التعلّقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ؛ فوجب أن يكونوا هم الآل ؛ واذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدلّ عليه وجوه :
الأوّل : قوله تعالى : (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [ب ـ ١٨] ، ووجه الاستدلال به ما سبق.
الثّاني : لا شكّ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه ـ كان يحبّ فاطمة ، قال ـ عليهالسلام ـ : «فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها (١).» (٢) وثبت بالنقل المتواتر أنّه كان يحبّ عليّا والحسن والحسين ، وإذا ثبت ذلك وجب أن يجب على كلّ الامّة مثله ، لقوله تعالى : (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٣) ولقوله : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) (٤) ولقوله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (٥) ولقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٦).
الثّالث : إنّ الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة (٧) للمتشهد (٨)
__________________
(١) راجع : «المناقب» لابن شهر آشوب ج ٣ / ٣٣٢ ، «فضائل الخمسة» ، ج ٣ / ١٨٤ بمصادر عديدة وألفاظ متلونة متظافرة متظاهرة ، «احقاق الحق» ، ج ١٠ / ١٨٧ وج ١٩ / ٨٣ ، «المسند» لاحمد ج ٤ / ٣٢٨ ، «السنن» الترمذى ، في فضل فاطمة ، ج ٥ / ٦٩٨ ح ٣٨٦٧ ، ٣٨٦٩ و «المستدرك» للحاكم ج ٣ / ١٥٩.
(٢) يقال : آذيت فلانا تؤذيه اذيّة واذاة واذى ولا تقل ايذاء فانّه غلط ، ذكر ذلك أئمّة علوم اللسان والحذّاق المراجيع فى العربيّة. (منه).
(٣) الاعراف ، ١٥٨ وفى نسخة المؤلف «تفلحون» وهو تصحيف.
(٤) النور ، ٦٣.
(٥) آل عمران ، ٣١.
(٦) الأحزاب ، ٢١.
(٧) يا إمام المشككين هلّا قلت لي : وإمامك الشافعيّ وأبو حنيفة ومن في مجاراتكم ومضاهاتكم وعلى طريقتكم وممشاكم ، أنّه إذا كان الأمر على هذا السبيل ، وكانت منزلتهم هذه المنزلة ، وكان واجبا في دين الإسلام ارداف النبيّ بهم في الصلاة ، وختم الصلوات بالصلاة عليهم ، فما ذا الذي رأيكم فيه حتّى نبذتموهم وراء ظهوركم تنصرفون عنهم إلى من سواهم ، وتتمسّكون في أحكام الصلاة وسائر معالم الدين بقول غيرهم ، وتتّخذون من عداهم ممّن لا يلحق شأوهم ، ولا يشقّ غبارهم أئمّة لكم وهداة لسبيلكم وولاة على دينكم!؟ فهل يستحلّ ذلك من له قسط ما من العقل ، وبضاعة ما من البصيرة!؟ ولكن (مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور / ٤٠] (منه).
(٨) ومن المتّفق على روايته في أصول صحاحهم ومصابيحهم ومشكاتهم عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال : لقتني كعب بن عجرة فقال : ألا! اهدى لك هدية سمعتها عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله