العزيز ، فليس « سنّة » في قبال « واجب » كما توهم.
ومنها : ما ورد من السؤال عن أن أمير المؤمنين عليهالسلام هل اغتسل حين غسل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند موته؟ فأجابه الصادق عليهالسلام : النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم طاهر مطهّر ، ولكن فعل أمير المؤمنين عليهالسلام وجرت به السنّة (١). لدلالتها على أن غسل مسّ الميِّت لم يكن واجباً قبل فعل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإنّما فعله وجرت به السنّة فهو أمر مستحب.
وفيه أوّلاً : أنّ الرواية ضعيفة السند ، لأنّ الشيخ رواها في التهذيب في موضعين :
أحدهما : باب الأغسال الواجبة والمندوبة (٢) ، عن محمّد بن الحسن الصفار عن محمّد بن عيسى عن القاسم بن الصيقل (٣) ، من الأغسال المفترضات والمندوبات.
وثانيهما : في آخر باب الزيادات من تلقين المحتضرين ، عن الصفار عن محمّد بن عيسى العبيدي عن الحسين بن عبيد (٤).
وهما ضعيفتان ، الاولى بالقاسم بن الصيقل ، والثانية بالحسين بن عبيد كما في نسخة التهذيب ، وأمّا الحسن بن عبيد كما في الوسائل فلم يذكر في الرجال أصلاً.
وأمّا ما في الوسائل من نقل الرواية عن الشيخ بطريقين ، أحدهما بطريق الصفار عن محمّد بن عيسى المتقدِّم ، وثانيهما عن المفيد عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن الصفار عن محمّد بن عيسى ... فلم نقف على طريقه الثاني في التهذيب.
وثانياً : أنّ الرواية غير تامّة من حيث الدلالة ، إذ لم تدلّ على أن كونه سنّة معلول لفعل أمير المؤمنين عليهالسلام ، بل جري السنّة وفعله عليهالسلام في عرض واحد ، بمعنى أنّه أتى به وجرى به السنّة ، حيث لم يقل فعله فجرى به السنّة بل قال : « فعل وجرت به السنّة ».
__________________
(١) الوسائل ٣ : ٢٩١ / أبواب غسل المسّ ب ١ ح ٧.
(٢) التهذيب ١ : ١٠٧ / ٢٨١.
(٣) في الاستبصار [ ١ : ٩٩ / ٣٢٣ ] وفي بعض نسخ التهذيب القاسم الصيقل.
(٤) التهذيب ١ : ٤٦٩ / ١٥٤١.