بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الدعاء وأنت أرحم الراحمين (١).

بيان : ( الحي القيوم ) لعل وصف الاسم بذلك باعتبار المسمى على المجاز وكونه بيانا للاسم بعيد ، عن ولا يبعد أن يكون المراد بالاسم نور الائمة عليهم‌السلام فانه قد ورد في الاخبار انهم أسماء الله.

٤١ ـ الكتاب العتيق : دعاء السجود عن مولانا أبي عبدالله عليه‌السلام :

يسم الله الرحمن الرحيم اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ، يا الله يا الله أنت المرهوب منك جميع خلفك.

يا نور النور فلا يدركك نو كنورك يا الله أنت الرفيع فوق عرشك من فوق سموا انك ، فلا يصف عظمتك أحد من خلقك ، يانور النور أنت الذي قد استنار ينورك أهل سمواتك ، واستضاء بنورك أهل أرضك ، يا الله يا الله أنت الذي لا اله الا غيرك تعاليت عن أن يكون لك ولد وتعظمت أن يكون لك ند.

يا نور النور تكرمت عن أن يكون لك شبيه ، وتجبرت أن يكون لك ضد أو شريك ، يانور كل نور خامد لنورك ، يا مليك! كل مليك يفني غيرك يا الله يا الله أنت الرحيم وأنت الباقي الدائم ، ملات عظمتك السموات والارض ، يادائم كل حي يموت غيرك ، يا الله يا الله ارحمنا رحمة تطفئ بها سخطك علينا ، وتكف عذابك عنا ، وترزقنا بها سعادة من عندك ، وتحلنا بها دارك التي يسكنها خيرتك من عبادك يا أرحم الراحمين أسألك أن تصلي على محمد وآله وأن تقعل بي كذا ... كذا وتسأل حاجتك.

٤٢ ـ كتاب عاصم بن حميد : عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول :

____________________

(١) لم نجده في البلد الامين ، ولعله كان في الهامش.

٢٢١

ببنما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اصحابه راكبا على دابته إذ نزل فخر ساجدا ، فقيل له : يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تك تصنعه قبل اليوم؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتاني ملك من عند ربي ، فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ، ويقول : يا محمد إني أسرك في أمتك ، فلم يكن عندي مال أصدق ، ولا عبد اعتقه فسجدت لله شكرا.

٤٣ ـ فلاح السائل : فاذا فرغت من تعقيب صلاة المغرب ، فان شئت [ أن تسجد سجدتي الشكر الان فاسجدهما كما نذكره وإن شئت ] تؤخر سجدة الشكر إلى ما بعد الفراغ من كل ما تعمله بين المغرب وبين عشاء الاخرة من صلوات ودعوات ، وتكون سجدة الشكر في آخرها ما تعمل ، فافعل.

صفة سجدتي الشكر : روى أيو محمد هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك ، عن الحسن ين محبوب ، وروى محمد ابن علي بن أبي قرة ـ ره ـ عن أبيه علي بن محمد ـ ره ـ عن الحسين بن علي بن سفيان ، عن جعفر بن مالك ، عن إبراهيم بن سليمان الخزاز ، عن الحسن ين محبوب عن أبي جعفر الاحول ، عن أبي عبيدة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وهو ساجد ، أسالك بحق حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا بدلت سيئاتي حسنات ، وحاسبتني حسابا يسيرا ، ثم قال في الثانية : أسالك بحق حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا كفيتني مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة ، ثم قال في الثالثة : أسالك بحق مجحمد حبيبك صلى‌الله‌عليه‌وآله لما غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل ، وقبلت من عملي اليسير ، ثم قال في الرابعة : أسالك بحق محمد حبيبك صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أدخلتني الجنة وجعلتني من سكانها ولما نجيتني من سفعات النار رحمتك ).

هذا آخر الرواية المذكورة ، فان خطر لاحد أن هذه الرواية ما تضمنت أن هذه سجدتا الشكر لاجل صلاة المغرب ، فيقال له : إن إيراد أصحابنا الرواية كذلك في سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب ، وتعيينهم أن هاتين السجدتين للمغرب يقتضي أن يكونوا عرفوا ذلك من طريق آخر (١)

____________________

(١) فلاح السائل ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤.

٢٢٢

بيان : هذا الخبر رواه الكليني ايضا بسند صحيح (١) وزاد في آخر الدعاء الاخر ( وصلى الله على محمد وآله ) وأورده الشيخ (٢) والكفعمي (٣) وغيرهما الادعية في تعقيب صلاة المغرب وذكروا الدعاء الثاني في تعفير خد الايمن ، والثالث في تعفير الايسر ، والرابع في العود إلى السجود ثانيا ، وعندي انه يحتمل الخبر أن تكون الادعية في السجدات الاربع للصلاة الثنائية ، بل يمكن أن يدعى أنه اظهر ، و الكيني أورد الرواية في باب ادعية السجود مطلقا أعم من سحدات الصلاة وغيرها.

قوله عليه‌السلام : ( لما عفرت ) لما بالتشديد إيجابية بمعنى إلا أي في جميع الاحوال إلا حال الغفران ، والحاصل أني أترك السؤال والطلب إلا بعد حصول المطلب ، وقال الجوهري : سفعته النار والسموم إذا لفحته يسيرا فغيرت لون البشرة ، و السوافع لوفح السموم.

٤٤ ـ المهج : روينا باسناده إلى سعد بن عبدالله في كتاب فضل الدعاء قال أبوجعفر محمد بن اسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه‌السلام وبكير بن صالح ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضا عليه‌السلام قالا : دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر فأطال في سجوده ثم رفع راسه فقلنا له : أطلت السجود ، فقال : من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر ، قالا قلنا فنكتبه؟ قال اكتبا إذا أنت سجدت سجدة الشكر فقل :

اللهم العن اللذين بدلا دينك ، وغيرا نعمتك ، وانهما رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخالفا ملتك ، وصدا عن سبيلك ، وكفرا آلاءك ، وردا عليك كلامك ، واستهزا برسولك ، و قتلا ابن نبيك ، وحرفا كتابك ، وجحدا آياتك ، وسخرا بآياتك ، واستكبرا عن عبادتك ، وقتلا أولياءك ، وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق ، وحملا الناس على أكتاف

____________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٣٢٢.

(٢) مصباح الشيخ ص ٧٥ و ٧٦.

(٣) مصباح الكفعمي ص ٢٨ ، البلد الامين ١٧ و ١٨.

٢٢٣

آل محمد عليهم الصلوات والسلام.

اللهم العنهما لعنا يتلو بعضهم بعضا ، واحشرهما واتباعهما إلى جهنم زرقا ، اللهم إنا نتقرب عليك باللعنة عليهما والبراءة منهما في الدنيا والاخرة ، اللهم العن قتلة امير المؤمنين وقتلة الحسين بن علي ابن بنت رسولك ، اللهم زدهما عذابا فوق العذاب وهوانا فوق هوان ، وذلا فوق ذل ، وخزيا فوق خزي اللهم دعهما في النار دعا ، و أركسهما في اليم عذابك ركسا ، اللهم احشرهما واتباعهما إلى جهنم زمرا.

اللهم فرق جمعهم ، وشتت امرهم ، وخالف بين كلمتهم وبدد جماعتهم ، والعن ائمتهم ، واقتل قادتهم وسادتهم وكبراءهم ، والعن رؤساءهم واكسر رايتهم ، والق البأس بينهم ، ولاتبق منهم ديارا ، اللهم العن أبا جهل والوليد لعنا يتلو بعضه بعضا ، ويتبع بعضه بعضا اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب ، وكل نبي مرسل ، وكل مؤمن امتحنت قلبه للايمان ، اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار ومن عذابهما ، اللهم العنهما لعنا لايخطر لاحد ببال ، اللهم العنهما في مستسر سرك ، و ظاهر علانيتك ، وعذبهما عذابا في التقدير وفوق التقدير ، وشارك معهما ابنتيهما واشياعهما ومحبيهما ومن شايعهما إنك سميع الدعاء (١).

البلد الامين : عن الرضا عليه‌السلام من دعا بهذا الدعاء في سجدة الشكر كان كالرامي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر واحد وحنين ألف ألف سهم ، ثم ذكر هذا الدعاء (٢).

بيان : قوله عليه‌السلام : ( زرقا ) أي زرق العيون ، وصفوا بذلك لان الزرقة أسوء ألوان العين وأبغضها إلى المغرب ، لان الروم كان أعدى عدوهم وهم زرق ، أو عميا فان حدقة الاعمى تزراق ، والدع الدفع ، والركس رد الشئ مغلوبا ، وكذا الاركاس وقيل : اركسته رددته على رأسه ، والزمر جمع زمرة بالضم ، وهي الفوج والجماعة في تفرقة.

____________________

(١) مهج الدعوات ص ٣٢١ ـ ٣٢٠.

(٢) لم نجده في المطبوع من الصدر.

٢٢٤

وقوله عليه‌السلام : ( اللهم العنهما ) بعد ذكر أبي جهل والوليد الضمير راجع إلى الاولين الغاصبين المذكورين في أول الدعاء وذكر هذين الكافرين هنا للابهام على المخالفين تقية ، وليكون للشيعة مفر عند اطلاع المخالفين عليه ، بل لا يبعد أن يكون أبوجهل كناية عن أبي بكر لانه كان أبا للجهالة مربيا لها ، والوليد عن عمر لانه ولد من غير ابيه أو لانه لدناءة نسبه كأنه عبد او لانه كان شبيها بالوليد في كون كل منهما ولد زنا كما قال تعالى فيهما ظهرا وبطنا : ( عتل بعد ذلك زنيم ) (١).

( في التقدير وفوق التقدير ) أي عذابا قدرته لهما وفوق ذلك.

٤٥ ـ الكتاب العتيق : حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي ، عن أبيه عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن سعيد ، عن عامر الشعبي ، عن عدي بن حاتم الطائي قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام فوجدته قائما يصلي متغيرا لونه فلم أر مصليا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتم ركوعا ولا سجودا منه ، فسميت نحوه فلما سمع بحسي أشار بيده فوقفت حتى صلى ركعتين أو جزءعما وأكملهما ثم سلم ثم سجد سجدة أطالها فقلت في نفسي : نام والله فرفع رأسه ثم قال :

لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، يامعز المؤمنين بسلطانه ، يا مذل الجبارين بعظمته ، أنت كهفي حين تعييني المذاهب عند حلول النوائب فتضيق علي الارض برحبها ، أنت خلقتني با سيدي رحمة منك لي ، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين ، وأنت مؤيدي بالنصر من أعدائي ولولا نصرك لكنت من المغلوبين.

يا منشئ البركات من مواضعها ومرسل الرحمة من معادنها ، ويا من خص نفسه بالعز والرفهة فأولياؤه بعزة يعتزون ، ويا من وضع له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون ، أسئلك بكبريائك التي شققتها من عظمتك ، وبعظمتك التي استويت بها على عرشك ، وعلوت بها على خلقلك ، وكلهم خاضع ذليل لعزتك ، صل على محمد وآله

____________________

(١) القلم : ١٣.

٢٢٥

وافعل بي أولى الامرين تباركت يا أرحم الراحمين ).

قال عدي بن حاتم الطائي : ثم التفت إلي أمير المؤمنين بكله فقال : يا عدي أسمعت ما قلت أنا؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما دعا به مكروب ولا توسل إلى الله به محروب ولا مسلوب إلا نفس الله خناقة ، و حل وثاقه ، وفرج همه ، ويسر غمه ، وحقيق على من بلغه أن يتحفظه ، قال عدي فما تركت الدعاء منذ سمعته عن أمير المؤمنين حتى الان.

بيان : برحبها أي بسعتها ، وقال الجوهري : نبر الفدان الخشبة المعترضه في عنق الثورين.

٤٦ ـ الكشي : عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري وعلي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : إن القراء كانوا لايخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين ، فخرجنا وخرج معه ألف راكب فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى وسجد سجدتي الشكر فقال فيها :

وفي رواية الزهري عن سعيد بن المسيب قال : كان القوم لايخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين عليه‌السلام ، فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل وصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبح معه ، ففزعنا فرفع رأسه فقال : ياسعيد ، أفزعت؟ فقلت : نعم يا ابن رسول الله ، فقال : هذا التسبيح الاعظم قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لا يبقي الذنوب مع هذا التسبيح فقلت : علمنا.

وفي رواية علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة إلا سبحت بتسبيحه ففزعت من ذلك أنا وأصحابي ، ثم قال : يا سعيد أن الله جل جلاله لما خلق جبرئيل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السموات ومن فيهن لتسبيحه ، وهو اسم الله عزوجل الاكبر (١).

____________________

(١) رجال الكشي ص ١٠٨.

٢٢٦

والتسبيح هو هذا :

سبحانك اللهم وحنانيك سبحانك اللهم وتعاليت ، سبحانك اللهم والعز إزارك سبحانك اللهم والعظمة رداؤك ، سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك ، سبحانك من عظيم ما أعظمك ، سبحانك سبحت في الاعلى ، سبحانك تسمع وترى ماتحت الثرى ، سبحانك أنت شاهد كل نجوى ، سبحانك موضع كل شكوى ، سبحانك حاضر كل ملا ، سبحانك عظيم الرجاء ، سبحانك ترى مافي قعر الماء ، سبحانك تسمع انفاس الحيتان في قعور البحار سبحانك تعلم وزن السموات ، سبحانك تعلم وزن الارضين ، سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر ، سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور ، سبحانك تعلم وزن الفيئ والهواء ، سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة ، سبحانك قدوس قدوس قدوس ، سبحانك عجبا لمن عرفك كيف لا يخافك ، سبحانك اللهم وبحمدك ، سبحان الله العلي العظيم (١).

٤٧ ـ مجالس الصدوق : عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبدالله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباته قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول في سجوده : اناجيك ياسيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه ، وأطلب إليك طلب من يعلم أنك تعطي ولا ينقص مما عندك شئ ، وأستغفرك استغفار من يعلم انه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، و أتوكل عليك توكل من يعلم أنك عل يكل شئ قدير (٢).

ومنه : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن سهل بن زياد ، عن علي ابن الحكم ، عن حماد بن عبدالله ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : إذا قال العبد وهو ساجد : يا الله يارباه ياسيداه ثلاث مرات أجابه تبارك وتعالى : لبيك عبدي سل حاجتك (٣).

____________________

(١) رجال الكشي ص ١٠٩.

(٢) أمالي الصدوق : ١٥٤.

(٣) المصدر نفسه ص ٢٤٧.

٢٢٧

٤٨ ـ قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام يقول في دعائه وهو ساجد ( اللهم إني أعوذ بك أن تبتليني ببلية تدعوني ضرورتها على أن أتغوث بشئ من معاصيك ، اللهم ولا تجعل بي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم ، فان جلعت بي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجها وخلقا وخلقا ، وأسخاهم بها نفسا وأطلقهم بها لسانا وأسمحهم بها كفا ، واقلهم بها علي امتنانا ) (١).

ومنه : بهذا الاسناد : قال الصادق عليه‌السلام : كان أبي عليه‌السلام يقول في سجوده : ( اللهم إن ظن الناس بي حسن فاغفر لي ما لايعلمون ، ولاتؤاخذني بما يقولون ، وأنت علام الغيوب ) (٢).

قال : وسمعت أبي يقول وهو ساجد : ( ياثقتي ورجائي ، في شدتي ورخائي ضل على محمد وآل محمد والطف بي في جميع أحوالي فانك تلطف لمن تشاء والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين وسلم كثيرا ) (٣).

٤٩ ـ العيون : عن علي بن عبدالله الوراق ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن محمد بن حسان وأبي محمد النيلي ، عن الحسين بن عبدالله ، عن محمد بن علي بن شاهويه ، عن أبي الحسن الصائغ ، عن عمه قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول في سجوده : لك الحمد إن أطعتك ، ولاحجة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ولا عذر لي إن أسأت ، ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم ، اغفر لمن في مشارق الارض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات (٤).

٥٠ ـ التوحيد : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : سمعت

____________________

(١) قرب الاسناد ص ١.

(٢ و ٣) قرب الاسناد ص ٧.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٠٥ في حديث.

٢٢٨

أبا الحسن عليه‌السلام يقول في سجوده : ( يامن علا فلا شئ فوقه ، ويا من دني فلا شئ دونه اغفر لي ولاصحابي (١).

٥١ ـ فقه الرضا : قال عليه‌السلام كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول في سجوده : ( اللهم ارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي إليك ، ووحشتي من الناس ، وانسي إليك يا كريم فاني عبدك وابن عبدك ، أتقلب في قبضتك ، ياذا المن والفضل والجود والغنى والكرم ارحم ضعفي وشيبتي من النار ياكريم (٢).

وكان أبوجعفر عليه‌السلام يقول وهو ساجد : لا إله إلا الله حقا حقا ، سجدت لك يارب تعبدا ورقا وإيمانا وتصديقا ، يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي ياكريم ياجبار اغفر لي ذنوبي وجرمي وتقبل عملي ياكريم ياجبار (٣).

وكان ابوعبدالله عليه‌السلام يقول في سجدته : ( يا كائن قبل كل شئ ، ويا مكون كل شئ ، لاتفضحني فانك بي عالم ولا تعذبني فانك علي قادر ، اللهم إني أعوذ بك من العديل عند الموت ، ومن شر المرجع في القبر ، ومن الندامة يوم القيامة ، اللهم اني أسالك عيشة نقية ، وميتة سوية ، ومنقلبا كريما غير مخز ولا فاصح (٤).

وكان ابوعبدالله عليه‌السلام يقول : ( اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجا عندي من عملي ، فاغفرلي ياحي ومن لايموت (٥).

وكان أبوالحسن عليه الله عليه‌السلام يقول في سجوده : ( لك الحمد إن أطعتك ، ولك الحجة إن عصيتك ، لا صنع لي ولا لغير في إحسان كان مني حال الحسنة يا كريم ، صل بماسالتك من في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين ومن ذريتي ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بتقواي ، اللهم احفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى

__________________

(١) كتاب التوحيد ٢ ٦٧ ط مكتبة الصدوق

(٢ ـ ٣) فقه الرضا ص ١٣ ذيل الصفحة والظاهر [ يا كريم يا حنان ] بدل ( يا كريم يا جبار ) كما سيأتي عن الكافي تحت الرقم ٥٨.

(٤ ـ ٥) فقه الرضا ص ١٣.

٢٢٩

نفسي فيما قصرت ، يا من لا تنقصه المغفرة ، ولا تضره الذنوب ، صل على محمد وآله محمد واغفر لي ما لا يضرك ، وأعطني ما ينقصك ) وبالله التوفيق (١).

٥٢ ـ العيون : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن ابن علي الوشا قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : إذا نام العبد وهو ساجد ، قال الله تبارك وتعالى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (٢).

ومنه : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال قال : رأيت أبا الحسن عليه‌السلام صلى ست ركعات أو ثمان ركعات ، قال : وكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر ، فلما فرغ سجد سجدة أطال فيها حتى بل عرقه الحصا.

وذكر بعض أصحابنا أنه ألصق خديه بأرض المسجد (٣).

ومنه : عن محمد بن علي بن حاتم ، عن عبدالله بن يحيى الشيباني ، عن العباس الجزري ، عن الشوباني قال : كانت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام بضع عشرة سنة كل يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال ، الحديث (٤).

٥٣ ـ العلل : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : لم اتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال : لكثرة سجوده على الارض (٥).

٥٤ ـ ارشاد المفيد : قال : كان أبوالحسن موسى عليه‌السلام أعبد أهل زمانه ـ إلى قوله : وروى أنه يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع

____________________

(١) فقه الرضا ص ١٣.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٨٠.

(٣) المصدر ج ٢ ص ١٧.

(٤) عيون الاخبار ج ١ ص ٩٨.

(٥) علل الشرايع ج ١ ص ٢٣.

٢٣٠

الشمس ويخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس.

وكان كثيرا ما يقول : اللهم إني أسئلك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ويكرر ذلك (١).

٥٥ ـ مصباح الشيخ (٢) وغيره : في سجود الظهر : ويستحب أن يقول في سجوده أيضا : ( ياخير من رفعت إليه أيدي السائليلن ، ويا أكرم من مدت إليه أعناق الراغبين ويا أكرم الاكرمين ، ويا ارحم الراحمين ، صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، والطف بي بلطفك الخفي في شأني كله (٣).

وقالوا في تعقيب العصر : فاذا رفعت رأسك من السجود أمرر يدك على موضع سجودك وامسح بها وجهك ثلاثا وقل في كل واحدة منها ( اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم والغم والحزن والغير ، ماظهر منها وما بطن (٣).

وقالوا في تعقيب المغرب : ثم ارفع رأسك وامسح سجودك وقل : بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم والحزن (٥).

وقالوا في تعقيب العشاء : ثم اسجد سجدة الشكر وقل : اللهم أنت أنت أنت ، انقطع الرجاء إلا منك ممك منك ، يا أحد من لا أحد له ، يا أحد من لا أحد له غيرك ، يا من لايزده كثرة الدعاء إلا كرما وجودا ، يا من لايزداد على

____________________

(١) ارشاد المفيد ص ٢٧٧.

(٢) مصباح الشيخ ص ٤٧.

(٣) البلد الامين ص ١٧.

(٤) مصباح المتهجد ص ٥٦.

(٥) المصباح ص ٧٦.

٢٣١

كثرة الدعاء إلا كرما وجودا ، يا من لايزيده كثرة الدعاء إلا كرما وجودا ، صل على محمد وأهل بيته ، صل على محمد وأهل بيته ، صل على محمد وأهل بيته وتسأل حاجتك ثم تضع خدك الايمن على الارض فتقول مثل ذلك ، وتضع خدك الايسر وتقول مثل ذلك ثم تعيد جبهتك إلى الارض وتسجد وتقول مثل ذلك (١).

بيان : قد يفرق ببن الهم والغم بأن الهم ما يقدر الانسان على إزالته كالافلاس والغم ما لايقدر كموت الولد ، أو بأن الهم قبل نزول المكروه ، والغم بعده ، أو ان الهم ما لم يعلم سببه ، والغم ما يعلم.

٥٦ ـ الكافي : باسناده عن زياد القندي قال : كتبت ألى أبي الحسن الاول عليه‌السلام : علمني دعاء فاني قد بليت بشئ ، وكان قد حبس ببغداد حيث اتهم بأموالهم فكتب إليه : إذا صليت فأطل السجود ، ثم قل : ( يا احد من لا أحد له ) حتى ينقطع نفسك ثم قل : ( يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا جودا وكرما ) حتى ينقطع نفسك ثم قل : ( يارب الارباب أنت أنت أنت الذي انقطع الرجاء إلا منك ، يا علي يا عظيم ، قال : زياد فدعوت به ففرج الله عني وخلي سبيلي (٢).

٥٧ ـ السرائر : عن الصادق عليه‌السلام إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك وأمرر يدك على وجهك من جانت خدك الايسر وعلى جبينك إلى جانب خدك الايمن ثلاثا تقول في كل مرة ( بسم الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والسقم والعدم والصفار والذل والفواحش ماظهر منها وما بطن (٣).

بيان : ذكره الشهيد في نفليته ولم يذكر مسح يده على موضع سجوده ، وزاد

____________________

(١) المصباح ص ٨١.

(٢) الكافي ج ٣ ص ٣٢٨.

(٣) السرائر ص ونقله الكفعمي في البلد الامين ص ١٨.

٢٣٢

فيه ويمر يده على صدره في كل مرة ، ورواه في الكافي (١) بسنده عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : ( تمسح بيدك اليمني على جبهتك ووجهك في دبر المغرب والصلوات ، وتقول : بسم الله إلى آخر ما مر ، ولعله محمول على مسح موضع السجود لدلالة غيره من الاخبار عليه ، ويحتمل التخيير ، ويمكن الفرق بين الهم والحزن بأن الهم على مايقع ، والحزن على ماقد وقع ، وقد مر وجوه اخر والعدم بالضم و بالتحريك الفقر.

والمراد بالفواحش مطلق المعاصي وهو أظهر ، أو أفراد الزنا ، وماظهر وما بطن علانيتها وسرها أو أفعال الجوارح وأفعال القلوب ، وقيل الزنا في الحوانيت واتخاذ الاخدان ، وعن سيد الساجدين عليه‌السلام ما ظهر نكاح امرءة الاب وما بطن الزنا وعن الباقر عليه‌السلام ما ظهر هو الزنا ، وما بطن المخالة ، ويمكن أن يكون الخبران وردا على المثال.

اقول : ويحتمل أن يكون المراد بما ظهر ما علم تحريمها ، وما بطن ما لم يعلم ولعل الخبر الاول يومئ إليه ، وفي بعض الاخبار ماظهر تحريمه من ظهر القرآن وما بطن من بطنه ، وفي بعضها أن ما بطن منها إئمة الجور وأتباعهم.

٥٨ ـ الكافي : عن محمد بن اسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن ابي عمير عن جميل بن دراج عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال اقرب ما يكون العبد من ربه إذا دعا ربه وهو ساجد ، فاي شئ تقول إذا سجدت؟ قلت : علمني جعلت فداك ما اقول ، قال : قل : ( يارب الارباب ، وياملك الملوك ، ويا سيد السادات ، وياجبار الجبابرة ويا إله الالهة ، صل عل يمحمد وآل محمد ... وافعل بي كذا وكذا ، ثم قل : ( فاني عبدك ناصيتي في قبضتك ) ثم ادع بما شئت واسأله فانه جواد لا يتعاظمه شئ (٢).

ومنه : في الموثق عن أبي عبدالله عليه‌السلام (٣) قال : أبطأ علي ابي عليه‌السلام ذات ليلة

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٣٤٥.

(٢) الكافي ج ٣ ص ٣٢٣.

(٣) عن اسحاق بن عمار قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : اني كنت امهد

٢٣٣

فأتيت المسجد في طلبه بعد ما هدأ الناس ، فاذا هو في المسجد ساجد ، فسمعت حنينه وهو يقول : ( سبحانك اللهم انت ربي حقا حقا ، سجدت لك يارب تعبدا ورقا ، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي ، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وتب على إنك أنت التواب الرحيم (١).

ومنه : عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : كان يقول في سجوده : ( سجد وجهي البالي لوجهك الباقي الدائم العظيم ، سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز ، سجد وجهى الفقير لوجه ربي الغني الكريم العلي العظيم ، رب أستغفرك مما كان ، وأستغفرك مما يكون ، رب لاتجد بلائي ، رب لاتشمت بي أعدائي ، رب لاتسئ قضائي ، رب إنه لا دافع ولا مانع إلا أنت صل على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك ، وبارك على محمد وآل محمد بأفضل بركاتك ، اللهم إني أعوذ بك من سطواتك ، وأعوذ بك من جميع غضبك وسخطك ، سبحانك لا إله إلا أنت رب العالمين (٢).

وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : وهو ساجد : ارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي إليك ، ووحشتي من الناس ، واني بك يا كريم (٣).

وكان يقول أيضا : وعظتني فلم اتعظ ، وزجرتني عن محارمك فلم اتزجر ، وغمرتني [ أياديك ] فما شكرت ، عفوك عفوك ياكريم ، أسألك الراحة عند الموت ، وأسالك العفو عند الحساب (٤).

وكان ابوجعفر عليه‌السلام يقول وهو ساجد : ( لا إله إلا انت حقا حقا ، سجدت لك يا رب تعبدا ورقا ، يا عظيم إن عملي ضعيف لي ، ياكريم يا حنان ، اغفر لي ذنوبي

____________________

لابي فراشه فانتضره حتى ياتي فاذا اوى الي فراشه ونام قمت إلى فراشي وانه ابطأ على ذات ليلة فاتيت المسجد في طلبه بعد ما هدأ الناس فاذا هو في المسجد ساجد وليس في المسجد غيره فسمعت الخ.

(١) الكافي ج ٣ ص ٣٢٣.

(٢ ـ ٤) الكافي ج ٣ ص ٣٢٧.

٢٣٤

وجرمي ، وتقبل عملي يا كريم ياحنان ، أعوذ بك ان أخيب أو أحمل ظلما ، اللهم منك النعمة ، وانت ترزق شكرها ، وعليك يكون ثواب ما تفضلت به من ثوابها بفضل طولك ، وبكريم عائدتك (١).

٥٩ ـ مصباح الشيخ وغيره : كتب أبوإبراهيم عليه‌السلام إلى عبدالله بن جندب فقال : إذا سجدت فقل ( اللهم إني اشهدك وكفي بك شهيدا ، واشهد ملائكتك و أنبياءك ورسلك وجميع خلقك ، بأنك انت الله ربي ، والاسلام ديني ، ومحمد نبيي ، و وعلي وليي ، والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، و موسى ين جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن ين علي ، و الخلف الصالح ـ صلوات عليهم اجمعين ـ أئمتي ، بهم اتولى ومن عدوهم اتبرأ.

اللهم أني أنشدك دم المظلوم ـ ثلاثا ـ اللهم إني أنشدك بوأيك علي نفسك لاوليائك لتظفرنهم على عدوك وعدوهم أن تصلي على محمد وعلى المستحقين من آل محمد ـ ثلاثا ـ وتقول اللهم إني أنشدك بوأيك على نفسك لاعدائك لتهلكنهم ولتخزينهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، أن تصلي على محمد وآل محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ـ ثلاثا ـ وتقول اللهم إني اسئلك اليسر بعد العسر ـ ثلاثا ـ.

ثم تضع خدك الايمن على الارض وتقول : ( يا كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق الارض بما رحبت ، ويابارئ خلقي رحمة لي وكان عن خلقي غنيا ، صل على محمد وآل مجمد ، وعلى المستظعفين من آل محمد ثلاثا ثم تضع خدك الايسر على الارض وتقول : يا مذل كل جبار ، ويا معز كل ذليل ، قد وعزتك بلغ مجهودي ففرج عني ثلاثا ثم تقول : ياحنان يامنان ، ياكاشف الكرب العظام ثلاثا ثم تعود إلى السجود فتضع جبهتك على الارض وتقول : شكرا شكرا مائة مرة ، ثم تقول : ياسامع الصوت ، يا سابق الفوت ، بابارئ النفوس بعد الموت ، صل على محمد وآل محمد ، و افعل بي كذا وكذا (٢)

____________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٣٢٧.

(٢) مصباح الشيخ ص ١٦٨.

٢٣٥

بيان : هذا الدعاء رواه الكليني (١) والصدوق (٢) والشيخ (٣) وغيرهم رضوان الله عليهم باسانيد حسنة لا تقصر عن الصحيح ، عن عبدالله بن جندب قال : سالت ابا الحسن الماضي عليه‌السلام عما أقول في سجدة الشكر ، فقد اختلف اصحابنا فيه ، فقال : قل وأنت ساجد ، وذكر الدعاء ، وفيها وعلى وفلان وفلان إلى آخرهم أئمتي وفي الفقيه ذكر أسماءهم عليهم‌السلام ، وليس في الكافي والتهذيب ( اللهم إني أنشدك بوأيك على نفسلك لاعدائك ) إلى قوله ( ثلاثا ) وفي الفقيه موجود هكذا ( لتهلكنهم بأيدينا وأيدي المؤمنين ) ومقدمة على فقرة الاولياء ، وفيها جميعا ( بعدوك وعدوهم ) وليس فيها ففرج عني.

قوله عليه‌السلام : ( أنشدك دم المظلوم ) أنشد على وزن أقعد يقال : نشدت فلانا و أنشده ، أي قلت له : نشدتك الله أي سألته بالله ، والمراد هنا أسألك بحقك أن تأخذ بدم المظلوم عليه وعلى أبيه وأخيه سلام الله عليهم أجمعين ، ويحتمل أن يكون المراد أنشدك بحق دم المظلوم أن تطلب بثأره.

( بوأيك ) الوأي الوعد ، وقوله : ( لتهلكنهم ) اللام لجواب القسم لما في الوأي بمعنى القسم ، والمقسم عليه في أنشده مقدر من جنسه بعد الصلوات ، بقرينة الوأي أي أنشدك أن تنجز وعدك وتهلكهم أو يقال : الصلاة عليهم ترجع إلى هذا المعنى ، فان رحمة الله عليهم مشتمل على رواج دينهم ونصرهم وظفرهم على الاعادي ، كما ورد في الخبر في معنى السلام عليهم ، وسيأتي تحقيقه في باب الصلاة عليهم.

والوأي إشارة إلى قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى

____________________

(١) الكافى ج ٣ ص ٣٢٥.

(٢) فقيه من لايحضره الفقيه ج ١ ص ٢١٧.

(٣) التهذيب ج ١ ص ١٦٦ حجر ج ٢ ص ١١١ ط نجف.

٢٣٦

لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا ) (١) والباء إما للسببية أي أنشدك بسبب وعدك ، أو صلة للنشد أي اقسم عليك بحق وعدك.

ثم اعلم أن في أكثر نسخ الحديث والدعاء ( بايوائك ) ولم يرد في اللغة بهذا المعنى ، ولابمعنى يناسب المقام لكن ما أهمله أهل اللغة من الاستعمالات والاشتقاقات كثير ، فيمكن أن يكون هذا منها.

وقال الشيخ البهائي قدس سره : الايواء بالياء المثناة التحتانية وآخره ألف ممدودة. العهد ، ولا أدري من أين أخذه ، ويمكن أن يكون استعمل هنا مجازا ، فان من وعد شيئا فكأنه آواه وأنزله من نفسه منزلا حصينا.

وقد ورد مثله في أخبار العامة قال في النهاية : في حديث وهب إن الله تعالى قال : إني أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني ، قال القتيبى : هذا غلط يشبه أن يكون من المقلوب ، والصحيح وأيت من الوأي بمعنى الوعد ، يقال وأيت على نفسي : أي جعلته وعدا على نفسي انتهى.

( والمستحفظين ) يمكن أن يقرأ بالبناء للفاعل أي حفظوا كتاب الله ودينه و ساير أماناته أو طلبوا حفظ ذلك من علماء شيعتهم ، وبالبناء للمفعول أي استحفظهم الله إياها والاخير أظهر ، إشارة إلى قوله تعالى : ( بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ) (٢)

( ياكهفي حسن تعييني المذاهب ) أي ملجأي حين تتعبني مسالكي إلى الخلق وتردداتي إليهم في تحصيل بغيتي وتدبير أمري وربما يقرء بتونين اوليهما مشددة من العناء بمعنى المشقة ، ولعله تصحيف.

( بما رحبت ) مامصدرية أي برحبها وسعتها ، وفي بعض النسخ هنا ( وآل محمد وعلى المستحفظين ) فالمراد بالمستخفظين علماء الشيعة ورواة أخبارهم ، أي الذين

____________________

(١) النور : ٥٥.

(٢) المائدة : ٤٤.

٢٣٧

حفظوا العلوم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبلوا حفظ أسرارهم ، ولعله زيد من النساخ.

( قد وعزتك ) الواو للقسم وكثيرا مايتوسط القسم بين ( قد ) ومدخولها ، و مجهود الرجل وسعه وطاقته أي بلغت طاقتي إلى النهاية ، وفي بعض النسخ ( بلغ بي الطاقة.

ثم اعلم أن قوله : ( ثم تقول ياسامع الصوت ) إلى آخره لم يكن داخلا في تلك الروايات (١) والظاهر أن الشيخ أخذه من رواية اخرى.

٦٠ ـ الكافى : عن علي بن محمد ، عن شهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد بن مروان قال : كان أبوالحسن عليه‌السلام يقول في سجوده : ( أعوذبك من نار حرها لايطفى ، وأعوذبك من نار جديدها لايبلى ، وأعوذ بك من نار عطشانها لايروى ، و أعوذ بك من نار مسلوبها لايكسى ) (٢).

ومنه : عن علي ، عن سهل ، عن علي بن ريان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : شكوت إليه علة ام ولد لي أخذتها فقال : قل لها : تقول في السجود في دبر كل صلاة مكتوبة : ( ياربي وياسيدي صل على محمد وعلى آل محمد ، وعافني من كذا وكذا ) فبها نجا جعفر بن سليمان من النار قال : فعرضت هذا الحديث على بعض أصحابنا فقال : أعرف فيه ( يارؤف يارحيم ياربي ياسيدي افعل بي كذا وكذا ) (٣).

بيان : لعل جعفر بن سليمان كان من الاصحاب وابتلى من المخالفين بالاحراق بالنار فنجاه الله منها بالدعاء ، ولم يذكر ذلك في الرجال ، ويحتمل أن يكون المراد نار الاخرة.

٦١ ـ دلائل الامامة : للطبري ، عن عبدالله بن علي المطلبي ، عن محمد بن علي السمري ، عن أبي الحسن المحمودي ، عن محمد بن علي بن أحمد المحمودي ، عن

____________________

(١) يعنى نسخة الكافى والفقيه والتهذيب.

(٢ ـ ٣) الكافى ج ٣ ص ٣٢٨.

٢٣٨

القائم عليه‌السلام قال : كان يقول زين العابدين عليه‌السلام : عند فراغه من صلاته في سجدة الشكر : ( ياكريم مسكينك بفنائك ، ياكريم فقيرك زائرك زائرك حقيرك ببابك ياكريم ) (١).

بيان : لعل هذا الدعاء لسجدة الشكر بعد صلاة الطواف ، أو لمطلق الصلاة في هذا المكان لمناسبة لفظ الدعاء ، ولانه عليه‌السلام قال ذلك لجماعة من الطالبين له بعد فراغه من الطواف عند الكبعبة.

٦٢ ـ الفقية : قال الصادق عليه‌السلام : إن العبد إذا سجد فقال : ( يارب يارب ) حتى ينقطع نفسه ، قال له الرب تبارك وتعالى : لبيك ماحاجتك؟ (٢).

٦٣ ـ اختيار ابن الباقى : عن خديجة الكبرى قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا أنابه ساجد كالثوب الطريح فسمعته يقول : ( سجد لك سوادي و آمن به فؤادي ، رب هذه يداي وما جنيت على نفسي ، ياعظيما يرجى لكل عظيم ، اغفرلي الذنوب العظيمة ) ثم قال : إن جبرئيل عليه‌السلام علمني ذلك وأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعتها ، فقوليها في سجودك ، فمن قالها في سجوده لم يرفع رأسه حتى يغفرله.

أقول : قد مر بعض الاخبار في باب فضل التعقيب وسيأتي بعضها في أبواب آداب النوافل إنشاء الله.

____________________

(١) دلائل الامامة ص ٢٩٥.

(٢) الفقيه ج ١ ص ٢١٩.

٢٣٩

٤٥

* ( باب ) *

* ( الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ) *

الايات :

آل عمران : مخاطبا لزكريا عليه‌السلام : وسبح بالعشي والابكار (١).

الانعام : ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه (٢).

الاعراف : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولاتكن من الغافيلن (٣).

الكهف : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه (٤).

مريم : فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا (٥).

طه : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطرف النهار لعلك ترضى (٦).

النور : يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (٧).

____________________

(١) آل عمران : ٤١.

(٢) الانعام : ٥٢.

(٣) الاعراف : ٢٠٥.

(٤) الكهف : ٢٨. (٥) مريم : ١١.

(٦) طه : ١٣٠.

(٧) النور : ٣٦.

٢٤٠