النورانية للسيد البحراني.

٣٥٩

ظهور أمرنا، فيريكم اللّه ما تقرّ به عينكم.

ثمّ قال : أما ترضون أنّ صلاتكم تقبل و صلاتهم لا تقبل، و حجّكم يقبل و حجّهم لا يقبل!

قالوا : لم يا أبا القاسم؟

قال : فإنّ ذلك لذلك [ ١ ].

__________________

(١) أورده فرات في تفسيره ص (١٤٩ ــ ١٥٠).

و أورد الحسكانيّ شواهد له في شواهده برقم (٨٢٢ ــ ٨٤٤)، و كذا في الغاية.

و إليك نبذ ممّا ورد في تفسير الآية :

١ ــ فعن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في (جواهر العقدين) : أخرج أبو الشيخ بن حيان في كتابه (الثواب) من طريق الواحديّ عن أبي هاشم الرمانيّ عن زاذان عن عليّ عليه‌السلام قال : فينا من ال (حم عسق) آية، لا يحفظها من مودّتنا إلّا كلّ مؤمن، ثمّ قرأ : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )‏ أورده في الينابيع (ب ٣٧ ص ١٣٣) و (ب ٥٨ ص ٣٢٣) و (ب ٥٩ ص ٣٦٢) و نقلا عن (فصل الخطاب) في (ب ٦٥ ص ٤٤٣).

و عن الإمام الحسن السبط عليه‌السلام قال في خطبة بعد وفاة أبيه : و إنّا من أهل البيت الّذين افترض اللّه مودّتهم على كل مسلم فقال تبارك و تعالى لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )‏ أورده الحاكم في المستدرك (٣/ ١٧٢) =

٣٦٠