• الفهرس
  • عدد النتائج:

قال أبو طالب : فأنا كنت أستمع قولهنّ.

ثمّ أخذه محمّد بن عبد الله ابن أخي من يَدِهنّ ووضع يده في يده وتكلّم معه وسأله عن كلّ شيء.

فخاطب محمّد صلّى الله عليه وآله عليّاً ، وخاطب عليّ محمداً بأسرار كانت بينهما.

ثمّ غابت النسوة ، فلم أرهنّ ، فقلت في نفسي : ليتني كنت أعرف الامرأتين الأخيرتين وكان عليّ عليه السّلام أعلم بذلك ، فسألته عنهنّ؟

فقال لي : يا أبت! أمّا الأُولى ، فكانت اُمّي حوّاء.

وأمّا الثانية التي ضمّختني بالطيب ، فكانت مريم ابنة عمران.

وأمّا التي أدرجتني في الثوب ، فهي آسية.

وأمّا صاحبة الجونة ، فكانت اُمّ موسى عليه السّلام.

ثمّ قال علي عليه السّلام : الحق بالمبرم يا أبا طالب! وبشّره وأخبره بما رأيت ، فإنّك تجده في كهف كذا ، في موضع كذا كذا.

فلمّا فرع من المناظرة مع محمّداً ابن أخي ومن مناظرتي عاد إلى طفوليّته الأُولى. فأنبئتُك وأخبرتك ، ثمّ شرحتُ لك القصّة بأسرها بما عاينتُ يا مبرم!

قال أبو طالب : فلمّا سمع المبرم ذلك منّي بكى بكاءً شديداً في ذلك ، وفكّر ساعة ثمّ سكن وتمطّي ، ثمّ غطّى رأسه ، وقال : بل غطّني بفضل مدرعتي.

فغطّيته بفضل مدرعته ، فتمدّد فإذا هو ميّت كما كان. فأقمت عنده ثلاثة أيام اُكلّمه ، فلم يجبني فاستوحشتُ لذلك. فخرجت الحيّتان ، وقالتا : الْحق بوليّ الله ، فإنّك أحقّ بصيانته وكفالته من غيرك.

فقلت لعما : من أنتما؟

قالتا : نحن عمله الصالح ، خلقنا الله عزّ وجل على الصورة التي ترى ، ونذبّ عنه الأذى ليلاً ونهاراً إلى يوم القيامة ، قإذا قامت الساعة كانت إحدانا قائدته والاُخرى سائقته ، ودليله إلى الجنة.