بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر الإيرواني

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر الإيرواني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بالتحريك : الامر العظيم ، والهين ، وهو من الاضداد ، والمراد هنا الثاني ، أي كل مصيبة سهلة هينة بعد سلامتك وبقائك.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينتطح فيها عنزان ، أي يذهب هدرا لا ينازع في دمها رجلان ضعيفان ايضا ، لان النطاح من شأن التيوس والكباش.

٢٩ ـ كشف : قال الواقدي في المغازي : إنه لما فر الناس يوم أحد ما زال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شبرا واحدا ، يرمي مرة عن قوسه ، ومرة بالحجارة ، وصبر(١) معه أربعة عشر رجلا : سبعة من المهاجرين ، وسبعة من الانصار ، أبوبكر ، وعبدالرحمن بن عوف ، وعلي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيدالله ، و أبوعبيدة بن الجراح ، والزبير بن العوام ، ومن الانصار الحباب بن المنذر وأبو دجانه ، وعاصم بن ثابت ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن حنيف ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، ويقال : ثبت سعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة فجعلوهما مكان أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ(٢) ، وبايعه يومئذ ثمانية على الموت : ثلاثه من المهاجرين ، وخمسة من الانصار : علي عليه‌السلام والزبير وطلحة وأبودجانة والحارث بن الصمة ، وحباب بن المنذر ، وعاصم بن ثابت ، وسهل بن حنيف ، فلم يقتل منهم أحد.

وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته ، قال : فجئت

___________________

(١) تقدم آنفا انه لم يثبت مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله احد الا على بن ابى طالب عليه‌السلام ، ثم رجع بعد ذلك عدة من اصحابه وسياتى ايضا الكلام في ذلك.

(٢) لم يرق المقريزى أن لا يكون بين هؤلاء الرجال عمر ، فأضافه إليهم وعدهم خمسة عشر. وكأنه والواقدى نسيا أن يعده وابا بكر فيمن بايعه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الموت.

ولكن ظهور الحال يشهد بأن العصبية العمياء لم تدعهما حتى نحتا فضيلة الثبات لهما ولغيرهما في قبال على عليه‌السلام حتى لم يكن على عليه‌السلام منفرد بتلك الفضيلة ، ولكن التاريخ و السير يشهدان بخلاف ذلك ، حيث لم يثبتا لهما اقل شئ يدل على ذلك ، فهل سمعت أو رأيت في كتاب أن أصابهما خدش او جراحة أو اصاب أحد منهما طعن او ضرب او جراحة في تلك الوقعة؟.

١٠١

إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقلت : يا رسول الله إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبها وتحبني ، فأنا أخشى أن تقذر(١) مكان عيني ، فأخذها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فردها فأبصرت وعادت كما كانت لم تؤلمه ساعة من ليل أو نهار ، فكان يقول بعد أن أسن : هي أقوى عيني ، وكانت أحسنهما.

وباشر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله القتال بنفسه ، ورمى حتى فنيت نبله ، وأصاب شفتيه و رباعيته عتبة بن أبي وقاص ، ووقع صلى‌الله‌عليه‌وآله في حفرة ، وضربه ابن قميئة فلم يصنع سيفه شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف وانتهض وطلحة تحمله(٢) من ورائه ، و علي عليه‌السلام أخذ بيديه حتى استوى قائما.

وعن أبي بشير الحارثي(٣) : حضرت يوم أحد وأنا غلام فرأيت ابن قميئة علا رسول الله (ص) بالسيف فوقع على ركبتيه في حفرة أمامه حتى نوارى ، فجعلت أصيح وأنا غلام حتى رأيت الناس ثابوا إليه.

ويقال : الذي شجه في جبهته ابن شهاب ، والذي أشظى رباعيته وأدمى شفته عتبة بن أبي وقاص ، والذي دمى وجتيه حتى غاب الحلق(٤) في وجنته ابن قميئة ، وسال الدم من جبهته حتى أخضل لحيته ، وكان سالم مولي أبي حذيقة يغسل الدم عن وجهه وهو يقول : كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله ، فأنزل الله : « ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم(٥) » الآية.

وذكر أحمد بن حنبل في مسنده ، عن أبي حازم ، عن سهل بأي شئ دووي جرح رسول الله (ص)؟ قال : كان علي عليه‌السلام يجئ بالماء في ترسه ، وفاطمة عليها‌السلام

___________________

(١) أى تكرهنى.

( ٢ ) في المصدر : يحمله.

(٣) في المصدر : وبشير ( سعيد خ ل ) المازنى.

(٤) اى حلق المغفر. كما في الامتاع.

(٥) آل عمران : ١٢٨.

١٠٢

تغسل الدم عن وجهه ، أخذ حصيرا فأحرق وحشي به جرحه (١).

وقال علي عليه‌السلام : ولقد رأيتني وانفردت يومئذ منهم فرقه خشناء فيها عكرمة بن أبي جهل فدخلت وسطهم بالسيف فضربت به واشتملوا علي حتى أفضيت إلى آخرهم ، ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت ، ولكن الاجل استأخر ويقضي الله أمرا كان مفعولا(٢) ،

قال : وكان عثمان من الذين تولى يوم التقى الجمعان.

وقال ابن أبي نجيح(٣) : نادى في ذلك اليوم مناد : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي(٤).

بيان : قال في النهاية : التشظي : التشعب والتشقق ، ومنه الحديث فانشظت رباعية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي انكسرت.

٣٠ ـ فر : أبوالقاسم بن حماد معنعنا ، عن حذيفة اليماني(٥) رضي‌الله‌عنه

___________________

(١) زاد في المصدر : ورأى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيف على مختضبا فقال : ان كنت أحسنت القتال فقد احسن عاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف ، وسيف ابى دجانة غير مذموم ، وذكره المقريزى ايضا في الامتاع ، وذكر الجملة السابقة هكذا : فلما رأت فاطمة الدم لا يرقأ وهى تغسله وعلى يصب الماء عليها بالمجن اخذت قطعة حصير فاحرقته حتى صار رمادا ثم الصقته بالجرح فاستمسك الدم ، ويقال : داوته بصوفة محترقة ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد يداوى الجرح في وجهه بعظم بال حتى يذهب اثره ، ومكث يجد وهن ضربة ابن قميئة على عاتقه شهرا أو اكثر من شهر.

(٢) زاد في المصدر : وخرج عبدالرحمن بن ابى بكر على فرس فقال : من يبارز؟ انا عبدالرحمن بن عتيق ، فنهض ابوبكر وشهر سيفه وقال : يا رسول الله ابارزه؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شم سيفك وارجع إلى مكانك ومتعنا بنفسك ، وذكره ايضا المقريزى في الامتاع ، قوله : شم سيفك اى اغمده وفى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك خصوصا ( متعنا بنفسك ) اشارة لطيفة لا تحفى مغزاها.

(٣) هو عبدالله بن يسار المكى ابويسار الثقفى.

(٤) كشف الغمة : ٥٤.

(٥) هكذا في النسخ ، والصحيح : حذيفة بن اليمان ، واسم اليمان حسيل مصغرا ويقال : حسل بكسر الحاء وسكون السين.

١٠٣

أن رسول الله (ص) أمر بالجهاد يوم أحد ، فخرج الناس سراعا يتمنون لقاء عدوهم وبغوا في منطقهم ، وقالوا : والله لئن لقينا عدونا(١) لا نولي حتى يقتل عن آخرنا ورجل أو يفتح الله لنا ، قال : فلما أتوا إلى(٢) القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم ومن بغيهم فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأبودجانة سماك بن خرشة الانصاري ، فلما رأى رسول الله (ص) ما قد نزل بالناس من الهزيمة والبلاء رفع البيضة عن رأسه وجعل ينادي : « أيها الناس أنا لم أمت ولم أقتل » وجعل الناس يركب بعضهم بعضا لا يلوون على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا يلتفتون(٣) إليه ، فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة ، فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجلا في أنفسهم : قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما آيس الرسول من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه فلم ير إلا علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأبا دجانة الانصاري رضي‌الله‌عنه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك ، فقال أبودجانة : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما على هذا بايعناك و بايعنا الله ، ولا على هذا خرجنا ، يقول الله تعالى : « إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم »(٤) فقال رسول الله (ص) : يا أبا دجانة أنت في حل من بيعتك فارجع ، فقال أبودجانة : يا رسول الله لا تحدث نساء الانصار في الخدور أني أسلمتك ورغبت بنفسي عن نفسك ، يا رسول الله لا خير في العيش بعدك ، قال : فلما سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلامه ورغبته في الجهاد انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين ، فلم يلبث أبودجانة إلا يسيرا حتى اثخن(٥) جراحة فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

___________________

(١) في المصدر : لئن لقينا العدو.

(٢) في المصدر : فلما أتوا القوم.

(٣) ولا يلتفتون خ ل.

(٤) الفتح : ١٠.

(٥) اثخنته الجراحة : اوهنته واضعفته ( فاثخن ).

١٠٤

فجلس إلى جنبه وهو مثخن لا حراك به.

قال : وعلي عليه‌السلام لا يبارز فارسا ولا راجلا إلا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه فلما انقطع سيفه جاء إلى رسول الله (ص) فقال : يارسول الله (ص) انقطع سيفي ولا سيف لي ، فخلع رسول الله (ص) سيفه ذا الفقار فقلد عليا عليه‌السلام ومشى إلى جمع المشركين ، فكان لا يبرز له أحد(١) إلا قتله ، فلم يزل على ذلك حتى وهنت ذراعه(٢) فعرف رسول الله (ص) ذلك فيه ، فنظر رسول الله (ص) إلى السماء ، وقال : «اللهم إن محمدا عبدك و رسولك ، جعلت لكل نبي وزيرا من أهله لتشد به عضده وتشركه في أمره ، وجعلت لي وزيرا من أهلي ، على بن أبي طالب أخي ، فنعم الاخ ونعم الوزير ، اللهم وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين ، اللهم وعدك وعدك ، إنك لا تخلف الميعاد ، وعدتني أن تظهر دينك على الدين كله ولو كره المشركون».

قال : فبينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو ربه ويتضرع إليه إذ سمع دويا من السماء فرفع رأسه فإذا جبرئيل عليه‌السلام على كرسي من ذهب ، ومعه أربعة آلاف من الملائكة مردفين ، وهو يقول : لا فتى ألا علي ، ولا سيف إلا ذوالفقار(٣).

فهبط جبرئيل عليه‌السلام على الصخرة وحفت الملائكة برسول الله (ص) فسلموا عليه ، فقال جبرئيل (ص) : يا رسول الله بالذي(٤) أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه ، فقال : يا جبرئيل وما يمنعه يواسينى بنفسه وهو مني وأنا منه؟ فقال جبرئيل عليه‌السلام : وأنا منكما ، حتى قالها ثلاثا ، ثم حمل علي بن أبي طالب عليه‌السلام وحمل جبرئيل والملائكة ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين وتشتت(٥) أمرهم فمضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن أبي

___________________

(١) في المصدر : لا يبرز إليه احد.

(٢) في المصدر : حتى وهت ذراعه ففرق.

(٣) هكذا في النسخ ، والرواية منفردة بذلك الترتيب ، والموجود في غيره من الروايات. لا سيف الا ذو الفقار ، ولا فتى الا على.

(٤) في المصدر : والذى.

(٥) شتت خ ل.

١٠٥

طالب عليه‌السلام بين يديه ، ومعه اللواء قد خضبه بالدم ، وأبودجانة رضي‌الله‌عنه خلفه فلما أشرف على المدينة فإذا نساء الانصار يبكين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(١) ، فلما نظروا إلى رسول الله (ص) استقبله أهل المدينة بأجمعهم ، ومال رسول الله (ص) إلى المسجد ، ونظر إلى الناس(٢) فتضزعوا إلى الله وإلى رسوله. وأقروا بالذنب وطلبوا التوبة ، فأنزل الله فيهم قرآنا يعيبهم بالبغي الذي كان منهم وذلك قوله تعالى : « ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون » يقول : قد عاينتم الموت والعدو ، فلم نقضتم العهد وجرعتم من الموت وقد عاهدتم الله أن لا تنهزموا حتى قال بعضكم : قتل محمد ، فأنزل الله تعالى : « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل » إلى قوله : « وسيجزي الله الشاكرين(٣) » يعني عليا وأبا دجانة.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أيها الناس إنكم رغبتم بأنفسكم عني ووازرني علي وواساني فمن أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني وفارقني في الدنيا والآخرة ».

قال : فقال حذيفة : ليس ينبغي لاحد يعقل أن يشك فمن(٤) لم يشرك بالله إنه أفضل ممن أشرك به ، ومن لم ينهزم عن رسول الله (ص) أفضل ممن انهزم ، وإن السابق إلى الايمان بالله ورسوله أفضل ، وهو علي بن أبي طالب(٥).

فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن حذيفة مثله(٦).

٣١ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبان بن تغلب عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن رسول الله (ص) كفن حمزة بثيابه(٧) ولم يغسله ولكنه صلى عليه(٨).

___________________

(١) في المصدر : يبكين على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) في المصدر : فنظر إليه الناس.

(٣) آل عمران : ١٤٣.

(٤) في المصدر : فيمن.

(٥ و ٦) تفسير فرات : ٢٤ ـ ٢٦.

(٧) في المصدر : في ثيابه.

(٨) فروع الكافى ١ : ٥٨.

١٠٦

٣٢ ـ يب : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد عن حريز ، عن إسماعيل بن جابر وزرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عمه حمزة في ثيابه بدمائه التي أصيب فيها ، وزاده النبي (ص) بردا فقصر عن رجليه فدعا له بأذخر. فطرحه عليه ، وصلى عليه سبعين صلاة ، وكبر عليه سبعين تكبيرة(١).

٣٣ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن نعمان الرازي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (ص) فغضب غصبا شديدا ، قال : وكان إذا غضب انحدر عن جبينيه مثل اللؤلؤ من العرق ، قال : فنظر فإذا علي عليه‌السلام إلى جنبه ، فقال له : الحق ببني أبيك مع من انهزم عن رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله لي بك أسوة ، قال(٢) فاكفني هؤلاء ، فحمل فضرب أول من لقي منهم ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : إن هذه لهي المواساة يا محمد ، فقال : إنه مني وأنا منه. فقال(٣) جبرئيل عليه‌السلام : وأنا منكما يا محمد [ ف ] قال أبوعبدالله عليه‌السلام : فنظر رسول الله (ص) إلى جبرئيل عليه‌السلام على كرسي من ذهب بين السماء والارض وهو يقول : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي(٤).

٣٤ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين ابن أبي العلاء الخفاف ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انصرف إليهم بوجهه وهو يقول : أنا محمد ، أنا رسول الله لم أقتل ولم أمت ، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا : الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا ، وبقي معه علي عليه‌السلام وسماك بن خرشة أبودجانة رحمه‌الله ، فدعاه النبي (ص) فقال : يا بادجانة(٥) انصرف

___________________

(١) التذهيب ١ : ٩٥.

(٢) فقال خ ل.

(٣) قال خ ل.

(٤) روضة الكافى : ١١٠.

(٥) يا ابا دجانة خ ل.

١٠٧

وأنت في حل من بيعتك فأما علي فهو أنا ، وأنا هو ، فتحول وجلس بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى ، وقال : لا والله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي ، إني بايعتك ، فإلى من أنصرف يا رسول الله؟ إلى زوجة تموت ، أو ولد يموت ، أو دار تخرب ، ومال يفنى ، وأجل قد اقترب؟ فرق له النبي (ص) فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه ، وعلي في وجه فلما أسقط احتمله علي عليه‌السلام فجاء به إلى النبي (ص) فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتى؟ قال : نعم ، وقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : خيرا ، وكان الناس يحملون على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الميمنة فيكشفهم علي عليه‌السلام ، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي (ص) فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع ، فجاء إلى النبي (ص) فطرحه بين يديه وقال : هذا سيفي قد تقطع ، فيومئذ أعطاه النبي (ص) ذا الفقار ، فلما رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال : « يا رب وعدتني أن تظهر دينك وإن شئت لم يعيك » فأقبل علي عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أسمع دويا شديدا ، وأسمع أقدم حيزوم ، وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه ، فقال : هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل والملائكة(١) ، ثم جاء جبرئيل فوقف إلى جنب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد إن هذه هي المواساة ، فقال : إن عليا مني وأنا منه فقال جبرئيل عليه‌السلام وأنا منكما ، ثم انهزم الناس فقال رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام : يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم ، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة ، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة ، فأتاهم علي عليه‌السلام فكانوا على القلاص ، فقال أبوسفيان لعلي عليه‌السلام : يا علي ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة ، فانصرف إلى صاحبك ، فأتبعهم جبرئيل عليه‌السلام ، فكلما سمعوا

___________________

(١) في المصدر : في الملائكة.

١٠٨

وقع حوافر(١) فرسه جدوا في السير ، وكان يتلوهم ، فإذا ارتحلوا قال(٢) هو ذا عسكر محمد قد أقبل ، فدخل أبوسفيان مكة فأخبرهم الخبر ، وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا : رأينا عسكر محمد ، كلما رحل أبوسفيان نزلوا يقدمهم فارس على أشقر يطلب آثارهم ، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه.

ورحل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والراية مع علي عليه‌السلام وهو بين يديه ، فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى علي عليه‌السلام : أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل ، فقال صاحب الكلام الذي قال : الآن يسخر بنا وقد هزمنا : هذا علي والراية بيده ، حتى هجم عليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونساء الانصار في أفنيتهم على أبواب دورهم ، وخرج الرجال إليه يلوذون به ويثوبون(٣) إليه ، والنساء نساء الانصار قد خدشن الوجوه ، ونشرن الشعور ، وجرزن النواصي ، وخرقن الجيوب ، وحزمن(٤) البطون على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رأينه قال لهن خيرا ، وأمرهن أن يتسترن(٥) ويدخلن منازلهن ، وقال : إن الله عزوجل وعدني أن يظهر دينه على الاديان كلها ، وأنزل الله على محمد (ص) : « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا » الآية(٦).

بيان : قوله : فلان وفلان ، أي أبوبكر وعمر ، قوله : أثخنته الجراحة ، أي أوهنته وأثرت فيه.

قوله : فلما أسقط ، هذا لا يدل على أنه قتل في تلك الوقعة ، فلا ينافي ما هو المشهور بين أرباب السير والاخبار أنه بقي بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل : إنه قتل

___________________

(١) في المصدر : : حافر فرسه.

(٢) في المصدر : قالوا.

(٣) يتوبون خ ل.

(٤) حرصن. حرضن خ ل. وفى المصدر : حرمن.

(٥) يستترن خ ل. وهو الموجود في المصدر.

(٦) الروضة : ٣١٨ و ٣٢٢ ، وذكرنا موضع الاية في صدر الباب.

١٠٩

باليمامة ، وقيل : شهد مع أميرالمؤمنين عليه‌السلام بعض غزواته كما ذكر في الاستيعاب والاول أشهر.

قوله عليه‌السلام : لم يعيك ، أي لا يشكل عليك ولا تعجز عنه.

وقال الجزري : في حديث بدر أقدم حيزوم ، جاء في التفسير أنه اسم فرس جبرئيل ، أراد أقدم يا حيزوم ، فحذف حرف النداء.

قوله : فإذا ارتحلوا قال ، القائل إما جبرئيل أو أبوسفيان. قوله : فقالوا : رأينا ، إنما قالوا ذلك لما رأوا من عسكر الملائكة المتمثلين بصور المسلمين ، وكان تعيير أهل مكة لابى سفيان لهربهم عن ذلك العسكر.

قوله : هذا علي ، لعل مراده تصديق كلامه الاول ، أي أتي علي ولم يأت النبي (ص) ، فلو كان حيا لاتى. قوله عليه‌السلام : ويثوبون بالثاء المثلثة ، أي يرجعون وفي بعض النسخ بالمثناة أي يتوبون ويعتذرون من الهزيمة. قوله : وحزمن البطون ، في أكثر النسخ بالحاء المهملة والزاء المعجمة ، أي كن شددن بطونهن لئلا تبدو عوراتهن لشق الجيوب ، من قولهم : حزمت الشئ أي شددته ، وفي بعضها حرصن بالحاء والصاد المهملتين ، إي شققن وخرقن ، وفي بعضها بالحاء المهملة والضاد المعجمة على بناء التفعيل يقال : أحرضه المرض : إذا فسد بدنه ، وأشفى على الهلاك.

٣٥ ـ تفسير النعماني : بالاسناد المذكور في كتاب القرآن عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام في قوله سبحانه : « الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(١) » نزلت هذه الآية في نعيم بن مسعود الاشجعي وذلك أن رسول الله (ص) رجع(٢) من غزاة أحد وقد قتل عمه حمزة وقتل من المسلمين من قتل ، وجرح من جرح وانهزم من انهزم ، ولم ينله القتل والجرح ، أوحى الله تعالى إلى رسول الله (ص) أن اخرج في وقتك هذا لطلب قريش ، ولا تخرج معك من أصحابك

___________________

(١) ذكرنا موضع الاية في صدر الباب.

(٢) في المصدر : لما رجع.

١١٠

إلا من كانت به جراحة ، فأعلمهم بذلك ، فخرجوا معه على ما كان بهم من الجراح حتى نزلوا منزلا يقال له : حمراء الاسد ، وكانت قريش قد جدت السير فرقا ، فلما بلغهم خروج رسول الله (ص) في طلبهم خافوا فاستقبلهم رجل من أشجع يقال له : نعيم بن مسعود يريد المدينة ، فقال له : أبوسفيان صخر بن حرب : يانعيم هل لك أن أضمن لك عشر قلائص وتجعل(١) طريقك على حمراء الاسد فتخبر محمدا أنه قد جاء مدد كثير من حلفائنا من العرب : كنانة وعشيرتهم والاحابيش ، وتهول عليهم ما استطعت ، فلعلهم يرجعون عنا؟ فأجابه إلى ذلك ، وقصد حمراء الاسد فأخبر رسول الله (ص) بذلك ، وقال : إن قريشا يصبحون(٢) بجمعهم الذي لا قوام لكم به فاقبلوا نصيحتي وارجعوا ، فقال أصحاب رسول الله (ص) : حسبنا الله ونعم الوكيل ، اعلم أنا لا نبالي بهم ، فأنزل الله سبحانه على رسوله « الذين استجابوا لله والرسول » إلى قوله : « ونعم الوكيل » وإنما كان القائل نعيم بن مسعود فسماه الله باسم جميع الناس(٣).

٣٦ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن معاوية بن حكيم ، عن البزنطي ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان مما من الله عزوجل على رسوله (ص) أنه كان يقرأ ولا يكتب ، فلما توجه أبوسفيان إلى أحد كتب العباس إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ولم يخبر أصحابه ، وأمرهم أن يدخلوا المدينة. فلما دخلوا المدينة أخبرهم(٤).

٣٧ ـ ب : السندي بن محمد ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : أمر رسول الله (ص) يوم الفتح بقتل فرتنا(٥) وأم سارة ، قال :

___________________

(١) في المصدر : على أن تجعل.

(٢) في المصدر : يصبحونكم.

(٣) المحكم والمتشابه : ٣٠ ـ ٣٢ ، ذكرنا موضع الاية في صدر الباب.

(٤) علل الشرائع : ٥٣

(٥) قرسا خ ل أقول : ذكر في المصدر مثل ما اخترناه في المتن : وجعل بدل الاول : قرس ايضا ، وذكر المقريزى في الامتاع : ٣٧٨ النساء اللاتى اهدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دمهن وعد منهن : سارة مولاة عمرو بن هشام ، وقينتين لابن خطل : فرتنا وقريبة ، وقال : و يقال : فرتنا وأرنبة.

١١١

وكانتا قينتين تزنيان وتغنيان بهجاء النبي (ص) ، وتحضضان يوم أحد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(١).

٣٨ ـ مع : ابن إدريس ، عن ابن أبي الخطاب وغيره ذكرهم جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن مناديا نادى في السمآء يوم أحد : «لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي» فعلي أخي ، وأنا أخوه(٢).

٣٩ ـ ن : هاني بن محمد بن محمود ، عن أبيه بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام وساق حديثه مع الرشيد ( إلى أن قال : ) إن العلماء قد اجتمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد : يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي ، قال : لانه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله ، ثم قال : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي ، فكان كما مدح الله عزوجل به خليله عليه‌السلام ، إذ يقول : « فتى يذكرهم يقال له إبراهيم » الخبر(٣).

٤٠ ـ كا : علي ، عن أبيه ، وعلي بن محمد ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن النضر بن إسماعيل البلخي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن شهر بن حوشب قال : قال لي الحجاج : وسألني عن خروج النبي (ص) إلى مشاهده فقلت : شهد رسول الله (ص) بدرا في ثلاثمائة وثلاثه عشر ، وشهد أحدا في ستمائة ، وشهد الخندق في تسعمائة ، فقال : عمن؟ قلت : عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، فقال : ضل والله من سلك غير سبيله(٤).

٤١ ـ ل ، ع ، ن : سأل الشامي أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن يوم الاربعاء ، والتطهير منه ، فقال عليه‌السلام : آخر أربعاء في الشهر « إلى أن قال » : ويوم الاربعاء شج النبي(٥)

___________________

(١) قرب الاسناد : ٦١ ، وسياتى تمام الحديث في باب فتح مكة.

(٢) معانى الاخبار : ٤٠.

(٣) عيون اخبار الرضا : ٤٧ و ٤٩. والاية في سورة الانبياء : ٦٠.

(٤) فروع الكافى ١ : ٣٤٠.

(٥) في علل الشرائع : شج وجه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١١٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله وكسرت رباعيته(١).

٤٢ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد بن داود عن عبدالله بن أحمد الكوفي ، عن أبي سعيد سهل بن صالح العباسي ، عن إبراهيم بن عبدالاعلى ، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن آبائه صلوات الله عليهم ـ وساق الحديث عن علي عليه‌السلام في أجوبته عن مقالة اليهودي إلى أن قال : ـ إن أبا قتادة(٢) بن ربعي الانصاري شهد وقعة أحد فأصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته فأخذها بيده ، ثم أتى بها رسول الله (ص) ، فقال : امرأتي الآن تبغضني ، فأخذها رسول الله (ص) من يده ، ثم وضعها مكانها ، فلم تك تعرف إلا بفضل حسنها على العين الاخرى ، ولقد بادر عبدالله بن عتيك فأبين يده فجاء إلى رسول الله (ص) ليلا ومعه اليد المقطوعة فمسح عليها فاستوت يده(٣).

٤٣ ـ فر : جعفر بن أحمد بن يوسف رفعه إلى ابن عباس(٤) في قوله : « إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم » قال : فلم يبق معه من الناس يوم أحد غير علي بن أبي طالب عليه‌السلام ورجل من الانصار ، فقال النبي (ص) : يا علي قد صنع الناس ما ترى ، فقال : لا والله يا رسول الله لا أسأل عنك الخبر من وراء ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما لا فاحمل على هذه الكتيبة ، فحمل عليها ففضها ، فقال جبرئيل (ع) : يا رسول الله إن هذه لهي المواساة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني منه وهو مني. فقال جبرئيل عليه‌السلام : وأنا منكما(٥).

٤٤ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وآخرون

___________________

(١) الخصال ٢ : ٢٨ ، علل الشرائع : ١٩٩ ، عيون اخبارالرضا : ١٣٧. والحديث طويل

(٢) هكذا في النسخ والصحيح : قتادة

(٣) قصص الانبياء : مخطوط.

(٤) في المصدر : حدثنى جعفر بن محمد بن يوسف معنعنا عن الحسن قال : سمعت عبدالله بن عباس رضي‌الله‌عنه يقول حين انجفل عنه يوم احد في قوله.

(٥) تفسير فرات : ٢٢ : وللحديث ذيل تركه المصنف لعدم تعلقه بالباب.

١١٣

مرجون لامر الله »(١) قال : قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة ومثل(٢) جعفر وأشباههما من المؤمنين ، ثم إنهم دخلوا في الاسلام ، فوحدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا(٣) الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحال إما أن يعذبهم ، وإما يتوب عليهم(٤).

كا : العدة عن سهل ، عن علي بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(٥).

٤٥ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : بينا حمزة بن عبدالمطلب وأصحاب له على شراب لهم يقال له : السكركة(٦) قال : فتذاكروا السديف(٧) قال : فقال لهم حمزة : كيف لنا به؟ قال : فقالوا له : هذه ناقة ابن أخيك علي ، فخرج إليها فنحرها ، ثم أخذ من كبدها وسنامها فأدخله عليهم ، قال : وأقبل علي عليه‌السلام فأبصر ناقته فدخله من ذلك ، فقالوا له : عمك حمزة صنع هذا ، قال : فذهب إلى النبي (ص) فشكا ذلك إليه ، قال : فأقبل معه رسول الله (ص) فقيل لحمزة : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أقبل الباب ، قال : فخرج وهو مغضب ، قال : فلما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الغضب في وجهه انصرف(٨) ، قال : فأنزل الله

___________________

(١) التوبة : ١٠٦.

(٢) في المصدر : وجعفر. وفى الاسناد الاتى : قال ابوجعفر عليه‌السلام : المرجون قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما من المؤمنين.

(٤) في الطريق الاتى : ولم يكونوا يؤمنون فيكونوا من المؤمنين ، ولم يؤمنوا فتجب لهم الجنة ، ولم يكفروا فتجب لهم النار : فهم على تلك الحال مرجون لامر الله.

(٤ و ٥) اصول الكافى ٢ : ٤٠٧

(٦) الشكركة خ ل.

(٧) في التفسير : الشريف ، لعله من الشارف أو مصحف الشرف. اى الابل المسن.

(٨) زاد في التفسير : قال : فقال له حمزة : لو اراد ابن ابى طالب أن يقودك بزمام ( ما ) فمل فدخل حمزة منزله وانصرف النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : وكان قبل أحد.

١١٤

عزوجل تحريم الخمر ، قال : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بآنيتهم فكفئت ، ونودي(١) في الناس بالخروج إلى أحد ، فخرج رسول الله(٢) (ص) وخرج حمزة فوقف ناحية من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فلما تصافوا حمل حمزة في الناس حتى غاب فيهم ثم رجع إلى موقفه ، فقال له الناس : الله الله يا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شئ ، قال : ثم حمل الثانية حتى غيب في الناس ، ثم رجع إلى موقفه فقالوا(٣) : الله الله يا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شئ ، قال : فأقبل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآه مقبلا نحوه أقبل إليه رسول الله (ص) وعانقة ، وقبل رسول الله (ص) ما بين عينيه ، ثم حمل على الناس فاستشهد حمزة ، فكفنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في نمرة ، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : نحو من ستر بابي هذا ، فكان إذا غطى به(٤) وجهه انكشفت رجلاه ، وإذا غطى رجليه انكشفت وجهه ، قال : فغطى به(٥) وجهه وجعل على رجليه أذخرا قال : وانهزم الناس وبقي علي عليه‌السلام فقال له رسول الله (ص) : ما صنعت يا علي؟ فقال : يا رسول الله لزمت الارض ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذلك الظن بك ، قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنشدك يارب(٦) ما وعدتني فإنك إن شئت لم تعبد(٧).

شى : عن هشام مثله(٨).

بيان : قال الجزري ، السكركة بضم السين والكاف وسكون الراء : نوع من الخمور يتخذ من الذرة ، قال الجوهري : هي خمر الحبش ، وهي لفظة حبشية

___________________

(١) في التفسير : فاكفيت ، قال : فنودى.

(٢) زاد في التفسير : وخرج الناس.

(٣) في المصدرين : فقالوا له.

(٤ و ٥) في المصدرين : بها.

(٦) يا الله خ ل.

(٧) المجالس والاخبار : ٥٧ و ٥٨.

(٨) تفسيرالعياشى ١ : ٣٣٩ و ٣٤٠.

١١٥

وقد عربت فقيل : السقرقع ، وقال الهروي : وفي حديث الهروي : وخمرة الشكركة(١) انتهى.

والسديف كأمير : شحم السنام ، قاله الفيروز آبادي. وقال : النمرة كفرحة : الجبرة وشملة فيها خطوط بيض وسود ، أو بردة من صوف تلبسها الاعراب.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فإنك إن شئت لم تعبد ، لعل المعنى إن شئت مغلوبيتا واستيصالنا م يعبدك أحد بعد ذلك ، أو المعنى إن شئت أن لا تعبد فالامر إليك.

أقول : في هذا الخبر ما ينافي الاخبارالمتواترة الدالة على رفعة شأن حمزة عليه‌السلام وسمو مكانه ظاهرا ، وإن أمكن توجيهه والله يعلم.

٤٦ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أبا دجانة الانصاري اعتم يوم أحد بعمامة ، وأرخى عذبة العمامة بين كتفيه حتى جعل يتبختر ، فقال رسول الله (ص) : إن هذه لمشية يبغضها الله عزوجل إلا عند القتال في سبيل الله(٢).

بيان : العذب بالتحريك : طرف كل شئ.

٤٧ ـ قب : وفي شوال غزوة أحد ، وهو يوم المهراس ، قال ابن عباس و مجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق : نزل فيه قوله : « وإذ غدوت من أهلك » وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام.

زيد بن وهب : « إن الذين تولوا منكم » فقالوا : لم انهزمنا وقد وعدنا بالنصر؟ فنزل : « ولقد صدقكم الله وعده ».

ابن مسعود والصادق عليه‌السلام : لما قصد أبوسفيان في ثلاثة آلاف من قريش إلى النبي (ص) ويقال : في ألفين ، منهم مائتا فارس ، والباقون ركب ، ولهم سبعمائة درع ، وهند ترتجز :

___________________

(١) هكذا في نسخة المصنف ، وفى وغيرها بالمهملة ، وفى المصدر : وقال الهروى : و في حديث الاشعرى : وخمر الحبش السكركة راجع النهاية ٢ : ١٨٥.

(٢) فروع الكافى ١ : ٣٢٩.

١١٦

نحن بنات طارق

نمشي على النمارق

والمسك في المفارق

والدر في المخانق

وكان استأجر أبوسفيان يوم أحد ألفين من الاحابيش يقاتل بهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قوله : « إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله » فخرج النبي (ص) مع أصحابه وكانوا ألف رجل(١) ، ويقال : سبعمائة ، فانعزل عنهم ابن أبي بثلث الناس ، فهمت بنو حارثه وبنو سلمة بالرجوع وهو قوله : « إذ همت طائفتان منكم ».

قال الجبائي : هما به ولم يفعلاه ، وساق الخبر « إلى أن قال » : وأقبل خالد من الشعب بخيل المشركين وجاء من ظهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : دونكم هذا الطليق الذي تطلبونه فشأنكم به ، فحملوا عليه حملة رجل واحد حتى قتل منهم خلق ، و انهزم الباقون في الشعب ، وأقبل خالد بخيله(٢) كما قال تعالى : « إذ تصعدون ولا تلوون على أحد » ورسول الله يدعوهم في أخريهم : « يا أيها الناس إني رسول الله ، إن الله قد وعدني النصر فأين الفرار؟ » وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يرمي ويقول : « اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون » فرماه ابن قميئة بقذافة فأصاب كفه ، وعبد الله بن شهاب بقلاعة فأصاب مرفقه ، وضربه عتبه بن أبي وقاص أخو سعد على وجهه فشج رأسه ، فنزل من فرسه ونهبه ابن قميئة وقد ضرب به على جنبه ، وصاح إبليس من جبل أحد : ألا إن محمدا قد قتل ، فصاحت فاطمة عليها‌السلام ووضعت يدها على رأسها وخرجت تصرخ وساير هاشمية وقرشية(٣).

___________________

(١) في المصدر بعد ذكر الاية : فرأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يقاتل الرجال على افواه السكك ، والضعفاء عن فوق البيوت ، فابوا الا الخروج ، فلما صار على الطريق قالوا : نرجع ، فقال : ما كان لنبى اذا قصد قوما ان يرجع عنهم ، وكانوا الف رجل ، (٢) في المصدر : بخيل المشركين.

(٣) وكل هاشمية وقريشة. القصة.

١١٧

فلما حمله علي عليه‌السلام إلى أحد نادى العباس(١) وهو جهوري الصوت فقال : يا أصحاب سورة البقرة أين تفرون؟ إلى النار تهربون؟

وأنشأ أميرالمؤمنين عليه‌السلام :

الحمد لله ربي الخالق الصمد

فليس يشركه في حكمه أحد

هوالذي عرف الكفار منزلهم

والمؤمنون سيجزيهم بما وعدوا

وينصر الله من والاه إن له

نصرا ويمثل بالكفار إذ عندوا

قومي وقوا الرسول(٢) واحتسبوا

شم العرانين منهم حمزة الاسد

وأنشأ عليه‌السلام :

رأيت المشركين بغوا علينا

ولجوا في الغواية والضلال

وقالوا : نحن أكثر إذ نفرنا

غداة الروع بالاسل الطوال

فإن يبغوا ويفتخروا علينا

بحمزة وهو في الغرف العوالي

فقد أودى بعتبة يوم بدر

وقد أبلى وجاهد غير آل

فخر لوجهه(٣) ورفعت عنه

رقيق الحد حودث بالصقال(٤)

بيان : ذكر عباس هنا لعله سهو.

وأقول : روي في الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

أتاني أن هندا حل صخر

دعت دركا وبشرت الهنودا

___________________

(١) في المصدر : وكان جهورى الصوت. أقول : ذكر العباس لعله وهم من الراوى او ابن شهر آشوب ، لان العباس لم يكن حاضرا في احد ، ولعله اشتباه بابى طلحة زيد بن سهل الانصارى ، قال المقريزى في الامتاع : وكان ابوطلحة راميا وكان صيتا ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : صوت ابى طلحة في الجيش خير من اربعين رجلا انتهى. والصيت : جهير الصوت.

(٢) في المصدر : لرسول الله.

(٣) في الديوان : فتل بوجهه فرفعت عنه.

(٤) مناقب ال ابى طالب : ١٦٥ ـ ١٦٧.

١١٨

فإن تفخر بحمزة حين ولى

مع الشهداء محتسبا شهيدا

فإنا قد قلنا يوم بدر

أبا جهل وعتبة والوليدا

وقتلنا سراة الناس طرا

وغنمنا الولائد والعبيدا

وشيبة قد قتلنا يوم ذاكم

على أثوابه علقا حسيدا

فبوأ من جهنم شر دار

عليها لم يجد عنها محيدا

وما سيان من هو في جحيم

يكون شرابه فيها صديدا

ومن هو في الجنان يدر فيها

عليه الرزق مغتبطا(١) حميدا(٢)

وفيه أيضا بعد قتل طلحة :

أصول بالله العزيز الامجد

وفالق الاصباح رب المسجد

أنا علي وابن عم المهتدي(٣)

وفيه أيضا :

الله حي قديم قادر صمد

وليس يشركه في ملكه أحد

هو الذي عرف الكفار منزلهم

والمؤمنون سيجزيهم كما وعدوا(٤)

فإن يكن دولة كانت لنا(٥) عظة

فهل عسى أن يرى في غيها رشد

وينصر الله من والاه إن له

نصرا ويمثل بالكفار إذ عندوا

فإن نطقتم بفخر لا أبا لكم

فيمن تضمن من إخواننا اللحد

فإن طلحة غادرناه منجدلا

وللصفائح نار بيننا تقد

والمرأ عثمان أردته أسنتنا

فجيب زوجته إذ خبرت قدد

في تسعة إذ تولوا بين أظهرهم

لم ينكلوا من حياض الموت إذ وردوا(٦)

___________________

(١) مغبطا خ ل.

(٢ و ٣) الديوان : ٤٤.

(٤) بما وعدوا خ ل.

(٥) له خ ل.

(٦) في المصدر : لم تنكلوا.

١١٩

كانوا الذوائب من فهرو أكرمها

شم الانوف وحيث الفرع والعدد(١)

وأحمد الخير قد أردى على عجل

تحت العجاج أببا وهو مجتهد

وظلت الطير والضبعان تركبه

فحامل قطعة منهم ومقتعد

ومن قتلهم على ما كان من عجب

منا فقد صادفوا خيرا وقد سعدوا

لهم جنان من الفردوس طيبة

لا يعتريهم بها حر ولا صرد

صلى الاله عليهم كلما ذكروا

فرب مشهد صدق قبله شهدوا

قوم وفوا لرسول الله واحتسبوا

شم العرانين منهم حمزة الاسد

ومصعب ظل ليثا دونه حردا(٢)

حتى تزمل منه ثعلب جسد

ليسوا كقتلى من الكفار أدخلهم

نار الجحيم على أبوابها الرصد(٣)

وفيه أيضا :

رأيت المشركين بغوا علينا ـ

إلى قوله :

وقد اودى وجاهد غير ال

وقد فللت خيلهم ببدر

وأتبعت الهزيمة بالرجال

إلى قوله بالصقال.

كأن الملح خالطه إذا ما

تلظى كالعتيقة في الظلال(٤)

___________________

(١) في المصدر : شم العرانين حيث الفرع والعدد.

(٢) فان يكن دولة ، اى للكفار غلبة علينا. في غيها ، الضمير للفرقة الكفرة او للدولة بتأويل صاحب الدولة ، والمثل والتمثيل : التعذيب والتنكيل. غادرناه اى تركناه. منجدلا اى مطروحا. قد تولوا ، اى عن الدنيا وماتوا. وابى هو ابن خلف وضمير هو راجع اليه ، اى كان ساعيا في اهلاكه. على ما كان من عجب ، اى كان قتلكم اياهم بعد غلبتنا عليكم من الغرائب. مصعب هو ابن عمير. والحرد : الغضبان. مند قدس‌سره.

(٣) الديوان : ٤٤ و ٤٥.

(٤) الديوان : ١٠٨.

١٢٠