والنبي هو من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أُمِر بدعوة الناس إلى شريعة من قبله ، وهو ما ذهب إليه الزمخشري المعتزلي (١). ووافقه عليه محمد بن أبي بكر الرازي (٢).
ج ـ وقالت الإمامية بالفرق بين الرسول والنبي على أساس آخر غير ما ذُكر وأصله الاعتماد على الطريقة التي يُتلقى بها وحي الله عزّوجلّ ، وهذا القول مأخوذ عن أهل البيت عليهمالسلام بروايات كثيرة ، نذكر بعضها اختصاراً.
عن زرارة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام في حديث جاء فيه : « .. الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلاً فيكلمه ، فيراه كما يرى الرجل صاحبه ، وأما النبي فهو الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليهالسلام ونحو ما كان يرى محمد صلىاللهعليهوآله ، ومنهم من يجتمع له الرسالة والنبوة ، وكان محمد صلىاللهعليهوآله ممن جمعت له الرسالة والنبوة » (٣).
وعن بريد العجلي ، عن الإمام الباقر عليهالسلام : « الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين وتبلغه الأمر والنهي عن الله تعالى ، والنبي الذي يوحى إليه في منامه ليلاً أو نهاراً ، فما رأى فهو كما رأى.. » (٤).
وهناك روايات أخرى كلها بهذا المعنى كروايتي زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام (٥) ورواية الحسن بن العباس بن معروف عن الإمـام
________________
(١) الكشاف / الزمخشري ٣ : ١٨.
(٢) مسائل الرازي / محمد بن أبي بكر الرازي : ٣٢٤.
(٣) الاختصاص / الشيخ المفيد : ٣٢٩.
(٤) بصائر الدرجات : ٣٨٨ / ١ باب (١) ، والخرائج والجرائح / القطب الراوندي ٢ : ٨٣٢.
(٥) بصائر الدرجات : ٣٨٨ / ٢ و ٣ باب (١) ، وأصول الكافي ١ : ١٧٦ / ١ باب الفرق بين النبي والرسول والمحدث من كتاب الحجّة.