قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عمّار بن ياسر

عمّار بن ياسر

139/240
*

فاغضبوا لخليفتكم وامنعوا حريمكم وقاتلوا على أحسابكم .

فأمر علي ( ع ) ولده الحسن أن يرد عليه ، فقام وقال :

أيها الناس ، أنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير ، فأما زعمه أن علياً قتل عثمان ، فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه الزبير بن العوام لم يزل يجتني عليه الذنوب ويرميه بفضيحات العيوب ، وطلحة بن عبيد الله راكد ، رأيته على باب بيت ماله ، وهو حي .

وأما شتيمته لعلي فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده ، لو أردنا أن نقولَ لفعلنا . وأما قوله إن علياً أبتر الناس أمورهم ، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده دون قلبه ، فهذا إقرار بالبيعة ، وأما تورد أهل الكوفة على أهل البصرة ، فما يعجب من أهل حقٍ وردوا على أهل باطل .

ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان ، ولعليٍّ أنْ يقاتل أتباع الجمل والسلام .

« خطبة عمّار بن ياسر »

وقام عمار بن ياسر بين الصفين فقال : أيها الناس ، ما أنصفتم نبيّكم حين كففتم عقائلكم في الخدور ، وأبرزتم عقيلته للسيوف .

هذا وعائشة على جمل في هودج من دفوف الخشب قد ألبسوه المسوح وجلود البقر وجعلوا دونه اللبود ، وقد غُشي على ذلك بالدروع .

فدنا عمار من موضعها ، فنادى : إلى ماذا تدعين ؟ قالت : إلى الطلب بدم عثمان . فقال : قاتل الله في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحق . ثم قال : أيها الناس ، إنّكم لتعلمون أينا الممالىء في قتل عثمان . ثم أنشأ يقول وقد رشقوه بالنبل :

فمنكِ البكاء ومنك العويل

ومنكِ الرياحُ ومنكِ المطرْ

وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام

وقاتله عندنا من أمَرْ

وتواتر عليه الرمي واتصل ، فحرك فرسه وزال عن موضعه ، وأتىٰ علياً فقال : ماذا تنتظر يا أمير المؤمنين ، وليس لك عند القوم إلا الحرب ؟!

left