• الفهرس
  • عدد النتائج:

أمّا معنى المرسل فهو أن يكون في طريق الخبر راوٍ ملتبس العين ، إمّا بأن لا يذكر ، أو أن يذكر على نحو الإبهام (١).

وعرّفه أبو العباس القرطبي ، من أئمة المالكية قائلاً : «المرسل عند الاُصوليين والفقهاء عبارة عن الخبر الذي يكون في سنده انقطاع ، بأن يُحدَّث واحد منهم عمّن لم يلقه ، ولا أخذ عنه» (٢).

ورواية السكّرى ، حتّى لو فرضنا أنّهاى رواية الكلبي وابن حبيب ، هي من المراسيل ، وليست من المسند الذي هو عند أهل الحديث ما اتّصل إسناده من رواية إلى منتهاه (٣).

والمعروف أنّ الكلبي وابن حبيب والسكّري وغيرهم ممّن سيأتي ذكرهم قد عاشوا او نبغوا في القرن الثالث للهجرة وما بعده ، فَمن الذي حدّثهم بولادة حكيم في الكعبة ، مع أنّها كانت قبل الإسلام بستّين سنة ، كما أرّخ ذلك بعض المؤرّخين (٤)؟

ومنها : الشذوذ ومخالفة المشهور.

والحديث الشاذّ هو الحديث الذي يتفرّد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصلٌ متابع لذلك الثقة (٥).

ورى الحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيره بإسنادهم إلى يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي : ليس الشاذّ من الحديث أن يروي الثقة ما لا

__________________

(١) جامع التحصيل في أحكام المراسيل : ٢٦.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) مقدمة ابن الصلاح : ١١٩.

(٤) تاريخ البخاري الكبير ٣ : ١١ ، رقم ٤٢.

(٥) معرفة علوم الحديث : ١١٩.