فنقول : إن مربع (١) « ا ه ر و» وقع غيرا بالعدد لمربع « ب ـ ح ـ ط ـ ى » ووقع فى الخيال منه بجانب اليمين متميزا عنه بالوضع المتخيل المشار إليه فى الخيال فلا يخلو إما أن يكون لصورة المربعية لذاتها أو لعارض خاص له فى المربعية غير صورة المربعية ، أو يكون للمادة التى هى منطبعة فيها (٢).
ولا يجوز أن تكون مغايرته له من جهة صورة المربعية ، وذلك انّا فرضناهما متشاكلين متشابهين متساويين. ولا يجوز أن يكون ذلك لعارض يخصه.
أما أولا فإنا لا نحتاج الى تخيله يمينا إلى إيقاع عارض فيه ليس فى ذلك غير جهات المادة.
وأما ثانيا فإن ذلك العارض إما أن يكون شيئا فيه نفسه (٣) لذاته أو
__________________
(١)
(٢) قال الرازى فى المباحث المشرقية ( ج ٢ ص ٣٥٦ ) « انّا اذا تخيلنا مربعا مجنّحا بمربّعين فلابدّ ان نتخيل هذا المربع على هذا الوجه المفروض فى هواء وفى جهة مخصوصة وذلك الهواء وتلك الجهة موجودتان فاذا انطبعت فى النفس صورتا المربعين فكان لاحد المربعين نسبة الى جهة مخصوصة او الى جانب مخصوص ولم تكن الصورة الاخرى مفروضة الحصول فى ذلك الجانب وتلك الجهة فحينئذ يتميز بهذا السبب احد المربعين عن الاخر واذا احتمل ذلك سقط الاستدلال ».
(٣) فيه بعينه ، نسخة.