• الفهرس
  • عدد النتائج:

وعلى فرض وقوعها فقد ذكرنا في غير مورد من هذه الرسالة وذكر الصفوريّ الشافعيّ : أنّها من الصدف التي لا تثبيت فضيلةً ولا تخرق عادةً.

ثمّ تضعيفه ولادة أمير المؤمنين التي أخبت بها أئمّةُ الحديث ، وأثبتها نَقَلَةُ التاريخ ، وطفحت بها كتبُ الأنساب ـ ونظّمتها الشعراءُ ، وقال بها العلماءُ ، وفيهم مَن ينفي أن يكون لغيره ـ صلوات الله عليه ـ مولد في البيت؟

لكنّه بما هو محدّث أخذ على عاتقه إثبات المرويّات.

والإخبات بمفاده أمرٌ آخر تكشف عن عدمه كلمته هذه.

ويأتي عن البدخشيّ قوله : «ولم بولد في البيت أحدٌ سواه ، قبلَه ولا بعدَه ، وهي فضيلةٌ خصّه الله بها» ، ثمّ ذكر عن بعضهم رواية قصّة حكيم ، فقال : «والله أعلم» مُشعراً بوهنه.

وعرفت عن أبي داود البناكتي أنه : «لم يحظَ أحدٌ قبلَ الإمام عليه السّلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت» (١).

ويشبه هذه كلّها كلمة ابن الصبّاغ المالكيّ السابقة : «ولم يولَد في البيت الحرام قبلَه أحدٌ سواه ، وهي فضيلةٌ خصّه اللهُ تعالى بها إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لتكرمُتَه».

وبمطلع الأكمة منك قول الدهلوي في (سِيَر الخلفاء) أنّه : «لم يتولّد أحدٌ قبلَه في حصار البيت».

ولعلّ قيد ذاكرتك كلمة أبي الثناء الآلوسيّ في أوليات هذه الرسالة : «ولم يشتهر وضعُ غيره كرّم الله وجهه ، كما اشتهر وضعه».

__________________

(١) تقدم في الصفحة : ....