السكون (١) ، فإن كانت النفس تحرّك بأن تتحرّك فكان لا محالة تحرّكها علة للتحريك ، فلم يخل تسكينها إما أن يصدر عنها وهى متحركة بحالها فتكون نسبة تحركها بذاتها إلى التسكين والتحريك واحدة. فلم يمكن أن يقال : إنها تحرك بأن تتحرك (٢) ، وقد فرضوا ذلك. أو يصدر عنها وقد سكنت ، فلا تكون متحركة بذاتها.
وأيضا فقد عرفت مما سلف أنه لا متحرك إلا من محرك وأنه ليس شىء متحركا من ذاته فلا تكون النفس شيئا متحركا من ذاته.
وايضا فإن هذه الحركة لا يخلو إما أن تكون مكانية أو كمية أو كيفية أو غير ذلك (٣). فإن كانت مكانية فلا يخلو إما أن تكون طبيعية أو قسرية أو نفسانية ، فإن كانت طبيعية فتكون إلى جهة واحدة لا محالة ، فيكون تحريك النفس إلى جهة واحدة فقط. وإن كانت قسرية فلا تكون متحركة بذاتها ، ولا يكون أيضا تحريكها بذاتها ، بل الأولى أن يكون القاسر هو المبدأ الأول وأن يكون هو النفس. وإن كانت نفسانية فالنفس قبل النفس (٤) وتكون لا محالة بإرادة فتكون إما
__________________
(١) قوله : انهم نسوا السكون ، هكذا فى جميع النسخ المخطوطة عندنا وبعضها مصحّحة بالعرض والمقابلة والقرائة غاية الاتقان. ونسوا من : « ن ـ س ـ ى » ناقص يائى. إلا أن صدر المتألهين نقل عبارة الشيخ فى الاسفار ( ج ٤ ص ٦٢ ط ١ ـ ص ٢٥٥ ج ٨ ط ٢ ) هكذا : « انهم نسبوا السكون الى النفس » بالباء وزيادة « الى النفس » ، ونسخ الاسفار التى عندنا متفقة ايضا فى ذلك. والظاهر بل المتيقن انّ عبارة الاسفار محرّفة فتدبر.
(٢) وفى تعليقة نسخة : فكونها علة للحركة لا يكون علة لكونها متحركة ، ويصلح ان يقال ان النفس تسكن فيجب ان تكون ساكنة.
(٣) اى وضعية.
(٤) لانّ المحرك قبل المتحرك.