وأما فى الكلى فهناك أمر يقرنه به العقل وهو حد التيامن أو حد التياسر ، فإذا قرن بمربع حد التيامن صار بعد ذلك متيامنا ، والحد إنما يكون لأمر معقول كلى وفى مثله يصح لأنه أمر فرضى يتبع الفرض فى التصور. وأما هذا الجزئى الذى ليس يكون بالفرض ، بل إنما تتصور فى الخيال صورة عن محسوس من غير اختلاف فتثبت منظورا إليها متخيلة بعينها ، فليس يمكن أن يوجد له هذا الحد (١) دون صاحبها إلا لأمر به يستحق زيادة هذا الحد دون صاحبها ، ولا الخيال يفرضها كذلك بشرط يقرنه بها ، بل يتخيلها كذلك دفعة على أنها فى نفسها كذلك لا بفرضه فيتخيل هذا المربع يمينا وذلك يسارا ، لا بسبب شرط يقرن بذلك وبهذا ، وبعد لحوقه يفرض ذلك يمينا وهذا يسارا. وأما فى صقع العقل فإن حد التيامن وحد التياسر يلحق المربع ـ وهو مربع لم يعرض له شىء آخر ـ لحوق الكلى بالكلى ، فإنه يجوز أن يثبت فى العقل كلى من غير إلحاق شىء به ، ويكون معدّا لأن يلحق به ما يلحق.
وأما الخيال فما لم يتشخص المعنى فيه بما يتشخص به لم يتمثل للخيال ، فلذلك يجوز أن يكون فى سلطان العقل أن يقرن معنى بمعنى على سبيل الفرض (٢).
وأما الخيال فما لم يقع للتمثل (٣) فيه وضع محدود جزئى لم يرتسم فى الخيال ، ولا كان شيئا يجرى عليه فرض. فقد بطل أن يكون هذا التمييز
__________________
(١) فليس يمكن ان يقال انها يوجد لها هذا الحد دون صاحبتها ، نسخة.
(٢) فى تعليقة نسخة : حتى يتمكن من تغيير ذلك الفرض.
(٣) فى المباحث : واما التخيل فالامتياز غير حاصل بالفرض لان المرجع المعين الذى على الأيمن لا يمكن ان يفرض فيه عارض حتى يصير هو بعينه فى الخيال مربعا ايسر.