بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيوتكم قبلة (١) » ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ، وفيها أيضا منزلة علي عليه‌السلام من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قال ألاإن هذا المسجد لايحل لجنب إلا لمحمد وآله (٢).

بيان : اختلف المفسرون في تفسير الآية فقيل : لما دخل موسى مصر أمروا باتخاذ مساجد وأن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة ، وكانت قبلتهم إلى الكعبة ، وقيل : إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني إسرائيل فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم ، وبه وردت رواية عن إبراهيم (٣) ، وقيل : معناه : اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا ، ويحتمل أن يكون على تأويله عليه‌السلام المعنى قولا لسائر بني إسرائيل أن يتخذوا لانفسهم بيوتا ويخرجوا من المسجد « واجعلوا بيوتكم » أي بيوت موسى وهارون وذريتهما مسجد الا يبيت فيها غيركم ، ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية لبيان اختصاص هارون بموسى حيث ضمهما في الخطاب ونسب القوم إليهما ، فيدل قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » بتوسط الآية على ذلك الاختصاص ومن لوازم هذا الاختصاص كونهما مختصين بدخول المسجد جنبا دون سائر الناس.

٧ ـ ع : محمد بن أحمد الشيباني (٤) ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله ابن أحمد ، عن سليمان بن حفص المروزي ، عن عمرو بن ثابت ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما سد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الابواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي ضج أصحابه من ذلك ، فقالوا : يارسول الله لم سددت أبوابنا وتركت باب هذا الغلام؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أمرني بسد أبوابكم وترك باب علي ، فإنما أنا متبع لما يوحى إلي من ربي (٥).

____________________

(١) سورة يونس : ٨٧.

(٢) أمالي الصدوق : ٣١٤. عيون الاخبار : ١٢٨.

(٣) الظاهر أن المراد منه أبورافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، راجع الكنى والالقاب ١ : ٧٥.

وجامع الرواة ٢ : ٣٨٥.

(٤) السناني ظ.

(٥) علل الشرائع : ٧٨.

٢١

٨ ـ ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن نصير بن أحمد البغدادي ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول ، عن عبدالرحمن بن الاسود ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه وعمه ، عن أبيهما ، عن أبي رافع قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطب الناس فقال أيها الناس إن الله عزوجل أمر موسى وهارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا ، وأمرهما أن لايبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلا هارون وذريته ، وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى ، فلا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجدي ولايبيت فيه جنب إلا علي وذريته ، فمن شاء ذلك فههنا وضرب بيده نحو الشام (١).

شى : عن أبي رافع مثله (٢).

بيان : الاشارة نحو الشام لبيان أن آثارهما ههنا موجودة ، ويظهر منها أن أبواب بيوت موسى وهارون شارعة إلى المسجد دون سائر الناس ، وفيه أن موسى وهارون على المشهور لم يدخلا الشام فكيف بنيا فيه البيوت؟ ويمكن أن يكون يوشع عليه‌السلام بنى بيوت ذرية هارون بجنب بيت المقدس وفتح أبوابها إلى المسجد بأمر موسى عليه‌السلام.

ع : بهذا الاسناد عن نصير بن أحمد ، عن محمد بن عبيد بن عتبة ، عن إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عميرة ، عن معروف بن خر بوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة ابن أسيد الغفاري قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قام خطيبا فقال : إن رجالا لايجدون في أنفسهم أن أسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، وساق الحديث إلى آخر ماسيأتي في رواية ابن المغازلي (٣).

٩ ـ م : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما بنى مسجده بالمدينة وأشرع بابه (٤) وأشرع المهاجرون والانصار أبوابهم أراد الله عزوجل إبانة

____________________

(١ و ٣) علل الشرائع : ٧٨.

(٢) تفسير العياشي مخطوط. وأورده في البرهان ٢ : ١٩٣.

(٤) في المصدر : وأشرع فيه بابه.

٢٢

محمد وآله الافضلين بالفضيلة ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام عن الله بأن سدوا الابواب عن مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن ينزل بكم العذاب ، فأول من بعث إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمره بسد الابواب (١) العباس بن عبدالمطلب ، فقال : سمعا وطاعة لله و لرسوله ، وكان الرسول معاذ بن جبل ، ثم مر العباس بفاطمة عليها‌السلام فرآها قاعدة على بابها وقد أقعدت الحسن والحسين عليهما‌السلام فقال لها : مابالك قاعدة؟ انظروا إليها كأنها لبوءة بين يديها جراؤها تظن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخرج عمه ويدخل ابن عمه! فمر بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : مابالك قاعدة؟ فقالت : أنتظر أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسد الابواب ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى أمرهم بسد الابواب واستثنى منهم رسوله وأنتم نفس رسول الله ، ثم إن عمر بن الخطاب جاء فقال : إني أحب النظر إليك يارسول الله إذا مررت إلى مصلاك ، فأذن لي في خوخة (٢) أنظر إليك منها! فقال : قد أبي الله ذلك ، فقال : فمقدار ما أضع عليه وجهي ، قال : قد أبي الله ذلك ، قال فمقدار ما اضع عليه عيني فقال قد ابي الله ذلك ولو قلت : قدر طرف إبرة لم آذن لك ، والذي نفسي بيده (٣) ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم ولكن الله أدخلهم وأخرجكم ثم قال : لاينبغي لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر يبيت (٤) في هذا المسجد جنبا إلا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم الطيبون من أولادهم.

قال عليه‌السلام : فأما المؤمنون فرضوا وأسلموا (٥) وأما المنافقون فاغتاظوا لذلك وأنفوا ، ومشي بعضهم إلى بعض يقولون فيما بينهم : ألا ترون محمدا لا يزال يخص بالفضل (٦) ابن عمه ليخرجنا منها صفرا (٧)؟ والله لئن أنفذ ناله في حياته لنتأبين

____________________

(١) الصحيح كما في المصدر : يأمره بسد بابه.

(٢) في المصدر : في فرجة.

(٣) في المصدر : والذي نفس محمد بيده.

(٤) في المصدر : أن يبيت.

(٥) في المصدر : فقد رضوا.

(٦) في المصدر : بالفضائل.

(٧) في المصدر : الصفر مثلثه الخالي ، يقال « هو صفر اليد » أي ليس في يده شئ.

٢٣

عليه (١) بعد وفاته! وجعل عبدالله بن أبي يصغى إلى مقالتهم فيغضب تارة ويسكن أخرى ، فيقول لهم : إن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله لمتأله فإياكم ومكاشفته ، فإن من كاشف المتأله انقلب خاسئا حسيرا وتنقص عليه عيشه ، وإن الفطن اللبيب من تجرع على الغصة لينتهز الفرصة ، فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم رجل من المؤمنين يقال له زيد بن أرقم ، فقال لهم : ياأعداء الله أبالله تكذبون وعلى رسوله تطعنون والله ودينه تكيدون (٢)؟ لاخبرن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكم ، فقال عبدالله بن أبي والجماعة : والله لان أخبرته بنا لنكذبنك ولنحلفن له ، فإنه إذا يصدقنا ، ثم والله لنقيمن (٣) من يشهد عليك عنده بما يوجب قتلك أو قطعك أو حدك! قال : فأتى زيد رسول الله ص فأسر إليه ما كان من عبدالله بن أبي وأصحابه ، فأنزل الله تعالى « ولا تطع الكافرين (٤) » المجاهدين لك يا محمد فيما تدعوهم إليه من الايمان بالله والمولاة لك ولاوليائك والمعاداة لاعدائك « والمنافقين » الذين يطيعونك في الظاهر ويخالفونك في الباطن « ودع أذاهم » وما يكون منهم من القول السيئ فيك وفي ذويك « وتوكل على الله » في تمام أمرك (٥) وإقامة حجتك ، فإن المؤمن هو الظاهر وإن غلب في الدنيا ، لان العاقبة له ، لان غرض المؤمنين في كدحهم في الدنيا إنما هو الوصول إلى نعيم الابد في الجنة وذلك حاصل لك ولآلك وأصحابك وشيعتهم.

ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يلتفت إلى مابلغه عنهم وأمر الرجل (٦) زيدا فقال له : إن أردت ألا يصيبك شرهم ولاينالك مكروههم (٧) فقل إذا أصبحت : « أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » فإن الله يعيذك من شرهم ، فإنهم شياطين يوحي بعضهم إلى

____________________

(١) تأبى الشئ : لم يرضه. وفي المصدر : لتأبين.

(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر : وعلى دينه تكيدون؟.

(٣) في المصدر : لنقيمن عليك.

(٤) سورة الاحزاب : ٤٨.

(٥) في المصدر : في إتمام أمرك.

(٦) ليست كلمة « الرجل » في المصدر.

(٧) في المصدر : مكرهم.

٢٤

بعض زخرف القول غرورا ، فأذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت : « بسم الله ماشاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، بسم الله ما شاء الله لايسوق الخير إلا الله ، بسم الله ماشاء الله مايكون من نعمة فمن الله ، بسم الله ماشاء الله لاحول ولا قوة إلا ( بالله )؟ العلي العظيم ، بسم الله ماشاء الله صلى الله على محمد وآله الطيبين » فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يمسي ، ومن قالها ثلاثا إذا أمسي أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبح ، وإن الخضر وإلياس عليهما‌السلام يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات ، وإن ذلك شعار شيعتي ، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم صلوات الله عليه.

قال الباقر عليه‌السلام لما أمر العباس (١) بسد الابواب وأذن لعلي عليه‌السلام بترك بابه جاء العباس وغيره من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يارسول الله ما بال علي يدخل ويخرج؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذلك إلى الله فسلموا له حكمه ، (٢) هذا جبرئيل جاءني عن الله عزوجل بذلك ، ثم أخذه ما كان يأخذه إذا نزل الوحي فسرى عنه ، فقال : ياعباس ياعم رسول الله إن جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أن عليا لم يفارقك في وحدتك وآنسك في وحشتك فلاتفارقه في مسجدك ، لو رأيت عليا وهو يتضور (٣) على فراش محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله واقيا روحه بروحه متعرضا لاعدائه مستسلما لهم أن يقتلوه كافيا شر قتله لعلمت أنه يستحق من محمد الكرامة والتفضيل ومن الله تعالى التعظيم والتبجيل إن عليا قد انفرد عن الخلق بالبيتوتة (٤) على فراش محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ووقاية روحه بروحه ، فأفرده الله تعالى دونهم بسلوكه في مسجده ، ولو رأيت عليا يا عم رسول الله وعظيم منزلته عند رب العالمين وشريف محله عند ملائكته المقربين وعظيم شأنه في أعلى

____________________

(١) في المصدر : لما أمر العباس وغيره.

(٢) في المصدر : فسلموا لله حكمه.

(٣) متضور خ ل.

(٤) في المصدر : في المبيت.

٢٥

عليين لاستقللت ماتراه له ههنا ، إياك ياعم رسول الله أن تجد له في قلبك مكروها فتصير كأخيك أبي لهب فإنكما شقيقان ، ياعم رسول الله لو أبغض عليا أهل السماوات والارضين لاهلكهم الله ببغضه ولو أحبه الكفار أجمعون لاثابهم الله عن محبته بالخلقة المحمودة (١) بأن يوفقهم للايمان ثم يدخلهم الجنة برحمته ، ياعم رسول الله إن شأن علي عظيم ، إن حال علي جليل ، إن وزن علي ثقيل ، ماوضع حب علي في ميزان أحد إلا رجح على سيئآته ، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته ، فقال العباس : قد سلمت ورضيت يارسول الله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعم انظر إلى السماء ، فنظر العباس ، فقال : ماذا ترى؟ قال : أرى شمسا طالعه نقية من سماء صافية جلية فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عباس يا عم رسول الله إن حسن تسليمك لما وهب الله عزوجل لعلي من الفضيلة أحسن من هذه الشمس في هذه السماء ، وعظم بركة هذا التسليم عليك أكثر من عظيم (٢) بركة هذا الشمس على النبات والحبوب والثمار حيث تنضجها وتنميها وتربيها ، فاعلم أنه قد صافاك بتسليمك لعلي فضيلته من الملائكة (٣) المقربين أكثر من عدد قطر المطر وورق الشجر ورمل عالج وعدد شعور الحيوانات وأصناف النبات (٤) وعدد خطى ابن آدم (٥) وأنفاسهم وألفاظهم وألحاظهم كل يقولون : اللهم صل على العباس عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي ، فاحمد الله واشكره فلقد عظم ربحك (٦) وجلت رتبتك في ملكوت السماوات (٧).

بيان : اللبوءة بفتح اللام وضم الباء : أنثى الاسد ، واللبوة ساكنة الباء غير مهموز

____________________

(١) في المصدر : بالعاقبة المحمودة.

(٢) في المصدر : أعظم واكبر من عظيم اه.

(٣) في المصدر : بتسليمك لعلي قبيلة من الملائكة.

(٤) في المصدر : واصناف النباتات.

(٥) في المصدر : بني آدم. والخطى جمع الخطوة : القدم.

(٦) في المصدر : فلقد عظم الله ربحك.

(٧) تفسير الامام : ٥ ٧.

٢٦

لغة. والجراء جمع الجرو وهو ولد السبع. والخوخة بالفتح : كوة في الجدار تؤدي الضوء.

١٠ ـ قب : حديث سد الابواب رواه نحو ثلاثين رجلا من الصحابة منهم زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وأبوسعيد الخدري وام سلمة وأبورافع وأبوالطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، وأبوحازم عن ابن عباس ، والعلاء عن ابن عمر ، و شعبة عن زيد بن علي عن أخيه الباقر عليه‌السلام عن جابر ، وعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض ، أنه لما قدم المهاجرون إلى المدينة بنوا حوالى مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد ، ونام بعضهم في المسجد ، فأرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله معاذ بن جبل فنادى : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي ، فأطاعوه إلا رجل ، قال : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه.

ثم قال : ما حدثني به أبوالحسن العاصمي الخوارزمي ، عن أبي البيهقي ، عن أحمد بن جعفر. عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن محمد بن جعفر ، عن عون ، عن عبدالله بن ميمون ، عن زيد بن أرقم أنه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، وإني والله ماسددت شيئا ولا فتحته ولكنت أمرت بشئ فأتبعته » ذكره أحمد في الفضائل.

مسند أبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص : أنا ما فتحته ولكن الله فتحه.

خصائص العلوية عن بريدة الاسلمي : يا أيها الناس ما أنا سددتها وما أنا فتحتها بل الله عزوجل سدها ثم قرأ « والنجم إذا هوى » إلى قوله : « إن هو إلا وحي يوحى ».

مسند أبي يعلى وفضائل السمعاني وحلية الاولياء عن أبي نعيم بطريقين عن أبي صالح عن عمرو بن ميمون قال ابن عباس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي ، وفي رواية عن ابن عباس : سدوا هذه الابواب إلا باب علي قبل أن ينزل العذاب.

تاريخ بغداد فيما أسنده الخطيب إلى زيد بن علي عن أخيه محمد بن علي عليه‌السلام

٢٧

أنه سمع جابر بن عبدالله يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : سدوالابواب كلها إلا باب علي ـ وأومأ بيده إلى باب علي

الفردوس عن الكياشيروية : (١) سدوالابواب كلها إلا باب علي.

جامع الترمذي عن شعبة عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بسد الابواب إلا باب علي.

مسند العشرة عن أحمد بن عبدالله بن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل (٢) فلقينا سعد بن مالك يقول : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسد الابواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.

تاريخ البلاذري ومسند أحمد قال عمرو بن ميمون في خبر : خلا ابن عباس مع جماعة ثم قام يقول : أف أف وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وقال له : « من كنت وليه فعلي وليه » وقال له : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » الخبر ، وقال له : « لادفعن الراية [ غدا ] إلى رجل » الخبر ، وسد الابواب إلا باب علي ، ونام مكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الغار ، وبعث برائة مع أبي بكر ثم أرسل عليا فأخذها.

الابانة عن أبي عبدالله العكبري والمسند عن أبي يعلى وأحمد وفضائل أحمد وشرف المصطفى عن أبي سعيد النيسابوري واللفظ له قال عبدالله بن عمر : ثلاثة أشياء لو كان لي واحدة منهن لكان أحب إلي من حمر النعم : أحدها إعطاء الراية إياه يوم خيبر ، وتزويجه فاطمة إياه ، وسد الابواب إلا باب علي. قالوا : فخرج العباس يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك؟ فقال : ما أخرجتك ولا أسكنته ولكن الله أسكنه. وروي أن العباس قال لفاطمة عليها‌السلام : انظروا إليها كأنها لبوءة بين يديها جروها تظن أن رسول الله يخرج عمه ويدخل ابن عمه! وجائه حمزة يبكي ويجر عبائه الاحمر فقال له كما قال العباس ، فقال

____________________

(١) كذا في النسخ والمصدر.

(٢) أي زمن حرب الجمل.

٢٨

عمر : دع لي خوخة أطلع منها إلى المسجد ، فقال : لا ولا بقدر اصبعة ، فقال أبوبكر : دع لي كوة أنظر إليها ، فقال : ولا رأس إبرة ، فسأل عثمان مثل ذلك فأبى.

الفائق عن الزمخشري قال : سعد : لما نودي ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل علي خرجنا نجر قلاعنا ، هو جمع قلع وهو الكنف (١).

بيان : قال في النهاية : في حديث سعد : « قال لما نودي ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل علي خرجنا من المسجد نجر قلاعنا » أي كنفنا وأمتعتنا ، واحدها قلع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه (٢).

١١ ـ قب : فضائل السمعاني روى جابر عن ابن عمر في خبر أنه سأله رجل فقال : ما قولك في علي وعثمان؟ فقال : أما عثمان فكأن الله قد عفا عنه فكرهتم أن يعفو عنه ، وأما علي فابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وختنه وهذا بيته وأشار بيده إلى بيته حيث ترون ، أمر الله سبحانه نبيه أن يبني مسجده ، فبني فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه وأزواجه وعاشرها وهو متوسطها لعلي وفاطمة عليهما‌السلام وكان ذلك في أول سنة الهجرة ، وقالوا : كان في آخر عمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والاول أصح وأشهر ، وبقي على كونه فلم يزل علي وولده في بيته إلى أيام عبدالملك بن مروان ، فعرف الخبر فحسد القوم على ذلك واغتاظ وأمر بهدم الدار وتظاهر أنه يريد أن يزاد (٣) في المسجد! وكان فيها الحسن بن الحسن فقال : لا أخرج ولا أمكن من هدمها ، فضرب بالسياط وتسابيح الناس (٤) وأخرج عند ذلك وهدمت الدار وزيد في المسجد.

وروى عيسى بن عبدالله أن دار فاطمة عليها‌السلام حول تربة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبينهما حوض.

وفي منهاج الكراجكي أنه مابين البيت الذي فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين الباب المحاذي لزقاق البقيع (٥).

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٧٠ ٣٧١.

(٢) النهاية ٣ : ٢٧٣.

(٣) في المصدر : ان يزداد.

(٤) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : وتصايح الناس.

(٥) الزقاق : السكة. الطريق الضيق.

٢٩

فتح له (١) باب وسد على سائر الاصحاب. من قلع الباب (٢) كيف يسد عليه الباب؟ قلع باب الكفر من التخوم فتح له أبواب من العلوم.

وفي رواية أبي رافع أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله صعد المنبر ، وقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم أن سكن علي في المسجد وخرجوا ، والله ما فعلت إلا عن أمر ربي ، إن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يسكن مسجده فلايدخل جنب غيره وغير أخيه هارون وذريته ، واعلموا رحمكم الله أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ، ولو كان كان عليا.

جابر بن عبدالله : كنا ننام في المسجد ومعنا علي عليه‌السلام فدخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : قوموا فلا تناموا في المسجد ، فقمنا لنخرج فقال : أما انت ياعلي فنم (٣) فقد أذن لك.

أبوصالح المؤذن في الاربعين وأبوالعلاء العطار الهمداني في كتابه بالاسناد عن أم سلمة أنه قال بأعلى صوته : (٤) ألا إن هذا المسجد لايحل لجنب ولا حائض إلا للنبي وأزواجه وفاطمه بنت محمد وعلي ، ألا بينت لكم أن تضلوا مرتين (٥)

جامع الترمذي ومسند أبي يعلى : أبوسعيد الخدري قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي لايحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. وفي رواية : يا علي لايحل لاحد من هذه الامة غيري وغيرك. وفي رواية : ولايحل أن يدخل مسجدي جنب غيري وغيره وغير ذريته ، فمن شاء فهنا وأشار بيده نحو الشام فقال المنافقون : لقد ضل وغوى في أمر ختنه! فنزل « ماضل صاحبكم وماغوى » (٦).

____________________

(١) أي لامير المؤمنين عليه‌السلام.

(٢) أي باب خيبر.

(٣) في المصدر : فنم ياعلي.

(٤) رافعا صوته خ ل.

(٥) أي قالها مرتين.

(٦) مناقب آل ابي طالب ١ : ٣٧١ ٣٧٣.

٣٠

١٢ ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوما : سدوا هذه الابواب إلا باب علي عليه‌السلام قال : فتكلم في ذلك أناس ، قال : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، والله ماسددت شيئا ولافتحته ولكني أمرت بشئ فأتبعته.

وبالاسناد المقدم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال : لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا لان أكون أوتيتها أحب إلي أن أعطى (١) حمر النعم : جوار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله له في المسجد ، والراية يوم خيبر ، والثالثة نسيها سهيل.

وبالاسناد عن ابن عمر قال ، كنا نقول : خير الناس أبوبكر ثم عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لان يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنته وولدت له ، وسد الابواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر.

ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي عن عدي بن ثابت قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المسجد فقال : إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لايسكنه إلا موسى وهارون وإبنا هارون ، وإن الله أوحى إلي أن أبني مسجدا طاهرا لايسكنه إلا أنا وعلي وإبنا علي.

وبالاسناد المقدم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما قدم أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة لم تكن لهم بيوت فكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاتبيتوا في المسجد فتحتلموا ، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد ، وإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمرك أن تخرج من المسجد وتسد بابك ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى عمر فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمرك أن

____________________

(١) في المصدر : من أن اعطى.

٣١

تسد بابك الذي في المسجد وتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أني أرغب إلى الله تعالى في خوخة في المسجد ، فأبلغه معاذ ماقاله عمر ، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية ، فقال : سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى حمزة رضي‌الله‌عنه فسد بابه وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، وعلي عليه‌السلام على ذلك متردد لايدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد بنى له في المسجد بيتا بين أبياته ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسكن طاهرا مطهرا ، فبلغ حمزة قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام فقال : يامحمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبدالمطلب؟ فقال له نبي الله : لو كان الامر إلي ماجعلت دونكم من أحد ، والله ماأعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسوله ، ابشر ، فبشره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقتل يوم أحد شهيدا ، ونفس ذلك (١) رجال على علي فوجدوا في أنفسهم ، وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب رسول الله (ص) فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقام خطيبا فقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته ، إن الله عزوجل أوحى إلى موسى وأخيه « أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة (٢) » وأمر موسى أن لايسكن مسجده ولاينكح فيه ولايدخله إلا هارون وذريته ، وإن عليا بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ، فمن شائه (٣) فههنا وأومأ بيده نحو الشام.

وبالاسناد عن سعد بن أبي وقاص قال : كانت لعلي عليه‌السلام مناقب لم يكن لاحد كان يبيت في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر ، وسد الابواب إلا باب علي.

وبالاسناد عن البراء بن عازب قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبواب شارعة في المسجد ، وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سدوا هذه الابواب غير باب علي ، قال : فتكلم في ذلك أناس ، قال : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثني عليه

____________________

(١) نفس بالشئ : ضن به. نفس على فلان بخير : حسده عليه.

(٢) سورة يونس : ٨٧.

(٣) في المصدر « فمن ساءه » وهو الاصح.

٣٢

ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي ، فقال قائلكم ، ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته.

وبالاسناد المقدم عن سعيد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بالابواب (١) فسدت وترك باب علي ، فأتاه العباس فقال : يارسول الله سددت أبوابنا وتركت باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ولاسددتها (٢).

وبالاسناد عن ابن عباس أيضا (٣) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بسد الابواب كلها فسدت إلا باب علي عليه‌السلام.

وبالاسناد عن نافع مولى ابن عمر قال : قلت لابن عمر : من خير الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : ما أنت وذاك لا أم لك؟ ثم استغفر الله وقال : خيرهم بعده من كان يحل له ما يحل له ويحرم عليه مايحرم عليه ، قلت : من هو؟ قال : علي ، سد أبواب المسجد وترك باب علي عليه‌السلام وقال : لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما علي ، وأن وارثي ووصيي تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي ، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني. (٤)

يف : ابن المغازلي بإسناده إلى نافع مثله (٥).

١٣ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه‌السلام أن ابن مسجدا طاهرا لايكون فيه إلا موسى وهارون وابنا هارون شبر وشبير ، وإن الله تعالى أمرني أن أبني مسجدا لايكون فيه غيري وغير أخي علي وابني الحسن والحسين صلوات الله عليهم.

____________________

(١) في المصدر : أمر بسد الابواب.

(٢) في المصدر : ولا أنا سددتها.

(٣) سقطت رواية من هنا كما يستفاد من كلمة « أيضا » وفي المصدر : وبالاسناد عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سد أبواب المسجد غير باب علي. وبالاسناد عن ابن عباس أيضا اه.

(٤) كشف الغمة : ٩٨.

(٥) الطرائف : ٣٢.

٣٣

١٤ ـ يف : روى أحمد بن حنبل عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وروى أبوزكريا بن مندة الاصفهاني الحافظ في مسانيد المأمون عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثني المأمون ، قال : حدثني الرشيد ، قال : حدثني المهدي ، قال : حدثني المنصور ، قال : حدثني أبي عن عبدالله بن عباس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : أنت وارثي ، وقال : إن موسى سأل الله تعالى أن يطهر له مسجدا لايسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون ، وإني سألت الله تعالى أن يطهر مسجدا لك ولذريتك من بعدك ، ثم أرسل إلي أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري؟ فقيل : لا ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر فقال : سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري؟ فقيل : بأبي بكر ، فقال : إن في أبي بكر أسوة حسنة ، فسد بابه ، ثم ذكر رجلا آخر فسد النبي بابه ، وذكر كلاما له ثم قال : فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت (١) باب علي عليه‌السلام ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي عليه‌السلام ورواه الشافعي ابن المغازلي من ثمانية طرق ، فمنها عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما قدم أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) المدينة لم يكن لهم بيوت يسكنون فيها ، وكانوا يبيتون في المسجد ، وساق الحديث إلى آخر مامر. (٣)

بيان : هذا الخبر من المتواترات ، ورواه ابن بطريق في العمدة من مسند أحمد ابن حنبل بثلاثة أسانيد عن زيد بن أرقم وعمر بن الخطاب وابنه ، ومن مناقب ابن المغازلي بثمانية طرق عن عدي بن ثابت وحذيفة بن أسيد وسعد بن أبي وقاص والبراء بن عازب وسعيد ونافع وابن عباس بسندين (٤) ، وهو يدل على فضيلة جليلة ومنقبة نبيلة تستلزم الامامة والخلافة والعصمة والطهارة ، ولذا احتج صلوات الله عليه

____________________

(١) في المصدر : ولا أنا فتحت.

(٢) في المصدر : لما قدم النبي وأصحاب النبي.

(٣) الطرائف : ١٦.

(٤) راجع العمدة : ٨٨ ٩٣.

٣٤

به في الشورى ، وأي فضيلة أسنى من إدخاله بعد إخراج حمزة سيد الشهداء مع كبر سنه وتقادم عهده؟ وتجويز أن يجنب هو في المسجد ويمر فيه جنبا دون غيره؟ وهل يكون مثل هذا إلا لبيان استحقاقه للرئاسة العظمى والخلافة الكبرى؟.

٧٣

( باب )

* ( أن فيه عليه‌السلام خصال الانبياء واشتراكه مع نبينا في جميع ) *

* ( الفضائل سوى النبوة ) *

١ ـ ما : المفيد ، عن الجبائي ، عن أحمد بن عيسى ، عن مسعر بن يحيى ، عن شريك ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب. (١)

٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن ابن متيل ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان عن جعفر بن سليمان ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم إلى علي عليه‌السلام قد أقبل وحوله جماعة من أصحابه ، فقال : من أحب (٢) أن ينظر إلى يوسف في جماله وإلى إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته وإلى داود في حكمته فلينظر إلى هذا (٣).

٣ ـ ك : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله بن عباس قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في

____________________

(١) أمالي الشيخ : ٢٦٤.

(٢) في المصدر : من أراد.

(٣) أمالي الصدوق ، ٣٩١.

٣٥

سلمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطنته (١) وإلى داود في زهده فلينظر إلى هذا ، فنظرنا إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢) قد أقبل كالماء ينحدر من صبب. (٣) ٤ جا : محمد بن عمر بن مسلم ، (٤) عن محمد بن عيسى العجلي ، عن مسعود بن يحيى النهدي ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبيه قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام نحوه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٥)

٥ ـ ن : أحمد بن الحسين البغدادي ، (٦) عن علي بن محمد بن عنبسته ، (٧) عن الحسن بن سليمان الملطي ومحمد بن القاسم العلوي ودارم بن قبيصة ، جميعا عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي ماسألت ربي شيئا إلا سألت لك مثله غير أنه قال : لا نبوة بعدك ، (٨) أنت خاتم النبيين وعلي خاتم الوصيين. (٩)

٦ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن المنذر ، عن أحمد بن يحيى عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر (١٠) من

____________________

(١) في المصدر : في فطانته.

(٢) في المصدر : قال : فنظرنا فاذا علي بن أبي طالب : عليه‌السلام.

(٣) كمال الدين : ١٦ ١٧.

(٤) في المصدر : سلم. والظاهر : محمد بن عمر بن سلام ، راجع جامع الرواة ٢ : ١٦٣.

(٥) أمالي المفيد : ٧ ٨.

(٦) في المصدر : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي.

(٧) في المصدر : عيينة.

(٨) في المصدر : غير أنه لا نبوة بعدي.

(٩) عيون الاخبار : ٢٢٩.

(١٠) في المصدر : من طهر إلى طهر.

٣٦

صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا ، وسبقته (١) بفضل هذه على هذه وضم بين السبابة والوسطى وهو النبوة ، فقيل له : من هو يا رسول الله؟ قال : علي بن أبي طالب.

٧ ـ لى : أبي ، عن إبراهيم بن عمروس ، عن الحسن بن إسماعيل القحطبي عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، عن أبيه ، عن الاوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبدالله بن مرة ، عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الارض ، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الارض ، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم ، وأعطاه الله من الفهم لو قسم على أهل الارض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط ، وخلقه بخلق يحيى ، وزهده بزهد أيوب ، وسخاؤه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود ، وقوته بقوة داود [ و ] له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي ، علي محمود عند الحق ، مزكى عند الملائكة ، وخاصتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي ، آنسني به ربي فسألت ربي أن لايقبضه قبلي ، وسألته أن يقبضه شهيدا (٢) أدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر ، وقصور علي كعدد البشر ، علي مني وأنا من علي ، من تولى عليا فقد تولاني ، حب علي نعمة واتباعه فضيلة ، دان به الملائكة وحفت به الجن الصالحون ، لم يمش على الارض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا ، لم يك فظا عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا متعندا ، حملته الارض فأكرمته ، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا ، أنزل الله عليه الحكمة ، ورداه (٣) بالفهم ، تجالسه

____________________

(١) في المصدر : فسبقته.

(٢) في المصدر : شهيدا بعدي.

(٣) رداه : ألبسه الرداء.

٣٧

الملائكة ولا يراها ، ولو أوحي إلى أحد بعدي لاوحي إليه ، فزين الله به المحافل وأكرم به العساكر ، وأخصب به البلاد ، وأعز به الاجناد ، مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة ، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت [ الدنيا ] وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته ، ووصف فيه آثاره ، و أجرى منازله ، فهو الكريم حيا والشهيد ميتا. (١)

٨ ـ ير : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن حماد بن عثمان ، عن فضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كانت في علي سنة ألف نبي. (٢)

٩ ـ فض : أحمد بن عبدالجبار ، عن زيد بن الحارث ، عن الاعمش ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر الغفاري قال : بينما ذات يوم من الايام بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قام وركع وسجد شكرا لله تعالى ، ثم قال : ياجندب من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في خلته وإلى موسى في مناجاته وإلى عيسى في سياحته (٣) وإلى أيوب في صبره وبلائه (٤) فلينظر إلى هذا الرجل المقابل (٥) الذي هو كالشمس والقمر الساري والكوكب الدري ، أشجع الناس قلبا وأسخى الناس كفا ، (٦) فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، قال : فالتفت الناس ينظرون من هذا المقبل فإذا هو علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام (٧).

١٠ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله

____________________

(١) أمالي الصدوق : ٦ ٧.

(٢) بصائر الدرجات : ٣١.

(٣) ساح سياحة : ( دهب )؟ في الارض للعبادة والترهب.

(٤) في المصدر : في بلائه وصبره.

(٥) في المصدر « : المقبل.

(٦) في المصدر » : الذي أشجع الناس قلبا وأسخاهم كفا.

(٧) الروضة : ٣ ٤.

٣٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال أحمد بن الحسين البيهقي : لم أكتبه إلا بهذا الاسناد.

وقد روى البيهقي في كتابه المصنف في فضائل الصحابة يرفعه بسنده إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه و إلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ومن كتاب المناقب عن الحارث الاعور صاحب راية علي عليه‌السلام قال : بلغنا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وإبراهيم في حكمته ، فلم يكن بأسرع من أن طلع علي عليه‌السلام فقال أبوبكر : يارسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل؟ بخ بخ لهذا الرجل من هو يارسول الله؟ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا تعرفه يا أبا بكر؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أبوالحسن علي بن أبي طالب ، قال أبوبكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن؟. (١)

فض ، يل : بالاسناد إلى الحارث مثله. (٢)

١١ ـ مد : من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب ، عن الحسين بن محمد العدل ، عن محمد بن محمود ، (٣) عن إبراهيم بن سليمان بن رشيد ، عن زيد بن عطية ، عن أبان بن فيروز ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٤)

١٢ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن القاسم ابن عروة ، عن بريد العجلي ، عن ابن نباتة قال : قام ابن الكواء إلى علي عليه‌السلام وهو على المنبر فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟

____________________

(١) كشف الغمة : ٣٣ ٣٤.

(٢) الروضة : ١٧. الفضائل : ١٠٢ ١٠٣.

(٣) في المصدر بعد ذلك : عن إبراهيم بن مهدي الابلي اه.

(٤) العمدة : ١٩٢ ١٩٣.

٣٩

وأخبرني عن قرنه أمن ذهب كان أم من فضة؟ فقال له : لم يكن نبيا ولا ملكا ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضة (١) ، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح لله ونصحه الله ، وإنما سمي ذا القرنين لانه دعا قومه إلى الله عزوجل فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ثم عاد إليهم ، فضرب على قرنه الآخر ، وفيكم مثله. (٢) بيان : قوله : ( وفيكم مثله ) يعني نفسه عليه‌السلام وقد اشتهر في الحديث أنه ذو قرني هذه الامة ، وفيه وجوه :

أحدها أنه عاش قرنين : قرنا مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وقرنا بعده ، وهذا الخبر لايحتمله. (٣)

وثانيها أنه يشبهه في كونه عبدا صالحا مؤيدا ملهما بإلهام الله تعالى ، مطاعا للخلق بإذنه تعالى ، مع كونه غير نبي ، وعليه تدل الاخبار الكثيرة التي أوردناها في كتاب الامامة في باب مفرد.

وثالثها أنه يشبهه في أنه ضرب على قرنيه.

ورابعها أنه صاحب القوتين العظيمتين في الدنيا والدين.

وخامسها أنه يشبهه في أنه دعاهم فضربوه على قرنه ، وسيرجع إلى الدنيا وينقاد له شرق الارض وغربها.

وسادسها أنه خلق الله تعالى له طرفي الارض : شرقها وغربها ، وسيملكهما إياه وخلق له طرفي الجنة ، فهو قسيمها.

وقال الجزري في النهاية : فيه أنه قال لعلي عليه‌السلام « إن لك بيتا في الجنة وإنك ذو قرنيها » أي طرفي الجنة وجانبيها ، قال أبوعبيد : وأنا أحسب أنه أراد

____________________

(١) في المصدر : ولا من فضة.

(٢) علل الشرائع : ٢٥. وقد مضت الرواية في المجلد ١٢ ص ١٨٠ عن تفسير العياشي و عن الاحتجاج : ١٢٢ وعن كمال الدين : ٢٢٠.

(٣) لان الغيبة لم تتوسط بين هذين القرنين ولم يضرب عليه‌السلام بقرنه عندئذ. وأنت خبير بأن أقوى المحتملات وارجحها هو الاحتمال الخامس بل هو المتعين.

٤٠