• الفهرس
  • عدد النتائج:

والشيخ المفيد مَن عَرَفته الاُمّة بالنقد والتمحيص ، وأنّه كيف كان يردّ الأخبار لأدنى علّةٍ في أسانيدها أو متونها ، ويتردّد في مفادها ، يعرف ذلك كلّه مَن سَبَرَ كتبه ورسائله ومسائله.

أو هل تراه ـ مع ذلك ـ يعدل عن خطّته القويمة ، فيرمى القول على عواهنه (١) بذكر الواهيات على سبيل الجزم بها ، لا سيّما في كتاب (الإرشاد) الذي قصد فيه إعلاء ذكر آل محمد صلّى الله عليه وآله والتنويه بفضلهم وإمامتهم وتقدّمهم فيهما.

فهل يذكر فيه إلّا ما هو مسلّم بين الفريقين ، أو الملأ الشيعي على الأقلّ؟!

وتبع الشيخ الأجلّ معاصره النّسابة ، نجم الدين ، الشريف أبو الحسن ، عليّ ابن أبي الغنائم محمّد ، ويعرف بابن الصوفي ، ابن عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمّد الصوفي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، المنتقل من البصرة إلى الموصل سنة (٤٢٣ ه) والموجود بعد سنة (٤٤١ ه) ، قال في (المَجدي) : «وَوَلَدَت ـ يعني فاطمة بنت أسد ـ علياً عليه السّلام في الكعبة ، وما وُلِدَ قبلَهُ أحدٌ فيها» (٢).

والنّسابة العمري هذا ـ ذكر رضيّ الدين السيّد ابن طاووس في (الإقبال) ـ أنّه أفضل علماء الأنساب في زمانه ، وهو يروي عن الشيخ الصدوق ، ويروي عنه غير واحد.

وكتاب (المَجدي) له ، معوّلٌ عليه لدى كافّة الأصحاب ، وسكن إليه عامّة النسّابين ، فما يرويه فيه حجّة في مفاده.

روى شيخنا المفيد ، وشيخنا الشهيد في مزاريهما ، والسيد ابن طاووس في (مصباح الزائر) في لفظ الزيارة الذي علّمه الإمام الصادقُ عليه السّلام محمّد بن

__________________

(١) ألقى الكلام على عواهنه : لم يتدبره. لسان العرب ـ عهن ـ ١٣ : ٢٩٧.

(٢) المجدي : ١١.