شىء واحد (١). وأليق المفارقات بالنفس النباتية للنفس الحساسة هو القسم الأول ، وذلك لأن النفس النباتية الموجودة فى النخلة لا تشارك القوة النامية الموجودة فى الإنسان ألبتة فى النوع (٢) ، فإن تلك القوة (٣) ليست بحيث تصلح لأن تقارن النفس الحيوانية ألبتة ، ولا القوة النامية التى فى الحيوان تصلح لأن تقارن النفس النخليّة ، ولكن يجمعهما معنى واحد (٤) وهو أن كل واحدة منهما تغذّى وتنمى وتولّد وإن كانت تنفصل عنه بعد ذلك بفصل مقوّم منوع ، لا بعرض فقط. والمعنى الموجود فيهما جميعا هو جنس القوة النباتية التى للإنسان ، ويفارق على جهة ما يفارق المعنى الجنسى.
ونحن لا نمنع أن يوجد جنس هذه القوى لأشياء أخرى ، وليس فى ذلك أنه يجب أن لا تجتمع هذه القوى فى الإنسان لنفس واحدة ، بل ليس يجب من ذلك أن لا تكون الطبيعة النامية الموجودة فى الحيوان مقولة على النفس الحيوانية التى له حتى تكون نفسه الحيوانية هى تلك القوة ، كما أن الإنسان ليس شيئا غير حصته فى جنس الحيوانية. وهذا شىء قد تحقق لك فى المنطق ، فهذا ليس يوجب أن تكون النفس النباتية التى فى الإنسان غير النفس الحيوانية ، فضلا عن أن تكونا قوتى نفس واحدة ، فليس إذن النباتية التى فى الإنسان توجد ألبتة مفارقة بنوعها للإنسان (٥).
__________________
(١) أى معنى واحد جنسى. وفى نسخة مصحّحة : « لا يجمعهما شىء واليق ... »
(٢) بل فى الجنس.
(٣) أى التى فى النخلة.
(٤) أى جنسى.
(٥) بل تكون مفارقة بجنسها.