كقول الآلوسيّ فيه «إنّه أمر مشهور في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة».
وما سبق عند السيد حيدر الآملي من عدّه في المناقب المتسالم عليها ، التي لا يفتقر ناقلها إلى كتاب.
وما عرفته عن ابن اللوحيّ من إسناد روايته إلى الفريقين ، وإصفاقهم على نقله.
وما سلف عن العلّامة النوري قدس سره أنّ تلك الفضيلة لا يبعد كونها من ضروريات مذهب الإمايمة ، وأنّها جاءت في أخبار غير محصورة ، ومنصوص بها في كلمات العلماء ، وفي ضمن الخطب والأشعار في جميع الأعصار.
إلى غير هذه من كلمات كثيرة تؤدّي ذلك المؤدّى.
على أنّ البحث لا يعدمنا النصّ الصريح بذلك :
قال العلّامة السيد هاشم البحراني ، المتوفّى سنة (١١٠٧ ه) في (مدينة المعاجز) : «قال محمّد بن علي بن شهر آشوب في (مناقبة) : أجمعت الشيعة على أنّه عليه السّلام ولد في الكعبة» (١)
والظاهر أنّ النقل عن كتاب (المناقب) نفسه الذي لم تقف عليه ، لا منتخبه المعروف المطبوع المشهور بمناقب ابن شهر آشوب ، وهو لابن جبر (٢) ، فلا تذهب المذاهب بالقارىء.
__________________
(١) مدينة المعاجز : ٧.
(٢) الثابت عند المتخصّصين أنّ المطبوع هو «مناقب آل أبي طالب» لابن شهر آشوب ، وأنّ منتخبه الموسوم بـ (نخب المناقب) لأبي عبد الله الحسين بن جبر ، ما يزال مخطوطاً ، وموجوداً في بعض المكتبات. اُنظر الذريعة ٢٢ :.