فنقول : إن النفس النباتية.
إما أن يعنى به النفس النوعية التى تخص النبات دون الحيوان ، أو يعنى بها المعنى العام الذى يعم النفس النباتية والحيوانية من جهة ما تغذى وتولّد وتنمى ، فإن هذا قد يسمى نفسا نباتية ، وهذا مجاز من القول ، فإن النفس النباتية لا تكون إلا فى النبات ، ولكن المعنى الذى يعم نفس النبات والحيوان يكون فى الحيوانات كما يكون فى النبات ووجوده ، كما يوجد المعنى العام فى الأشياء.
وإما أن يعنى بها القوة من قوى النفس الحيوانية التى تصدر عنها أفعال التغذية والتربية والتوليد.
فإن عنى بها النفس النباتية التى هى بالقياس إلى النفس الفاعلة للغذاء نوعية ، فذلك يكون فى النبات لا غير ، ليس فى الحيوان.
وإن عنى بها المعنى العام فيجب أن ينسب إليها معنى عام لا معنى خاص ، فإن الصانع العام هو الذى ينسب إليه المصنوع العام ، والصانع النوعى كالنجار هو الذى ينسب إليه المصنوع النوعى ، والصانع المعين هو الذى ينسب إليه المصنوع المعين. فهذا شىء قد مرلك تحقيقه. فالذى ينسب إلى النفس النباتية العامة من أمر الجسم أنه نام عام ، وأما أنه نام بحيث أنه يصلح لقبول الحس أو لا يصلح فليس ينسب ذلك إلى النفس النباتية من حيث هى عامة ، ولا هذا المعنى يتبعه.
وأما القسم الثالث (١) فيستحيل أن يكون على ما يظن من أن القوة النباتية
__________________
(١) وفى تعليقة نسخة : وهو الذى قال « واما ان يعنى به القوة من قوى النفس الحيوانية التى تصدر عنها افعال التغذية والتربية والتوليد ».