صورة بعد صورة ولكن هو واحد تفيض عنه الصور فى قابل الصور فذلك علم فاعل للشىء الذى نسميه علما فكريا ومبدأ له ، وذلك هو للقوة (١) العقلية المطلقة من النفوس (٢) المشاكلة للعقول الفعالة.
وأما التفصيل فهو للنفس من حيث هى نفس ، فما لم يكن له ذلك لم يكن له علم نفسانى. وأما أنه كيف يكون للنفس الناطقة مبدأ غير النفس له علم غير علم النفس ، فهو موضع نظر يجب عليك أن تعرفه من نفسك.
واعلم أنه ليس فى العقل المحض منهما تكثر ألبتة ولا ترتيب صورة فصورة ، بل هو مبدأ لكل صورة تفيض عنه على النفس. وعلى هذا ينبغى أن تعتقد الحال فى المفارقات المحضة فى عقلها الأشياء ، فإن عقلها هو العقل
__________________
فثبت ان ما يقولونه بعيد عن التحصيل فلعلهم ارادوا بهذا العقل البسيط ان تكون صور المعلومات تحصل دفعة واحدة وارادوا بهذا العقل التفصيلى ان تكون صور المعلومات تحضر على ترتيب زمانى واحدة بعد واحدة فان ارادوا به ذلك فهو صحيح ولا منازعة فيه معهم ولكنه لا يكون هذا مرتبة متوسطة بين القوة المحضة والفعل المحض ».
وقال صدر المتألهين فى ص ٢٩٣ ج ١ ط ١ ـ ص ٣٧٢ ج ٣ ط ٢ : « اقول اثبات هذا العقل البسيط لا يمكن الا بالقول باتحاد العاقل بالمعقولات على الوجه الذى اقمنا البرهان. والعجب من الشيخ الرئيس حيث اذعن بمثل هذه الامور التى ذكرها فى هذا الموضع مع غاية اصراره فى انكار القول بذلك الاتحاد فاذا لم يكن للعقل البسيط الذى اعتقد وجوده فى هذا النوع الانسانى وفى الجواهر المفارقة بالكلية من الاجساد والمواد فيه المعانى المعقولة فكيف يفيض منه على النفوس ما لا يكون حاصلا له ، وكيف يخرج النفوس من القوة الى الفعل بما لا حصول لها فيه ، وايضا كيف يختزن فيه مع بساطته صور المعقولات التى تذهل عنها النفس ثم تجدها مخزونة لها عند المراجعة الى خزانتها العقلية كما أثبتها الشيخ فى ذلك الفصل بعينه ».
(١) القوة ، نسخة.
(٢) النفس ، نسخة.