بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فاصفرت وجوههم ينظر كل واحد إلى صاحبه ، فأنزل الله هذه الآية « يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور * والله يقضي بالحق (١) » فكان ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم من زوال الشمس إلى وقت العصر (٢).

٦ ـ أقول : روى السيد هذا الخبر في كتاب سعد السعود من بعض الكتب المعتبرة بهذا الاسناد بعينه (٣) ، وروى من تفسير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني بإسناده عن محمد بن يعقوب الدينوري (٤) ، عن جعفر بن نصر ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من قرية يقال لها « بهندف (٥) » فقعد علي عليه‌السلام وأبوبكر وعمر وعثمان والزبير وعبدالرحمن ابن عوف وسعد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي قل : « ياريح احملينا » فقال علي عليه‌السلام : « يا ريح احملينا » فحملتهم حتى أتوا أصحاب الكهف ، فسلم أبوبكر وعمر فلم يردوا عليهما‌السلام ، ثم قام علي عليه‌السلام فسلم فردوا عليه‌السلام ، فقال أبوبكر : ياعلي مابالهم ردوا عليك وما ردوا علينا؟ فقال لهم علي عليه‌السلام ، فقالوا : إنا لانرد بعد الموت إلا على نبي أو وصي نبي ، ثم قال عليه‌السلام : « ياريح احملينا » فحملتنا ، ثم قال : « يا ريح ضعينا » فوضعتنا ، فوكز (٦) برجله الارض فتوضأ علي عليه‌السلام وتوضأنا ، ثم قال : « ياريح احملينا » فحملتنا ، فوافينا المدينة والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاة الغداة ، و هو يقرأ : « أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (٧) » فلما

____________________

(١) سورة المؤمن : ١٩ و ٢٠.

(٢) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ١٣٣ ١٣٥.

(٣) سعد السعود : ١١٣ ١١٦.

(٤) في المصدر و ( د ) : محمد بن أبي يعقوب الدينوري.

(٥) قال في المراصد ( ١ : ٢٣٥ ) بهندف بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وبكسر وفاء بليد من نواحي بغداد في آخر النهروان.

(٦) وكزه : دفعه وضربه. وفي المصدر : فركز. والصحيح : فركض.

(٧) سورة الكهف : ٩.

١٤١

قضى النبي الصلاة قال : ياعلي أخبروني (١) عن مصيركم أم تحبون أن أخبركم؟ قالوا : بل تخبرنا يارسول الله ، فقال أنس : فقص القصة كأنه معنا.

قال السيد : يحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس مختصرة وجابر مشروحة ، ويحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روى كل واحد مارآه (٢).

٧ ـ يج : روي أن عليا عليه‌السلام دخل المسجد بالمدينة غداة يوم وقال رأيت في النوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لي (٣) : إن سلمان توفي ، ووصاني بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، وها أنا خارج إلى المدائن لذلك ، فقال عمر : خذ الكفن في بيت المال (٤) ، فقال علي عليه‌السلام : ذلك مكفي مفروغ منه ، فخرج والناس معه إلى ظاهر المدينة ، ثم خرج وانصرف الناس ، فلما كان قبل ظهيرة رجع (٥) وقال : دفنته ، وأكثر الناس لم يصدقوا (٦) حتى كان بعد مدة وصل من المدائن مكتوبا « إن سلمان توفي في يوم كذا ، ودخل علينا أعرابي فغسله وكفنه وصلى عليه و دفنه ثم انصرف » فتعجب الناس كلهم (٧).

٨ ـ يج : روي عن أبي الحسين بن غسق ، عن أبي الفضل بن يعقوب البغدادي ، عن الهيثم بن جميل ، عن عمرو بن عبيد ، عن عيسى بن سلام ، عن علي بن نصر بن سنان عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن حذيفة بن اليمان قال : بينما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور (٨) ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيتها الريح الدبور أستودعك إخواننا فرديهم إلينا ، قالت : قد أمرت بالسمع والطاعة لك ،

____________________

(١) في المصدر : أتخبروني.

(٢) سعد السعود : ١١٢ ١١٣.

(٣) في المصدر : فقال لي.

(٤) في المصدر : من بيت المال.

(٥) في المصدر : قبل ظهيرة ذلك اليوم رجع.

(٦) في المصدر : لم يصدقوه.

(٧) الخرائج والجرائح : ٨٥.

(٨) الدبور : الريح الغربية. تقابل الصبا ، وهي الريح الشرقية.

١٤٢

فدعا ببساط كان أهدي إليه فبسطه ، ثم دعا بعلي بن أبي طالب فأجلسه عليه ثم دعا بأبي بكر وعمر وعثمان وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعمار ابن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي وأبي ذر وسلمان وأجلسهم عليه ، ثم قال : أما إنكم سائرون إلى موضع فيه ماء ، فانزلوا وتوضؤوا وصلوا ركعتين وأدوا الرسالة كما يؤدى إليكم ، ثم قال : أيتها الريح استعلي بإذن الله ، فحملتهم حتى رمتهم في بلاد الروم عند أصحاب الكهف ، فنزلوا ، وتوضؤوا وصلوا ، فأول من تقدم إلى باب الكهف أبوبكر ، فسلم فلم يردوا ، ثم عمر فسلم فلم يردوا ، ثم تقدم واحد بعد واحد يسلم فلم يردوا ، ثم قام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأفاض عليه الماء وصلى ركعتين ثم مشى إلى باب الغار فسلم بأحسن ما يكون من السلام ، فانصدع الكهف ، ثم قاموا إليه فصافحوه وقالوا : يابقية الله في خلقه بعد رسول الله ، ثم رد الكهف كما كان فحملتهم الريح وجاءت بهم إلى مسجد رسول الله (ص) وقد خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لصلاة الفجر فصلوا معه (١).

٩ ـ قب : كتاب ابن بابويه وأبي القاسم البستي والقاضي أبوعمرو بن أحمد عن جابر وأنس أن جماعة تنقصوا عليا عند عمر ، فقال سلمان : أوماتذكر يا عمر اليوم الذي كنت فيه وأبوبكر وأنا وأبوذر عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبسط لنا شملة و أجلس كل واحد منا على طرف وأخذ بيد علي عليه‌السلام وأجلسه في وسطها ثم قال : قم يا أبا بكر وسلم على علي عليه‌السلام بالامامة وخلافة المسلمين ، وهكذا كل واحد منا ، ثم قال : قم ياعلي وسلم على هذا النور يعني الشمس ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابته القرصة وارتعدت وقالت عليك السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إنك أعطيت لاخي سليمان صفيك ملكا وريحا غدوها شهر ورواحها شهر اللهم أرسل تلك لتحملهم إلى أصحاب الكهف وأمرنا أن نسلم على أصحاب الكهف ، فقال علي عليه‌السلام : يا ريح احملينا ، فإذا نحن في الهواء ، فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا ، فوضعتنا عند الكهف ، فقام كل

____________________

(١) لم نجده في المصدر المطبوع.

١٤٣

واحد منا وسلم فلم يردوا الجواب ، فقام علي عليه‌السلام فقال : « السلام عليكم أهل الكهف » فسمعنا : وعليك السلام ياوصي محمد ، إنا قوم محبوسون ههنا في زمن دقيانوس ، فقال (١) : لم لم تردوا سلام القوم؟ فقالوا : نحن فتية لانرد إلا على نبي أو وصي نبي ، وأنت وصي خاتم النبيين وخليفة رسول رب العالمين ، ثم قال : خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثم قال : ياريح احملينا ، فإذا نحن في الهواء ، فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا فوضعتنا ، ثم ركض برجله الارض فنبعت عين ماء فتوضأ وتوضأنا ثم قال : ستدركون الصلاة مع النبي أو بعضها ، ثم قال : ياريح احملينا ، ثم قال : ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد صلى من الغداة ركعة.

فقال أنس : فاستشهدني علي وهو على منبر الكوفة فداهنت ، فقال : إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إياك فرماك الله ببياض في جسمك ولظى في جوفك وعمى في عينيك ، فبما برحت حتى برصت وعميت ، فكان أنس لا يطيق الصيام في شهر رمضان ولا غيره ، والبساط أهدوه أهل هربوق ، والكهف في بلاد روم في موضع يقال له « اركدى » وكان في ملك باهندق ، وهو اليوم اسم الضيقة (٢).

وفي خبر أن الكساء أتى به حطي بن الاشرف أخو كعب ، فلما رأى معجزات علي عليه‌السلام أسلم وسماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله محمدا (٣).

١٠ ـ ارشاد القلوب : عن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه قال : دخل أبوبكر وعمر وعثمان على رسول الله فقالوا : ما بالك يارسول الله (٤) تفضل علينا عليا في كل حال؟ قال : ما أنا فضلته بل الله تعالى فضله ، فقالوا : وما الدليل؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(١) في المصدر : من زمن دقيانوس ، فقال لهم اه.

(٢) الصحيح كما في المصدر : اسم الضيعة.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٧٤ ٤٧٥.

(٤) في المصدر : يا رسول الله ما بالك.

١٤٤

إذا لم تقبلوا (١) مني فليس من الموتى عندكم أصدق من أهل الكهف ، وأنا أبعثكم وعليا فأجعل (٢) سلمان شاهدا عليكم إلى أصحاب الكهف ، حتى تسلموا عليهم ، فمن أحياهم الله له وأجابوه كان الافضل ، قالوا : رضينا ، فأمر فبسط بساطا (٣) له ، ودعا بعلي عليه‌السلام فأجلسه وسط البساط ، وأجلس كل واحد (٤) على قرنة من البساط وأجلس سلمان على القرنة الرابعة (٥) ، ثم قال : ياريح احمليهم إلى أصحاب الكهف ورديهم إلي ، قال سلمان : فدخلت الريح تحت البساط وسارت بنا ، وإذا نحن بكهف عظيم فحطتنا عليه ، فقال علي عليه‌السلام : ياسلمان هذا الكهف والرقيم ، فقل للقوم يتقدمون أو نتقدم؟ فقالوا : نحن نتقدم ، فقام كل واحد منهم فصلى ركعتين ودعا ونادى : يا أصحاب الكهف ، فلم يجبه أحد ، فقام أمير المؤمنين عليه‌السلام بعدهم فصلى ركعتين ودعا ونادى : ياأصحاب الكهف ، فصاح الكهف (٦) وصاح القوم من داخله بالتلبية ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى ، فقالوا : وعليك السلام ياأخا رسول الله ووصيه و أمير المؤمنين ، لقد أخذ الله علينا العهد بإيماننا بالله وبرسوله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبالولاية يا أمير المؤمنين لك (٧) إلى يوم القيامة يوم الدين فسقط القوم على وجوههم وقالوا لسلمان : يا أبا عبدالله ردنا ، فقال : وما ذاك إلي (٨) ، فقالوا : يا أبا الحسن ردنا

____________________

(١) في المصدر : إذ لم تقبلوا.

(٢) في المصدر : وأجعل. (٣) في المصدر : فبسط له بساط.

(٤) في المصدر : كل واحد منهم.

(٥) القرنة بضم القاف : الطرف الشاخص من كل شئ.

(٦) في المصدر : فقام كل واحد منهم وصلى ودعا وقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف ، فلم يجبهم أحد ، فقام أمير المؤمنين عليه‌السلام فصلى ركعتين ودعا ونادى : يا أصحاب الكهف ، فصاح الكهف اه.

(٧) في المصدر : بعد ايماننا بالله وبرسوله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لك يا أمير المؤمنين بالولاء.

(٨) في المصدر : وما ذلك لي.

١٤٥

فقال عليه‌السلام : ياريح ردينا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فحملتنا فإذا نحن بين يديه ، فقص عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كل ماجرى وقال : هذا حبيبي جبرئيل عليه‌السلام أخبرني به ، فقالوا : الآن علمنا أن فضل علي علينا من أمر الله عز وجل لامنك (١).

١١ ـ عيون المعجزات للسيد المرتضى : حدثني أبوعلي يرفعه إلى الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : جرى بحضرة السيد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر سليمان ابن داود عليهما‌السلام والبساط وحديث أصحاب الكهف وأنهم موتى أو غير موتى ، فقال (ص) : من أحب منكم أن ينظر باب الكهف ويسلم عليه؟ فقال أبوبكر وعمر وعثمان : نحن يارسول الله ، فصاح صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا درحان بن مالك ، وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ائتنا ببساط سليمان عليه‌السلام ، فذهب ووافى بعد لحظة ومعه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الابيض ، فألقى في صحن المسجد وغاب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لبلال وثوبان مولييه : أخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه ففعلا ذلك وقام صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لابي بكر وعمر وعثمان وأمير المؤمنين عليه‌السلام وسلمان : قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط وليقعد أمير المؤمنين عليه‌السلام في وسطه ، ففعلوا ، ونادى : يامنشبة ، فإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لابي بكر : تقدم وسلم عليهم وإنك شيخ قريش فقال : يا علي ما أقول؟ فقال عليه‌السلام : قل : السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم ، السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه ، فتقدم أبوبكر إلى الكهف وهو مسدود ، فنادى بما قال له أمير المؤمنين عليه‌السلام ثلاث مرات فلم يجبه أحد ، فجاء وجلس ، وقال : يا أمير المؤمنين ما أجابوني ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قم يا عمر ثم قل كما قاله صاحبك ، فقام وقال مثل قوله ثلاث مرات ، فلم يجب أحد مقالته ، فجاء وجلس ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لعثمان : قم أنت وقل مثل قولهما ، فقام وقال فلم يكلمه أحد ، فجاء وجلس ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لسلمان : تقدم أنت وسلم عليهم ، فقام وتقدم فقال مثل مقالة الثلاثة ،

____________________

(١) إرشاد القلوب ٢ : ٧٨ ٨٠.

١٤٦

وإذا بقائل يقول من داخل الكهف : أنت عبد امتحن الله قلبك بالايمان ، وأنت من خير وإلى خير ، ولكنا أمرنا أن لانرد إلا على الانبياء والاوصياء ، فجاء وجلس ، فقام أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : السلام عليكم يانجباء الله في أرضه الوافين بعهده ، نعم الفتية أنتم ، وإذا بأصوات جماعة : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، فاز والله من والاك ، وخاب من عاداك ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لم لم تجيبوا أصحابي؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين إنا نحن أحياء محجوبون عن الكلام ، ولا نجيب إلا الانبياء أو وصي نبي ، وعليك السلام وعلى الاوصياء من بعدك حتى يظهر حق الله على أيديهم ، ثم سكتوا ، وأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام المنشبة فحملت البساط ، ثم ردته إلى المدينة وهم عليه كما كانوا ، وأخبروا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما جرى ، قال الله تعالى : « إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا » (١).

١٢ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن زكريا الزجاجي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن عليا عليه‌السلام كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود ، قال له سبحانه : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » (٢).

١٣ ـ فر : الحسن بن علي بن رحيم معنعنا عن جابر الانصاري قال : افتقدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام [ و ] لم أره بالمدينة أياما ، فغلبني الشوق ، فجئت فأتيت أم سلمة المخزومية ، فوقفت بالباب ، فخرجت وهي تقول : من بالباب؟ فقلت : أنا جابر بن عبدالله ، فقالت : ما حاجتك ياأخا الانصاري؟ فقلت : إني فقدت (٣) سيدي أمير المؤمنين عليه‌السلام لم أره بالمدينة مذ أيام ، فغلبني الشوق إليه ، أتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقالت : يا جابر أمير المؤمنين في السفر ، فقلت : في أي

____________________

(١) مخطوط ، ولم نظفر بنسخته. والاية في سورة الكهف : ١٠.

(٢) مخطوط ، ولم نظفر بنسخته. والاية في سورة الكهف ، والاية في سورة ص : ٣٩.

(٣) في المصدر : فقالت ماحاجتك؟ قلت : إني فقدت اه. وفي ( م ) و ( د ) : فقالت : يا جابر ماحاجتك؟.

١٤٧

سفر؟ فقالت : يا جابر علي في برحات (١) منذ ثلاث ، فقلت : في أي برحات؟ فأجافت الباب (٢) دوني ، فقالت : يا جابر ظننتك أعلم مما أنت (٣) ، صر إلى مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فانك سترى عليا ، فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نور ولا أرى عليا ، فقلت : يا عجبا غرتني أم سلمة ، فتلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب وانشقت ونزل منها أمير المؤمنين عليه‌السلام وفي كفه سيف يقطر دما ، فقام إليه الساجد فضمه إليه وقبل بين عينيه وقال : الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك وفتح على يدك (٤) ، لك إلي حاجة؟ قال : حاجتي إليك أن تقرأ ملائكة السماوات مني السلام وتبشرهم بالنصر ، ثم ركب السحاب فطار ، فقمت إليه وقلت : يا أمير المؤمنين لم أرك بالمدينة أياما فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية لاسألها عنك ، فوقفت بالباب فخرجت تقول (٥) : من بالباب؟ فقلت : أنا جابر ، فقالت : ماحاجتك يا أخا الانصار؟ فقلت : إني فقدت أمير المؤمنين عليه‌السلام ولم أره بالمدينة ، فأتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقالت : يا جابر اذهب إلى المسجد ستراه ، (٦) فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نور ولا أراك ، فلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب وانشقت ونزلت وفي يدك سيف يقطر دما ، فأين كنت يا أمير المؤمنين؟ قال : يا جابر كنت في برحات منذ ثلاث ، فقلت : وايش (٧) صنعت في برحات؟ فقال لي : يا جابر ما أغفلك! أما علمت أن ولايتي عرضت على أهل السماوات ومن فيها وأهل الارضين ومن فيها ، فأبت طائفة من الجن ولايتي. فبعثني حبيبي محمد بهذا السيف ، فلما وردت الجن افترقت الجن ثلاث

____________________

(١) في المصدر : « برجات » في الموضعين وكذا فيما يأتي.

(٢) أجاف الباب : رده.

(٣) في المصدر : مما أنت فيه.

(٤) في المصدر : على يديك.

(٥) في المصدر : فخرجت وهي تقول.

(٦) في المصدر : فانك ستراه.

(٧) أي وأي شئ.

١٤٨

فرق : فرقة طارت بالهواء فاحتجبت مني ، وفرقة آمنت بي وهي الفرقة التي نزل (١) فيها الآية من « قل أوحي » وفرقة جحدتني حقي فجادلتها بهذا السيف سيف حبيبي محمد حتى قتلتها عن آخرها ، فقلت : الحمد لله يا أمير المؤمنين ، فمن كان الساجد؟ قال : أكرم الملائكة (٢) على الله صاحب الحجب وكله الله تعالى بي ، إذا كان أيام الجمعة يأتيني بأخبار السماوات والسلام من الملائكة ، ويأخذ السلام من ملائكة السماوات إلي (٣).

بيان : البرحات كأنه جمع البراح وهو المتسع من الارض لا ذرع بها ولا شجر ، وهو غير موافق للقياس ، وفي بعض النسخ بالجيم ، وكأنه أيضا جمع البرج على غير القياس ، ولعل فيه تصحيفا. والتطأمن : الانخفاض.

١٤ ـ يف : ابن المغازلي في كتاب المناقب والثعلبي في تفسيره عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله بساط من خندق ، فقال لي : ياأنس ابسطته فبسطته ، ثم قال : ادع العشرة ، فدعوتهم ، فلما دخلوا عليه أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا عليا عليه‌السلام وناجاه طويلا ، ثم رجع علي على البساط (٤) ، ثم قال : ياريح احملينا فحملتنا الريح [ قال ] فإذا البساط يدف بنادفا (٥) ، ثم قال : ياريح ضعينا ، ثم قال علي أتدرون في أي مكان أنتم؟ قلنا : لا ، قال : هذا موضع الكهف والرقيم ، قوموا فسلموا على إخوانكم ، قال أنس : فقمنا رجلا رجلا فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا السلام ، فقام علي عليه‌السلام فقال : السلام عليكم يامعشر الصديقين والشهداء ، فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فقلت : ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا؟ فقال لهم : ما بالكم لم تردوا على إخواني؟ فقالوا : إنا معشر الصديقين والشهداء

____________________

(١) في المصدر : نزلت.

(٢) في المصدر : فقال لي : ياجابر إن الساجد أكرم الملائكة اه.

(٣) تفسير فرات : ١٩٢ و ١٩٣.

(٤) في المصدر : ثم رجع فجلس على البساط.

(٥) دف الطائر : حرك جناحيه كالحمام. وفي المصدر : « يذف بناذفا » وذف الامر : أسرع.

١٤٩

لانكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا ، قال (١) : ياريح احملينا ، فحملتنا تدف بنادفا (٢) ثم قال : يا ريح ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن بالحرة ، قال : فقال علي عليه‌السلام : ندرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر ركعة ، فتوضأنا وأتيناه ، وإذا النبي يقرأ في آخر ركعة : « أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (٣) » وزاد الثعلبي في هذا الحديث على ابن المغازلي : قال : فصاروا إلى رقدتهم (٤) إلى آخر الزمان عند خروج المهدي عليه‌السلام فقال : إن المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عزوجل له ، ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة (٥).

مد : بإسناده عن ابن المغازلي ، عن أبي طاهر محمد بن علي البغدادي ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر الجبلي ، عن عمر بن أحمد ، عن عمر بن الحسن بن إدريس ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن أبان ، عن أنس بن مالك مثله (٦).

١٥ ـ ختص : أحمد بن عبدالله ، عن عبدالله بن محمد العبسي ، عن حماد بن سلمة عن الاعمش ، عن زياد بن وهب ، عن عبدالله بن مسعود قال : أتيت فاطمة صلوات الله عليها فقلت لها : أين بعلك؟ فقالت : عرج به جبرئيل إلى السماء ، فقلت : فيماذا؟ فقالت إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين ، فأوحى الله إليهم أن تخيروا ، فاختاروا علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٧).

____________________

(١) في المصدر : ثم قال.

(٢) في المصدر : تذف بناذفا.

(٣) سورة الكهف : ٩.

(٤) الرقدة : النومة.

(٥) الطرائف : ٢١.

(٦) العمدة : ١٩٤ و ١٩٥.

(٧) الاختصاص : ٢١٣.

١٥٠

١٨

( باب )

* ( أن الله تعالى ناجاه صلوات الله عليه ، وأن الروح يلقى اليه ) *

* ( وجبرئيل أملى عليه ) *

١ ـ ما : أبو عمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن الاجلح (١) بن عبدالله ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم طائف فأطال مناجاته ، فرئي الكراهة في وجوه رجال ، فقالوا : قد أطال مناجاته منذ اليوم ، فقال : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (٢).

ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن إسماعيل ابن أبان ، عن عبدالله بن المسلم الملائي ، عن الاجلح مثله (٣).

٢ ـ خص : موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشاء ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجه عليا عليه‌السلام إلى اليمن ليقضي بينهم ، فقال علي عليه‌السلام : فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله وحكم رسوله ، فقال : صدقوا ، فقلت : وكيف ذاك ولم يكن أنزل القرآن كله وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غائبا؟ فقال : كان يتلقاه به روح القدس (٤).

٣ ـ خص : أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق بن سعيد ، عن الحسن بن عباس بن حريش ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : قال أبوجعفر الباقر عليه‌السلام :

____________________

(١) بتقديم المعجمة على المهملة ، وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي ، وهو شيعي ، مات سنة ١٤٥.

(٢) امالي الشيخ : ١٦٣. وفيه : ما أنا انتجيته ولكن الله عزوجل انتجاه.

(٣) امالي الشيخ : ٢١١.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ١. وفيه : يتلقى به روح القدس.

١٥١

إن الاوصياء محدثون ، يحدثهم روح القدس ولايرونه ، وكان علي عليه‌السلام يعرض على روح القدس مايسأل عنه ، فيوجس (١) في نفسه أن قد أصبت الجواب ، فيخبر به ، فيكون كما قال (٢).

٤ ـ ختص : علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن رسول الله (ص) كان يملي على علي عليه‌السلام صحيفة فلما بلغ نصفها وضع رسول الله رأسه في حجر علي عليه‌السلام ثم كتب علي عليه‌السلام حتى امتلات الصحيفة ، فلما رفع رسول الله رأسه قال : من أملى عليك يا علي؟ فقال : أنت يا رسول الله ، قال : بل أملى عليك جبرئيل (٣).

٥ ـ ختص : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن سدير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام ودعا بدفتر ، فأملى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بطنه وأغمي عليه ، فأملى عليه جبرئيل ظهره ، فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : من أملى عليك هذا يا علي؟ فقال : أنت يارسول الله ، فقال : أنا أمليت عليك بطنه وجبرئيل أملى عليك ظهره ، وكان قرآنا يملي عليه (٤).

٦ ـ ختص : الحسن بن علي بن المغيرة (٥) ، عن عبيس بن هشام ، عن كرام عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إنا نقول : إن عليا عليه‌السلام كان ينكت في أذنه ويوقر في صدره ، فقال : إن عليا عليه‌السلام كان محدثا ، فلما أراني قد كبر علي قال (٦) : إن عليا يوم بني قريظة والنضير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه (٧).

____________________

(١) أوجس الرجل : أحس وأضمر. وفي المصدر : فيوجس عن نفسه.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ١ و ٢.

(٣ و ٤) الاختصاص : ٢٧٥.

(٥) الصحيح كما في المصدر « الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة » ويوجد ترجمته مع الاعظام والتبجيل والتفصيل في جامع الرواة ١ : ٢١٢ وسائر كتب التراجم.

(٦) في المصدر : ولما رآني قد كبر علي قوله فقال اه.

(٧) الاختصاص : ٢٨٦.

١٥٢

٧ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن الفضالة ، عن عمر بن أبان ، عن أديم أخي أيوب ، عن حمران بن أعين قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه‌السلام قال : أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل (١).

ختص : أحمد مثله وزاد في آخره وقال : إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل ، فعلم رسول الله عليا ذلك كله (٢).

٨ ـ ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن حماد بن عثمان ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن سلمة بن كهيل يروي في علي عليه‌السلام شيئا (٣) ، قال : ماهي؟ قلت : حدثني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان محاصرا أهل الطائف وإنه خلا بعلي عليه‌السلام يوما فقال رجل من أصحابه : عجبا لما نحن فيه من الشدة وإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنا بمناجي له (٤) إنما يناجي ربه ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إنما هذه أشياء تعرف (٥) بعضها من بعض (٦).

بيان : لعل مراده عليه‌السلام أن فضائله ومناقبه يشهد بعضها لبعض بالصحة ، ففيه تصديق مع برهان ، أو المعنى أن هذه المناقب تدل على إمامته.

٩ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ومحمد ، عن

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٨٢. وفيه : ونزل بينهما جبرئيل.

(٢) الاختصاص : ٣٢٧. والزيادة ليست فيه بل هي في بصائر الدرجات. والظاهر وقوع الاشتباه بين الرمزين.

(٣) في الاختصاص : أشياء كثيرة.

(٤) في الاختصاص : ما أنا بمناجيه.

(٥) في الاختصاص : نعم انما هذه اشياء يعرف اه.

(٦) في الاختصاص : ٣٢٧. بصائر الدرجات : ١٢٠.

١٥٣

معاوية بن عمار (١) ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله الانصاري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة الطائف دعا عليا عليه‌السلام فناجاه. فقال الناس وقال أبوبكر وعمر : ناجاه (٢) دوننا ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنكم تقولون إني ناجيت عليا ، إني والله ما ناجيته ولكن الله ناجاه ، قال : فعرضت هذا الحديث على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : إن ذلك ليقال (٣).

١٠ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن عاصم ، عن معاوية ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام فقال أبوبكر وعمر : انتجيته دوننا؟ فقال : ما انتجيته بل الله ناجاه. (٤).

١١ ـ ير : علي بن محمد ، عن حمدان بن سليمان النيشابوري ، قال : حدثنا عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين ، عن أبي رافع قال : لما دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم خيبر فتفل في عينيه قال له : إذا أنت فتحتها فقف بين الناس ، فإن الله أمرني بذلك ، قال أبورافع : فمضى علي عليه‌السلام وأنا معه ، فلما أصبح افتتح خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف ، فقال الناس : إن عليا يناجي ربه فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها ، قال أبورافع : فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : إن عليا وقف بين الناس كما أمرته قال : قوم منهم يقول : إن الله ناجاه ، فقال : نعم يا أبا رافع إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك ويوم حنين (٥).

____________________

(١) في الاختصاص : عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار. وفي البصائر : عن صفوان ومحمد بن معاوية بن عمار. لكنه سهو.

(٢) في الاختصاص : انتجاه.

(٣) الاختصاص : ١٩٩ و ٢٠٠. بصائر الدرجات : ١٢٠.

(٤) بصائر الدرجات : ١٢٠ و ١٢١. ورواه في الاختصاص : ٢٠٠. والظاهر سقوط الرمز عند النسخ.

(٥) بصائر الدرجات : ١٢١. ورواه في الاختصاص : ٣٢٧ و ٣٢٨. وفيه : فسمعت قوما منهم يقولون اه.

١٥٤

١٢ ـ ختص ، ير : بهذا الاسناد عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين ، عن أخيه ، عن جده ، عن أبي رافع قال : لما بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ببراءة مع أبي بكر أنزل الله عليه : تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه؟ فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي عليه‌السلام ، فقال له علي : أوصني يا رسول الله ، فقال له : إن الله يوصيك ويناجيك ، قال : فناجاه يوم براءة قبل صلاة الاولى إلى صلاة العصر (١).

١٣ ـ ختص ، ير : بهذا الاسناد عن منيع ، عن جده ، عن أبي رافع قال : إن الله تعالى ناجى عليا يوم غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

١٤ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن عاصم بن معاوية ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [ عليا عليه‌السلام ] فقال أبوبكر وعمر : ناجاه دوننا ، فقال : ما أنا أناجي بل الله ناجاه (٣).

١٥ ـ ختص ، ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير وابن فضال ، عن مثنى الحناط ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ناجى عليا يوم الطائف ، فقال أصحابه : ناجيت عليا من بيننا وهو أحدثنا سنا ، فقال : ما أنا أناجيه بل الله يناجيه (٤).

١٦ ـ ختص ، ير : بالاسناد المتقدم عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاهل الطائف : لابعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخيبر ، سوطه سيفه (٥) فيشرف الناس له ، فلما أصبح دعا عليا عليه‌السلام فقال : اذهب بالطائف ، ثم أمر الله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن يرحل إليها بعد أن رحله علي عليه‌السلام (٦) فلما صار إليها كان علي رأس الجبل (٧) ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١ و ٢ و ٤) الاختصاص : ٢٠٠. بصائر الدرجات : ١٢١.

(٣) أورد الرواية تحت الرقم العاشر ، وقد اشرنا انها مروية في الاختصاص ايضا : ٢٠٠.

(٥) في المصدرين : سيفه سوطه.

(٦) في الاختصاص : بعد دخول علي عليه‌السلام.

(٧) في الاختصاص : كان علي على رأس الجبل.

١٥٥

اثبت فثبت ، فسمعنا مثل صرير الزجل فقيل (١) : يارسول الله ماهذا ، قال : إن الله يناجي عليا عليه‌السلام (٢).

١٧ ـ ير : محمد بن الحسين أو عمن رواه ، عن محمد بن الحسين (٣) ، عن محمد بن أسلم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن الناس يقولون : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يقول : وجهني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن و الوحي ينزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة ، فحكمت بينهم بحكم الله حتى لقد كان الحكم يزهر ، فقال : صدقوا ، قلت : وكيف ذاك جعلت فداك؟ فقال : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح القدس (٤).

١٨ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن جابر قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والله ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه. وذكره النسائي في صحيحه ، وأورده الترمذي أيضا في صحيحه ، وذكر بعد : ولكن الله انتجاه ، يعني أن الله أمرني (٥).

يف : ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها مثله (٦).

١٩ ـ مد : مناقب ابن المغازلي ، عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، عن الحسين بن محمد العدل ، عن محمد بن محمود ، عن أحمد بن علي بن خالد ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبدالجبار بن عباس ، عن عمار بن خالد الدهني ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الطائف عليا عليه‌السلام وطال نجواه ، فقال

____________________

(١) الزجل : صوت الرعد. وفي المصدرين : فقال.

(٢) الاختصاص : ٢٠٠ ٢٠١. بصائر الدرجات : ١٢١.

(٣) في المصدر : او عمن رواه محمد بن الحسين.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٣.

(٥) كشف الغمة : ٨٥.

(٦) الطرائف : ٢٠.

١٥٦

أحد الرجلين : لقد طال نجواه لابن عمه ، فلما بلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه (١).

بيان : رواه عن ابن المغازلي بستة أسانيد (٢) اقتصرنا منها على واحد ، و رواه ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح الترمذي عن جابر (٣) ، فقد ثبت بنقل الفريقين هذا الخبر بأسانيد متعددة صحته وتواتره ، وهذه درجة تضاهي النبوة بل تربي (٤) على درجة بعض الانبياء الذين كان نبوتهم بالنوم ، ومثل هذا لايكون رعية لمن لاينتجيه إلا الشيطان باعترافه (٥) وقد مضى أخبار روح القدس في كتاب الامامة وسيأتي كونه عليه‌السلام محدثا ، وقال الجزري في النهاية : في حديث علي عليه‌السلام : « دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الطائف فانتجاه فقال الناس : لقد طال نجواه فقال : ماانتجيته ولكن الله انتجاه » أي إن الله أمرني أن أناجيه انتهى (٦).

أقول : أيد الخبر بنقله ولا حجة له على تأويله سوى التعصب والعناد ، مع أن فيما ذكره أيضا فضل عظيم لايخفى على من له عقل سليم.

____________________

(١) العمدة : ١٨٩.

(٢) راجع العمدة : ١٨٩ ١٩٠.

(٣) راجع التيسير ٣ : ٢٣٨.

(٤) أربى عليه : زاد عليه.

(٥) إشارة إلى قول ابي بكر : « أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لمقامي هذا كارها ولوددت أن فيكم من يكفيني ، أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله؟ إذن لا أقوم بها ، إن رسول الله كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإن لي شيطانا يعتريني اه » راجع طبقات ابن سعد ٣ : ١٥١ ، الامامة والسياسة ١ : ١٦ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢١٠ ، الصفوة ١ : ٩٩ ، شرح نهج البلاغة ٣ : ٨ و ٤ : ١٦٧ ، كنز العمال ٣ : ١٢٦.

(٦) النهاية ٤ : ١٣٠.

١٥٧

٨٢

( باب )

* ( اراءته عليه‌السلام ملكوت السماوات والارض وعروجه إلى السماء ) *

١ ـ يج : سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة ، عن حسان بن مهران الجمال ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام معه جالس إذ قال : يا علي ألم أشهدك معي سبعة مواطن حتى ذكر المواطن الثالثة (١) والمواطن الرابعة ليلة الجمعة أريت ملكوت السماوات والارض ورفعت إلى هناك حتى نظرت فيها (٢) واشتقت إليك فدعوت الله فإذا أنت معي ، ولم أر من شي ء إلا وقد رأيته (٣).

ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن ابن عميرة ، عن بشار ، عن أبي داود مثله ، وفيه : رفعت لي حتى نظرت إلى مافيها (٤).

٢ ـ يج : سعد ، عن اليقطيني ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمد المؤمن ، عن حسان بن أبي علي الجمال ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ياعلي إن الله أشهدك معي سبعة مواطن ذكرها (٥) حتى ذكر الموطن الثاني فقال : أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء فقال : أين أخوك؟ قلت : ودعته (٦) خلفي ، فقال : ادع الله يأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي وكشط (٧)

____________________

(١) في المصدر : الثلاثة.

(٢) في المصدر : حتى نظرت مافيها.

(٣) الخرائج : ١١٢ و ١٤٣.

(٤) بصائر الدرجات : ٢٩ و ٣٠.

(٥) في المصدر : فذكرها.

(٦) في المصدر : أودعته.

(٧) كشط الغطاء عن الشئ : نزعه وكشف عنه.

١٥٨

لي عن السماوات السبع والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك فيها ، فلم أر من ذلك شيئا إلا وقد رأيته كما رأيته (١).

ير : محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن علي بن حسان ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة مثله (٢).

٣ ـ يل : عن ابن عباس (٣) قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب حتى نظر إلي و نظرت إليه.

قال : ثم بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت له : مايبكيك يا رسول الله فداك أبي و أمي؟ قال : يا ابن عباس إن أول ما كلمني به ربي قال : يا محمد انظر تحتك ، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد انفتحت ، ونظرت إلى علي عليه‌السلام وهو رافع رأسه إلي ، ( فكلمته )؟ وكلمني ربي عزوجل ، فقال : يارسول الله بما كلمك ربك؟ قال لي (٤) : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل ، وقال لي قد قبلت وأطعت ، فأمر الله تعالى الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملا من ملائكة السماوات إلا هنأني (٥) وقالوا : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزوجل ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الارض ، فقلت : ياجبرئيل لم نكسوا حملة العرش رؤوسهم؟ قال : يامحمد مامن ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه‌السلام استبشارا به

____________________

(١) الخرائج : ١٤٣. وفيه : إلا وقد رأيته انت.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٩.

(٣) قد رويت الرواية في الفضائل وكذا الروضة عن ابن عباس وابن مسعود.

(٤) الصحيح : قال قال لي.

(٥) الظاهر : هنؤوني.

١٥٩

ما خلا حملة العرش ، فإنهم استأذنوا الله عزوجل في هذه الساعة فأذن لهم فنظروا إلى علي بن أبي طالب ، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني ، فعلمت أني لم أوطئ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه.

فقال ابن عباس رضي‌الله‌عنه : فقلت : يارسول الله أوصني ، فقال : عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لايقبل الله تعالى من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب ، وهو يقول : اعلم فمن مات على ولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لايقبل من عمله شئ ، ثم يؤمر به إلى النار ، يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لاشد غضبا على مبغض علي منهم على من زعم أن لله ولدا ، يا ابن عباس لو أن الملائكة المقربين والانبياء والمرسلين اجتمعوا على بغض علي بن أبي طالب ، مع مايقع من عبادتهم في السماوات لعذبهم الله تعالى في النار ، قلت : يارسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال : ياابن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، ياابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم لمن هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا أكرم عليه من وصيي.

قال ابن عباس : فلم أزل له كما أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصاني [ بالصلاة و أوصاني ] بمودته ، وإنه لاكبر عملي عندي ، قال ابن عباس : ثم مضى من الزمان مامضى وحضرت رسول الله الوفاة قلت : فداك أبي وأمي يارسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني؟ قال : يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا قلت : يارسول الله ولم لاتأمر الناس بترك مخالفته؟ قال : فبكى صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : يا ابن عباس سبق فيهم علم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لايخرج أحد خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، يا ابن عباس إذا أردت أن تلقى الله تعالى وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث مال وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه ، ياابن عباس احذر أن يدخلك شك

١٦٠