بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

على ماروي ولم يبق بعده إلا قليلا.

قوله عليه‌السلام : « أومتى الراحة » الترديد من الراوي ، قوله « إن هذا الامر » أي انقضاء دولتهم ، أو ظهور دولة الحق.

وقال الجوهري : استفزه الخوف استخفه و « الزمرة » الجماعة من الناس و « الانكفاء » الانقلاب.

قوله عليه‌السلام : « يمتدح » أي يفتخر ويطلب المدح « والمرح » شدة الفرح والنشاط فهو مرح بالكسر.

قوله عليه‌السلام : « ورأيت أصحاب الآيات » أي العلامات والمعجزات أو الذين نزلت فيهم الآيات ، وهم الائمة عليهم‌السلام أو المفسرين والقراء ، وفي بعض النسخ « أصحاب الآثار » وهم المحدثون.

قوله عليه‌السلام : رأيت الرجال يتسمنون أي يستعملون الاغذية والادوية للسمن ليعمل بهم القبيح ، قال الجزري فيه يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون أي يتكثرون بماليس فيهم ، ويدعون ما ليس لهم ، من الشرف ، وقيل : أراد جمعهم الاموال وقيل : يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن ، ومنه الحديث الآخر : ويظهر فيهم السمن ، وفيه : ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام أي اللاتي يستعملن السمنة وهي دواء يتسمن به النساء.

قوله عليه‌السلام « وأظهروا الخضاب » أي خضاب اليد والرجل فان المستحب لهم إنما هو خضاب الشعر كما سيأتي في موضعه.

قوله عليه‌السلام : « وأعطوا الرجال » أي أعطى ولد العباس أموالا ليطؤوهم أو أنهم يعطون السلاطين والحكام الاموال لفروجهم أو فروج نسائهم للدياثة ويمكن أن يقرء الرجال بالرفع وأعطوا على المعلوم أو المجهول من باب أكلوني البراغيث والاول أظهر « والمنافسة » المغالبة على الشئ.

قوله عليه‌السلام : « تصانع زوجها » المصانعة الرشوة والمداهنة ، والمراد إما المصانعة لترك الرجال ، أوللاشتغال بهم لتشتغل هي بالنساء ، أو لمعاشرتها مع



٢٦١

الرجال قوله عليه‌السلام « يعتدون » من الاعتداد أو الاعتداء قوله عليه‌السلام « لا يستخفى به » أي لا ينتظرون دخوله لارتكاب الفضائح ، بل يعملونها في النهار علانية.

قوله عليه‌السلام : « ورأيت الولاية قبالة » أي يزيدون في المال ويشترون الولايات و « الزور » الكذب والباطل والتهمة « والزخرفة » النقش بالذهب المشهور تحريمها في المساجد ويقال : استملحه أي عده مليحا قوله عليه‌السلام « ويبشربها الناس » كما هو الشائع في زماننا يأتي بعضهم بعضها يبشره بأني أتيتك بغيبة حسنة ، قوله عليه‌السلام : « قد اديل » الادالة الغلبة ، والمراد كثرة الخراب وقلة العمران قوله عليه‌السلام « ورأيت الميت » لعل بيع الاكفان بيان للايذاء أي يخرج من قبره لكفنه ، ويحتمل أن يكون المراد أنه يخرجه من عليه دين فيضربه ويحرقه ويبيع كفنه لدينه.

قوله « كما تتسافد البهائم » أي علانية على ظهرالطرق ، قوله : « ورأيت رياح المنافقين » تطلق الريح على الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والنفس ، والكل محتمل والاخير أظهر كناية عن كثرة تكلمهم وقبول قولهم قوله عليه‌السلام « لاهل الفسوق » أي للذين يولونهم على ميراث الايتام أوالفاسق من الورثة ، حيث يعطيهم الرشوة ، فيحكمون بالمال له.

قوله عليه‌السلام : « بالشفاعة » أي لا يتصدقون إلا لمن يشفع له شفيع ، فيعطونها لوجه الشفيع لا لوجه الشفيع لا لوجه الله ، أو يعطون لطلب الفقراء وإبرامهم ، قوله عليه‌السلام : « لا يبالون بما أكلوا » أي من حل أو حرام.

١٤٨ ـ جع : روى جابر بن عبدالله الانصاري قال : حججت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حجة الوداع فلما قضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما افترض عليه من الحج أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب ، ونادى برفع صوته : أيها الناس! فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق ، فقال : اسمعوا! إني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى بكى لبكائه الناس أجمعين فلما سكت من بكائه قال :

٢٦٢

اعلموا رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر أو غني بخيل أو عالم مراغب في المال أو فقير كذاب ، أو شيخ فاجر ، أو صبي وقح ، أوامرأة رعناء ثم بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقام إليه سلمان الفارسي وقال : يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان إذا قلت علماؤكم ، وذهبت قراؤكم ، وقطعتم زكاتكم وأظهرتم منكراتكم ، وعلت أصواتكم في مساجدكم ، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والعلم تحت أقد امكم ، والكذب حديثكم ، والغيبة فاكهتكم ، والحرام غنميتكم ولا يرحم كبيركم صغيركم ، ولا يوقر صغيركم كبيركم.

فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ، ويجعل بأسكم بينكم ، وبقي الدين بينكم لفظا بألسنتكم.

فاذا اوتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل « قل هوالقادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون » (١).

فقام إليه جماعة من الصحابة ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عند تأخير الصلوات ، واتباع الشهوات ، وشرب القهوات ، وشتم الآباء والامهات.

حتى ترون الحرام مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته ، وجفا جاره ، وقطع رحمه ، وذهبت رحمة الاكابر ، وقل حياء الاصاغر ، وشيدوا البنيان وظلموا العبيد والاماء ، وشهدوا بالهوى ، وحكموا بالجور ، ويسب الرجل أباه ويحسد الرجل أخاه ، ويعامل الشركاء بالخيانة ، وقل الوفاء ، وشاع الزنا ، وتزين

____________________

(١) الانعام : ٦٥.

٢٦٣

الرجال بثياب النساء ، وسلب عنهن قناع الحياء ، ودب الكبر في القلوب كدبيب السم في الابدان ، وقل المعروف ، وظهرت الجرائم ، وهونت العظائم ، وطلبوا المدح بالمال ، وأنفقوا المال للغناء ، وشغلوا بالدنيا عن الآخرة ، وقل الورع ، وكثر الطمع والهرج والمرج ، وأصبح المؤمن ذليلا ، والمنافق عزيزا ، مساجدهم معمورة بالاذان ، وقلوبهم خالية من الايمان ، واستخفوا بالقرآن ، وبلغ المؤمن عنهم كل هوان.

فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كلامهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الحنظل ، فهم ذئاب ، وعليهم ثياب ، ما من يوم إلا يقول الله تبارك وتعالى : أفبي تغترون؟ أم علي تجترؤن؟ « أفحسبتم أنما خلقنا كم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ».

فوعزتي وجلالي ، لولا من يعبدني مخلصا ما أمهلت من يعصيني طرفة عين ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة ، ولا أنبت ورقة خضراء فوا عجباه لقوم آلهتهم أموالهم. وطالت آمالهم ، وقصرت آجالهم ، وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ، ولا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل ، ولا يتم العمل إلا بالعقل.

بيان : الوقاحة قلة الحياء ، والرعناء الحمقاء ، والقهوة الخمر.

١٤٩ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني (١).

١٥٠ ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لا ترون الذي تنتظرون ، حتى تكونوا كالمعزى المواة التي لا يبالي الخابس أين يضع يده منها ليس لكم شرف ترقونه ولا سناد تسندون إليه أمركم.

____________________

(١) روضة الكافى ص ٢٠٩.

٢٦٤

وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود مثله.

قال : قلت لعلي بن الحكم ما المواة من المعز ، قال : التي قد استوت لا يفضل بعضها على بعض (١).

١٥١ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن موسى بن عمر الصيقل ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام ليأتين على الناس زمان يظرف فيه الفاجر ، ويقرب فيه الماجن ، ويضعف فيه المنصف قال : فقيل له : متى ذاك يا أميرالمؤمنين؟ فقال : [ إذا اتخذت الامانة مغنما والزكاة مغرما ، والعبادة استطالة ، والصلة منا ، قال : فقيل له : متى ذلك يا أميرالمؤمنين؟ فقال ] إذا تسلطن النساء وسلطن الاماء ، وامر الصبيان (٢).

بيان : المجون أن لايبالي الانسان بما صنع.

١٥٢ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن بزيع عن عمه حمزة ، عن علي بن سويد ، والحسن بن محمد ، عن محمد بن أحمد بن النهدي عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور ، عن علي بن سويد أنه كتب إلى

____________________

(١) راجع روضة الكافى ص ٢٦٣ والمعزى ـ ويمد ـ وقيل المد غير معروف ولم يثبت ـ : المعز ، وقال الفراء : المعزى مؤنثة ، وبعضهم ذكرها. والخابس الاسد المفترص فهو اذا رأى معزى مواة لا يبالى بأن عضو من أعضائه ابتدء وقد مرفيما سبق ص ١١٠ تحت الرقم ١٥ وفيه « كالمعز المهولة » فراجع.

وفى كتاب الروضة أحاديث منبثة لم يخرجها المصنف قدس‌سره مع مناسبتها للباب كما في ص ٣١٠ و ٣٣٠ و ٢٦٤ و ٢٦٥ وغير ذلك.

(٢) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع تراه في الروضة ص ٦٩. وقال المصنف في شرحه في المرآت : يظرف في بعض النسخ بالمهملة وكذا في بعض نسخ النهج والطريف ضد التالد وهو الامر المستطرف الذى يعده الناس طريقا حسنا لانهم يرغبون إلى الامور المحدثة والظريف من الظرافة بمعنى الفطنة والكياسة

٢٦٥

أبي الحسن موسى عليه‌السلام في الحبس وسأله عن مسائل فكان فيما أجابه : إذا رأيت المشوه الاعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، وإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء وانظر ما فعل الله عزوجل بالمؤمنين ، فقد فسرت لك جملا جملا وصلى الله على محمد وآله الاخيار (١).

١٥٣ ـ كا : حميد بن زياد ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن ابن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم ، وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبدالله عليه‌السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر إليك ، فما ترى؟ قال : فضرب بالكتب الارض ، ثم قال : اف اف ما أنا لهؤلاء بامام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني (٢).

١٥٤ ـ نص : بالاسناد المتقدم في باب النص على الاثني عشر ، عن جابر الانصاري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : منا مهدي هذه الامة إذا صارت الدنيا هرجا

____________________

(١) راجع روضة الكافى ص ١٢٦ وما نقله المصنف رحمه‌الله هو ذيل الحديث وصدره مفصل من ص ١٢٤ ـ ١٢٦ ولذلك يقول عليه‌السلام : « جملا جملا ».

(٢) تراه في الروضة ص ٣٣١. والمسودة أصحاب أبى مسلم المروزى الخراسانى حيث جعلوا ألبستهم وأعلامهم سودا ، وقد كانوا أولا كتبوا كتبا إلى سادات بنى هاشم للتوافق والتواطؤ فكتبوا إلى أبى عبدالله عليه‌السلام أيضا يدعونه إلى البيعة والخروج فلم يجبه عليه‌السلام حتى يئسوا منه فتوافقوا مع بنى العباس قال الكلينى في الروضة ص ٢٧٤ :

محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبى هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبى عبدالله عليه‌السلام فأتاه كتاب أبى مسلم فقال : ليس لكتابك جواب اخرج عنا ، فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال : أى شى تسارون يا فضل؟ ان الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولا زالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله.

ثم قال : ان فلان بن فلان بلغ السابع من ولد فلان ، قلت : فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟ قال : لا تبرح الارض يا فضل حتى يخرج السفيانى ، فاذا خرج السفيانى فأجيبوا الينا ـ يقولها ثلاثا ـ وهو من المحتوم.

٢٦٦

ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا ، التاسع من صلب الحسين يفتح حصون الظلالة ، وقلوبا غفلا يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملا الارض عدلا كما ملئت جورا (١).

١٥٥ ـ نص : بالاسناد المتقدم في الباب المذكور ، عن علقمة بن قيس ، قال : خطبنا أميرالمؤمنين على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظاعن عن قريب ، ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الاموية والمملكة الكسروية ، وإماتة ما أحياه الله ، وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم ، وعضوا على مثل جمر الغضا ، واذكروا الله كثيرا فذكره أكبرلو كنتم تعلمون.

ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء ، بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ، مزخرفة بالذهب والفضة ، واللازورد والمرمر والرخام ، وأبواب العاج ، والخيم ، والقباب ، والستارات.

وقد عليت بالساج ، والعرعر والصنوبر والشب ، وشيدت بالقصور ، وتوالت عليها ملك بني شيصبان (٢) أربعة وعشرون ملكا ، فيهم السفاح ، والمقلاص ، والجموح

____________________

(١) راجع ج ٣٦ ص ٣٠٨ وفيه « قلوبا غفلاء » ونقل عن المصدر : « وقلاعها » بدل ذلك ، وكلاهما مصحف والصحيح ما في الصلب والغفل ـ بالضم ـ من لا يرجى خيره ولا يخشى شره ومالا علامة فيه من القداح والطرق وغيرها ، ويحتمل أن يكون مقلوب « غلف » كما في التنزيل : « وقالوا قلوبنا غلف » البقرة ٨٨ ، وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها « النساء ١٤٥. (٢) قال المصنف هناك : الشيطان اسم الشيطان ، وانما عبر عنهم بذلك لانهم كانوا شرك شيطان ، والمشهور أن عدد خلفاء بنى العباس كان سبعة وثلاثين ، ولعله عليه السلا م انما عد منهم من استقر ملكه وامتد ، لا من تزلزل سلطانه وذهب ملكه سريعا كالامين والمنتصر والمستعين والمعتز وأمثالهم. الخ.

٢٦٧

والخدوع ، والمظفر ، والمؤنث ، والنظار ، والكبش ، والمهتور ، والعثار ، والمصطلم والمستصعب ، والعلام ، والرهباني ، والخليع ، والسيار ، والمترف ، والكديد والاكتب ، والمسرف ، والاكلب ، والوسيم ، والصيلام ، والعينوق.

وتعمل القبة الغبراء ، ذات الفلاة الحمراء ، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الاقاليم ، كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية.

ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ، ويقارب من الحادي ويقع فيه هرج ومرج وشغب ، وتلك علامات الخصب.

ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فاذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر القمر الازهر ، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد (١).

١٥٦ ـ يب : باسناده عن سالم أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سأله رجل وأنا أسمع فقال : إني اصلي الفجرثم أذكرالله بكلما اريد أن أذكره مما يجب علي فاريد أن أضع جنبي فأنام قبل طلوع الشمس ، فأكره ذلك ، قال : ولم؟ قال : أكره أن تطلع الشمس من غير مطلعها ، قال : ليس بذلك خفاء ، انظر من حيث يطلع الفجر ، فمن ثم تطلع الشمس ، ليس عليك من حرج أن تنام إذا كنت قد ذكرت الله (٢).

أقول : قد مضى بعض الاخبار المناسبة للباب في كتاب المعاد.

١٥٧ ـ كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذا الامر متى يكون؟ قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه فلا تنكرونه.

____________________

(١) تراه في ج ٣٦ ص ٣٥٤ وبين ما طبع هناك والاصل المطبوع هنا اختلافات لا يعرف الصحيح من المصحف. فراجع.

(٢) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٢٢٧ والاستبصار ج ١ ص ١٧٧.

٢٦٨

ومنه ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن محمد بن علي بن خلف عن موسى بن إبراهيم ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ظهور البواسير وموت الفجاءة والجذام من اقتراب الساعة.

١٥٨ ـ قل : وجدت في كتاب الملاحم للبطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه ، قال : يا أبا محمد ليس يرى امة محمد فرجا أبدا مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم ، فإذا انقرض ملكهم ، أتاح الله لامة محمد برجل منا أهل البيت ، يشير بالتقى ، ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا.

والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه ، ثم يأتينا الغليظ القصرة ، ذوالخال والشامتين القائد العادل ، الحافظ لما استودع ، يملاها عدلا وقسطا كما ملاها الفجار جورا وظلما.

١٥٩ ـ أقول : وروى في كتاب سرور أهل الايمان عن السيد علي بن عبدالحميد باسناده ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك ذلك ، اختلاف بين العباد ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف في قرية من قرى الشام بالجابية ، ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه : راية الاصهب. وراية الابقع ، وراية السفياني. ١٦٠ ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد الايادي رفعه إلى بريد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يا بريد اتق جمع الاصهب قلت : وما الاصهب؟ قال : الابقع قلت : وما الابقع؟ قال : الابرص ، واتق السفياني واتق الشريدين من ولد فلان يأتيان مكة؟ يقسمان بها الاموال ، يتشبهان بالقائم عليه‌السلام. واتق الشذاذ من آل محمد.

قلت : ويريد بالشذاذ الزيدية ، لضعف مقالتهم وأما كونهم من آل محمد لانهم



٢٦٩

من بني فاطمة.

١٦١ ـ وبإسناده عن أحمد بن عمير بن مسلم ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود عن محمد بن بشر الهمداني قال : قلنا لمحمد بن الحنفية : جعلنا الله فداك بلغنا أن لآن فلان راية ، ولآل جعفر راية ، فهل عند كم في ذلك شئ؟ قال : أما راية بني جعفر فليست بشئ وأما راية بني فلان [ فان ] لهم ملكا يقربون فيه البعيد ، ويبعدون فيه القريب ، عسر ليس فيهم يسر ، تصيبهم فيه فزعات ورعدات كل ذلك ينجلي عنهم كما ينجلي السحاب حتى إذا أمنوا واطمأنوا وظنوا أن ملكهم لا يزول فيصيح فيهم صيحة فلم يبق لهم راع يجمعهم ، ولا داع يسمعهم ، وذلك قوله تعالى : « حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنا ها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون » (١).

قلت : جعلت فداك هل لذلك وقت؟ قال : لا لان علم الله غلب وقت الموقتين إن الله تعالى وعد موسى ثلاثين ليلة فأتمها بعشر ، ولم يعلمها موسى ولم تعلمها بنو إسرائيل ، فلما جاز الوقت قالوا : غرنا موسى ، فعبدوا العجل ، ولكن إذا كثرت الحاجة ، والفاقه في الناس ، وأنكر بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا أمرالله صباحا ومساء.

قلت : جعلت فداك أما الفاقة فقد عرفتها فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟ قال : يلقى الرجل صاحبه في الحاجة بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ، ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه فيه ، والخبر طويل وقد روي عن أئمتنا عليهم‌السلام مثل ذلك (٢).

وبإسناده ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكربن محمد الازدي ، عن سدير قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : ياسدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن

____________________

(١) يونس : ٢٤ وقد مرالحديث عن غيبة الشيخ ص ١٠٤ من هذا المجلد وهكذا

(٢) روى ذلك عن أبي جعفر عليه‌السلام كما في ص ١٨٥ تحت الرقم ٩. الاحاديث المروية بعدها مما قد تليت عليك قبل ذلك. فراجع.

٢٧٠

ما سكن الليل والنهار فاذا بلغ أن السفياني قد خرج فارحل (١) إلينا ولو على رجلك قلت : جعلت فداك هل قبل ذلك شئ؟ قال : نعم ، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام وقال : ثلاث رايات : راية حسنية ، وراية اموية ، وراية قيسية ، فبيناهم [ على ذلك ] إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط (٢).

١٦٢ ـ وبإسناده إلى ابن محبوب رفعه إلى جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ياجابر لا يظهر القائم حتى يشمل أهل البلاد فتنة يطلبون منها المخرج ، فلا يجدونه ، فيكون ذلك بين الحيرة والكوفة ، قتلاهم فيها على السرى وينادي مناد من السماء.

١٦٣ ـ وباسناده إلى أبي عبدالله عليه‌السلام في خبر طويل أنه قال : لا يكون ذلك حتى يخرج خارج من آل أبي سفيان يملك تسعة أشهر كحمل المرأة ، ولا يكون حتى يخرج من ولد الشيخ ، فيسير حتى يقتل ببطن النجف ، فوالله كأني أنظر إلى رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلى حائط من حيطان النجف ، يوم الاثنين ، ويستشهد يوم الاربعاء.

١٦٤ ـ وبإسناده ، عن ابن محبوب ، عن ابن عاصم الحافظ ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول : إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فان القتل بها والفتنة ، قلت : إلى أي البلاد؟ فقال : إلى مكة ، فانها خير بلاد يهرب الناس إليها ، قلت : فالكوفة؟ قال : الكوفة ما ذا يلقون؟ يقتل الرجال إلا شامي ولكن الويل لمن كان في أطرافها ، ماذا يمر عليهم من أذى بهم ، وتسبى بها رجال ونساء وأحسنهم حالا من يعبر الفرات ، ومن لايكون شاهدا بها ، قال : فما ترى في سكان سوادها؟ فقال بيده يعني لا.

ثم قال : الخروج منها خير من المقام فيها ، قلت : كم يكون ذلك؟ قال : ساعة واحدة من نهار ، قلت : ما حال من يؤخذ منهم؟ قال : ليس عليهم بأس أما إنهم سينقذهم أقوام ما لهم عند أهل الكوفة يومئذ قدر ، أما لا يجوزون بهم الكوفة.

____________________

(١) في الاصل المطبوع : فادخل ، وهو تصحيف.

(٢) رواه الكلينى في الروضة ص ٢٦٤ إلى قوله « ولوعلى رجلك ».

٢٧١

١٦٥ ـ وباسناده عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن رجب ، قال : ذلك شهر كانت الجاهلية تعظمه ، وكانوا يسمونه الشهر الاصم قلت : شعبان قال : تشعبت فيه الامور قلت : رمضان قال : شهرالله تعالى وفيه ينادى باسم صاحبكم واسم أبيه ، قلت : فشوال قال : فيه يشول امر القوم قلت : فذوالقعدة؟ قال : يقعدون فيه ، قلت : فذوالحجة؟ قال : ذلك شهر الدم قلت : فالمحرم؟ قال : يحرم فيه الحلال ويحل فيه الحرام قلت : صفر وربيع؟ قال : فيها خزي فظيع ، وأمر عظيم ، قلت : جمادى؟ قال فيها الفتح من أولها إلى آخرها.

١٦٦ ـ وبإسناده عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن عميرة ، عن الحضرمي قال : قلت : لابي عبدالله عليه‌السلام كيف نصنع إذا خرج السفياني قال : تغيب الرجال وجوهها منه ، وليس على العيال بأس ، فإذا ظهر على الاكوار الخمس يعنى كور الشام فانفروا إلى صاحبكم.

١٦٧ ـ وبإسناده عن إسحاق يرفعه إلى الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول للناس : سلوني قبل أن تفقدوني لاني بطرق السماء أعلم من العلماء ، وبطرق الارض أعلم من العالم ، أنا يعسوب الدين ، أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين ، وديان الناس يوم الدين ، أنا قاسم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض والميزان ، وصاحب الاعراف فليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته ، وذلك قوله عزوجل « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » (١).

ألا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني [ فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن ] (٢) تشغر برجلها فتية شرقية وتطأ في خطامها بعد موتها وحياتها وتشب نار بالحطب الجزل من غربي الارض ، رافعة ذيلها ، تدعو يا ويلها لوحله ومثلها ، فإذا استدار الفلك ، قلتم مات أو هلك ، بأي واد سلك ، فيومئذ تأويل

____________________

(١) الرعد : ٧. (٢) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع ، راجع ج ٥١ ص ٥٧ ما نقله المصنف عن تفسير العياشى.

٢٧٢

هذه الآية « ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا » (١).

ولذلك آيات وعلامات ، أو لهن إحصارالكوفة بالرصد والخندق ، وتخريق الروايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وكشف الهيكل ، وخفق رايات حول المسجد الاكبر تهتز ، القاتل والمقتول في النار ، وقتل سريع ، وموت ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهرالكوفة في سبعين ، والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الاسقع صبرا في بيعة الاصنام.

وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب واثني عشر ألف عنان من خيل السفياني يتوجه إلى مكة والمدينة أميرها رجل من بني امية يقال له : خزيمة ، أطمس العين الشمال ، على عينه ظفره غليظة (٢) يتمثل بالرجال لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها : دار أبي الحسن الاموي ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد وقد اجتمع إليه ناس من الشيعة يعود إلى مكة ، أميرها رجل من غطفان إذا توسط القاع الابيض خسف بهم فلا ينجو إلا رجل يحول الله وجهه إلى قفاه لينذرهم ، ويكون آية لمن خلفهم ، ويومئذ تأويل هذه الآية « ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب » (٣).

ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة ، وينزلون الروحاء والفارق ، فيسير منهاستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه‌السلام بالنخيلة ، فيهجمون إليهم يوم الزينة وأميرالناس جبار عنيد ، يقال له : الكاهن الساحر ، فيحرج من مدينة

____________________

(١) أسرى : ٥.

(٢) الطمس : ذهاب ضوء العين ، والظفرة : جليدة : تغشى العين نابتة من الجانب الذى يلى الانف على بياض العين إلى سوادها حتى تمنع الابصار ، وهى كالظفر صلابة وبياضا وقد روى شبه ذلك مسلم في حديث الدجال « انه ممسوح العين ، عليها ظفرة غليظة » راجع مشكاة المصابيح ص ٤٧٣.

(٣) السبأ : ٥١.

٢٧٣

الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفا حتى تحمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الاجساد ، ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر ، لا يكشف عنها كف ولا قناع ، حتى يوضعن في المحامل ، ويذهب بهن إلى الثوية وهي الغري.

ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق ، حتى يقدموا دمشق لا يصد هم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد ، وتقبل رايات من شرقي الارض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق ، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسيرالرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم.

فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان شعث غبر جرد أصلاب نواطي وأقداح إذا نظرت أحدهم برجله باطنه (١) فيقول : لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا اللهم فانا التائبون ، وهم الابدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز « إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين » (٢) ونظراؤهم من آل محمد.

ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للامام ، فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ، ويدق صليبه ، فيخرج بالموالي وضعفاء الناس ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعا في الارض كلها بالفاروق فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية « فمازالت تلك دعواهم حتى جعلنا هم حصيدا خامدين » (٣) بالسيف.

وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر : يا أهل الهدى اجتمعوا! وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق : يا أهل الباطل اجتمعوا!

____________________

(١) فيه تصحيف ولم يتيسر لنا أصل نصححه عليه.

(٢) البقرة : ٢٢٢.

(٣) الانبياء : ١٥.

٢٧٤

ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس وتصفرفتصير سوداء مظلمة ، ويوم الثالث يفرق الله بين الحق والباطل ، وتخرج دابة الارض ، وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم ، مع كلبهم ، منهم رجل يقال له : مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلمان للقائم عليه‌السلام.

١٦٨ ـ د : قال سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه : أتيت أميرالمؤمنين عليه‌السلام خاليا (١) فقلت : يا أمير المؤمنين متى القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء وقال : لا يظهر القائم حتى يكون امور الصبيان ، ويضيع حقوق الرحمان ، ويتغنى بالقرآن فإذا قتلت ملوك بني العباس اولي العمى والالتباس ، أصحاب الرمي عن الاقواس بوجوه كالتراس ، وخربت البصرة ، هناك يقوم القائم من ولد الحسين عليه‌السلام.

١٦٩ ـ د : قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل خراب حائط مسجد الكوفة ، وقتل أهل مصرأميرهم ، وزوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدا ملكهم ، وموت عبدالله آخر ملوك بني العباس ، وخراب الشامات ، ومد الجسر ممايلي الكرخ ببغداد ، كل ذلك في مدة يسيرة ، وانشقاق الفرات وسيصل الماء إنشاءالله إلى أزقة الكوفة.

١٧٠ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام وذكر السفياني فقال : أما الرجال فتواري وجوهها عنه ، وأما النساء فليس عليهن بأس.

وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما خرج طالب الحق.

قيل لابي عبدالله عليه‌السلام ترجو أن يكون هذا اليماني فقال : لا ، اليماني يتوالى عليا وهذا؟؟ منه.

وبهذا الاسناد عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اليماني والسفياني

____________________

(١) يقال خلا بفلان واليه ومعه : سأله أن يجتمع به في خلوة ، ففعل. فالمراد أنى أتيته ونحن في خلوة.

٢٧٥

كفرسي رهان.

١٧١ ـ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في كتاب المهذب وغيره في غيره بأسانيدهم ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الامر ، ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة.

١٧٢ ـ كتاب المحتضر : للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج للشيخ الصالح أبي محمد الحسن ، باسناده عن الصدوق (١) ، عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن سهل ، عن محمد بن آدم النسائي ، عن أبيه آدم بن أبي أياس ، عن المبارك بن فضالة عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه لما عرج بي ربي جل جلاله ، أتاني النداء : يامحمد! قلت : لبيك رب العظمة لبيك فأوحى إلى : يا محمد! فيم اختصم الملا الاعلى؟ قلت : إلهي لا علم لي ، فقال لي : يامحمد! هل اتخذت من الآدميين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك؟ فقلت : إلهي ومن أتخذ؟ تخير أنت لي يا إلهي.

فأوحى إلي : يا محمد! قد اخترت لك من الادميين علي بن أبي طالب فقلت : إلهي ابن عمي؟ فأوحى إلي : يا محمد! إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك ، وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة ، وصاحب حوضك ، يسقي من ورد عليه من مؤمني امتك.

ثم أو حى إلي أني قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولاهل بيتك وذريتك الطيبين ، حقا [ حقا ] أقول يا محمد! لا دخلن الجنة جميع امتك إلا من أبى.

فقلت : إلهي وأحد يأبى دخول الجنة؟ فأوحى إلي : بلى يأبى ، قلت :

____________________

(١) وقدرواه الصدوق في كمال الدين ج ١ ص ٣٦١ ـ ٣٦٤ وفيه : عن محمد بن آدم الشيبانى وقد أخرجه المصنف رحمه‌الله فيما سبق ج ٥١ ص ٦٨ وكتب له بيانا وجعلناه تحت الرقم ١١ فراجع.

٢٧٦

وكيف يأبى؟ فأوحى إلي يامحمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدك ، وألقيت محبته في قلبك ، وجعلته أبا لولدك ، فحقه بعدك على امتك ، كحقك عليهم في حياتك فمن جحد حقه جحد حقك ، ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة.

فخررت لله عزوجل ساجدا شكرا لما أنعم علي ، فاذا مناد ينادي : يا محمد! ارفع رأسك! سلني اعطك ، فقلت : إلهي أجمع امتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ، ليردوا علي جميعا حوضي يوم القيامة.

فأوحى إلي : يا محمد! إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم ، وقضائي ما ض فيهم ، لاهلك به من أشاء ، وأهدي به من أشاء ، وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك ، وخليفتك من بعدك على أهلك وامتك ، عزيمة ، مني : لا يدخل الجنة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته من بعدك ، فمن أبغضه أبغضك ، ومن أبغضك أبغضني ، ومن عاداه فقد عاداه فقد عاداك ، ومن عاداك فقد عاداني ، ومن أحبه فقد أحبك ، ومن أحبك فقد أحبني.

وقد جعلت [ له ] هذه الفضيلة ، وأعطيتك أن اخرج من صلبه أحد عشر مهديا ، كلهم من ذريتك ، من البكر البتول ، آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ابن مريم ، يملا الارض عدلا كما ملئت جورا وظلمنا. انجي به من الهلكة واهدي به من الضلالة ، وابرئ الاعمى ، واشفي به المريض.

قلت : إلهي فمتى يكون ذلك؟ فأوحى إلي عزوجل : يكون ذلك إذا رفع العلم ، وظهر الجهل ، وكثر القراء ، وقل العمل ، وكثر الفتك (١) وقل الفقهاء الهادون ، وكثر فقهاء الضلالة الخونة ، وكثر الشعراء.

واتخذ امتك قبور هم مساجد ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المنكر ، وأمر امتك به ، ونهوا عن المعروف ، واكتفى

____________________

(١) في نسخة كمال الدين ج ١ ص ٣٦٣ وهكذا فيما مر عليك في ج ٥١ ص ٧٠ : « القتل ».

٢٧٧

الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وصارت الامراء كفرة ، وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة ، وذووالرأي منهم فسقه.

وعند [ ذلك ] ثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخراب البصرة على يدي رجل من ذريتك يتبعه الزنوج ، وخروج ولد من ولد الحسن بن علي عليهما‌السلام وظهور الجال يخرج بالمشرق من سجستان ، وظهور السفياني.

فقلت : إلهي وما يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى إلي وأخبرني ببلاء بني امية ، وفتنة ولد عمي ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الارض ، وأديت الرسالة ، فلله الحمد على ذلك ، كما حمده النبيون ، وكما حمده كل شئ قبلي ، وما هو خالقه إلى يوم القيامة.

١٧٣ ـ نهج : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل ولا يطرف فيه إلا الفاجر ، ولا يضعف فيه إلا المنصف يعدون الصدقة فيه غرما ، وصلة الرحم منا ، والعبادة استطالة على الناس. فعند ذلك يكون السلطان بمشورة الاماء ، وإمارة الصبيان ، وتدبير الخصيان.

بيان : قوله عليه‌السلام : « إلا الماحل » أي يقرب الملوك وغير هم إليهم السعاة إليهم بالباطل ، والواشين والنمامين مكان أصحاب الفضائل ، وفي بعض النسخ « الماجن » وهو أن لايبالي ما صنع.

« ولا يطرف » بالمهملة أي لا يعد طريفا ، فان الناس يميلون إلى الطريف المستحدث ، وبالمعجمة أي لا يعد ظريفا كيسا ، « ولا يضعف » أي يعدونه ضعيف الرأي والعقل ، أويتسلطون عليه ، وفي النهاية : في حديث أشراط الساعة : « والزكاة مغرما » أي يرى رب المال أن إخراج زكاته غرامة يغرمها.

٢٧٨

٢٦

* ( باب ) *

* ( يوم خروجه وما يدل عليه وما يحدث عنده ) *

( وكيفيته ومدة ملكه صلوات الله عليه )

١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن غير واحد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة الخبر.

٢ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن ابن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن بكيربن أعين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في وصف الحجر والركن الذي وضع فيه قال عليه‌السلام : ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم عليه‌السلام فأول من يبايعه ذلك الطير ، وهو والله جبرئيل عليه‌السلام وإلى ذلك المقام يسند ظهره ، وهوالحجة والدليل على القائم ، وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان تمام الخبر.

٣ ـ ج : حنان بن سدير ، عن أبيه سديربن حكيم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا (١) عن الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال : ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى بن مريم ، فان الله عزوجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الاماء ، يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ذو أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير.

٤ ـ فس : أحمد بن علي وأحمد بن إدريس معا ، عن محمد بن أحمد بن أحمد العلوي عن العمركي ، عن محمد بن جمهور ، عن سليمان بن سماعة ، عن عبدالله بن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : [ حم ] عسق عداد سني القائم و « ق » جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر فخضرة السماء من ذلك الجبل

____________________

(١) واسمه دينار قال الفيروز آبادى : وعقيصى مقصورا لقب أبى سعيد التيمى التابعى.

٢٧٩

وعلم كل شئ في « عسق » (١).

٥ ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي قال : دخلت أنا وأبوبصير ، على أبي عبدالله عليه‌السلام وعلي بن عبدالعزيز معنا فقلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أنت صاحبنا؟ فقال : إني لصاحبكم!؟ ثم أخذ جلدة عضده فمد ها ، فقال : أنا شيخ كبير ، وصاحبكم شاب حدث (٢).

ايضاح : قوله « إني لصاحبكم » استفهام إنكاري ويحتمل أن يكون المعنى إني إمامكم لكن لست بالقائم الذي أردتم.

٦ ـ ج : عن زيد بن وهب الجهني ، عن الحسن بن علي بن أبي بن أبي طالب ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال : يبعث الله رجلا في آخر الزمان ، وكلب من الدهر وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ، ويظهره على الارض ، حتى يدينوا طوعا أو كرها يملا الارض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن ، ولا طالح إلا صلح ، وتصطلح في ملكه السباع ، وتخرج الارض نبتها ، وتنزل السماء بركتها ، وتظهرله الكنوز يملك ما بين الخافقين ، أربعين عاما ، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه.

بيان : الاخبار المختلفة الواردة في أيام ملكه عليه‌السلام بعضها محمول على جميع مدة ملكه وبعضها على زمان استقرار دولته ، وبعضها على حساب ما عند نا من السنين والشهور ، وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة والله يعلم.

٧ ـ ك : محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن الحسين بن إبراهيم بن عبدالله بن منصور ، عن محمد بن هارون الهاشمي ، عن أحمد بن عيسى ، عن أحمد بن سليمان الدهاوي ، عن معاوية بن هشام ، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ، عن أبيه محمد عن أبيه أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهدي منا

____________________

(١) أخرجه في البرهان ج ٤ ص ١١٥ مع أحاديث أخر ، وما في الاصل المطبوع : « وعلم على كله في عسق » تصحيف.

(٢) راجع المصدر ص ٣٠.

٢٨٠