• الفهرس
  • عدد النتائج:

وعلى رواية أبي الفوارس وصاحب الروضة والعيون : أنّ الامام عليه السّلام كان هو الذي أصحر بانطباق هاتيك الأوصاف الكريمة على نفسع المقدّسة ، وناهيك به شاهداً ومشهوداً له.

أو ترى أنّه عليه السّلام لو كان يعتقد خلاف ما وصفه به الرجل كان يسكت عنه ويغضّ الطرف عن إفكه؟

لا ها الله!

ومَن عرف سيرته وخشونته في ذات الله ، وتهالكه في دحر الباطل ، وإدحاض معرّة البهت والزور ، علمَ مكانة هذه الفضيلة من الثبوت بعد تصديقه لها ، فلقد كان عليه السّلام بما اكتنفته من الفضائل التي لا تحصى في غنىً عن أيّ فخفخة بائتة ومجد كاذب.

ثمّ انثيال (١) عامّة محدّثي الكوفة على نقل الحديث من غير نكيرٍ بينهم ، مع حداثة عهدهم بالقصّة ، وتمكّنهم من تمييز الصدق فيه مِن المين (٢) ، دليلٌ واضح على شهرته بينهم على عهد العلويّ وقبلَه وبعدَه ، وإصفاقهم على تصديقه والإخبات به.

وروى الوزير الأربليّ في (كشف الغمة) عن (مناقب) الفقيه ابن المغازليّ المالكي ، مرفوعاً إلى عليّ بن الحسين عليهما السّلام ، قال :

«كنّا زوّار الحسين عليه السّلام وهناك نساء كثيرة ، إذ اقبلت منهنّ امرأة ، فقلتُ لها : مَن أنتِ رحمك الله؟

قالت : أنا زيدة بنت قُريبة بن العجلان من بني ساعدة.

فقلت لها : فهل عندك من شيء تحدّثينا به؟

__________________

(١) انثال : أي تتابع واجتمع. انظر لسان العرب ـ ثول ـ ١١ : ٩٥.

(٢) المبين : الكذب. لسان العرب ـ مين ـ ١٣ : ٤٢٥.