قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

تحمیل

دستور الأخلاق في القرآن

732/962
*

ه ـ إخلاص النّيّة واختلاط البواعث :

وإذن ، فالنّيّة توصف بأنّها حسنة ، أو عادية ، أو سيئة ، تبعا لما إذا كانت طاعة الإنسان لله من أجل ذاته ، أو كانت ذات هدف نفعي ، مشروع ، أو غير مشروع.

هذا التّشريع يفترض أن تحكم الإرادة بمبدأ وحيد ، صحيح ، أو غير صحيح ، وليس بوسعنا أن ننكر الإمكان النّظري لهذا الإفراد ، ولكن أدنى ما يمكن أن نقوله هو أنّه نادر إلى أقصى حدّ.

وأكثر الحالات ورودا هي الحالة الّتي تصطرع فيها أسباب كثيرة لصالح قرارنا ، فما ذا يمكن ـ تبعا للمبادىء القرآنية ـ أن تكون القيمة الأخلاقية لقرار معين تشترك فيه مجموعة من البواعث؟؟

لنذكر أوّلا النّصوص الّتي سبق ذكرناها (١) ، والّتي لا يمجد القرآن فيها فحسب ، بل يطلب منا بقوة ، أن يكون لنا قلب خالص من تأثير الدّنيا ، ومن أهوائه الخاصة ، قلب يتخذ من الله عزوجل الهدف الوحيد لأعماله. وهذا هو مجموع الشّروط الّتي تتحدد بها صفة «الخضوع الخالص» ، والّتي قال الله عنها بأنّ وجود الإنسان على الأرض ليس له من سبب آخر سواها (٢).

ولقد يحاول امرؤ أن يبدو مترددا بصدد المدلول الحقيقي لهذه الأقوال ، فيقول لنا : ربما كان الغرض إقصاء الوثنية السّفيهة ، الّتي هي إدخال بعض المخلوقات هدفا للتعبد في العمل العبادي ، وهو ما لا يستتبع بالضرورة إدانة هذا الإنحراف الدّقيق للإرادة ، الّذي يتمثل في خليط من الدّوافع إلى طاعة الله.

__________________

(١) انظر فيما سبق : (٢ ، ب).

(٢) إشارة إلى قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات : ٥٦.