لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ ... ) (١) وقوله تعالى : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) (٢) يستفاد أن القرآن الكريم أوحي جميعه بهذه الصورة المُعبّر عنها بإرسال الرسول الملكي جبريل عليهالسلام إليه ونزوله عليه بالوحي ، مما يؤكد أن هذا الوحي تمثلت فيه خصوصية الإيحاء من طريق التكليم والخطاب الشفوي من قِبَل الملَك إلى النبي صلىاللهعليهوآله ناقلاً إليه كلام الله تعالى ، فدور الملك في هذه الصورة من الوحي متمثل في أنه يحمل التكليم الإلٰهي ويَبلَغه إلى النبي ، فيسمع النبي كلام الملك وحياً ، وهو يحكي كلام الله تعالى (٣).
وكما سبقت الإشارة ـ في موضوع الوحي إلى الأنبياء بإرسال الرسول الملكي ـ فإنّ هذا النوع من الوحي الذي أُوحي القرآن من خلاله سمي بالوحي الجلي لما تتوافر فيه من عناصر رؤية الملك وسماعه ودرجة اليقين المصاحبة وغيرها من الأمور التي ستتضح من خلال البحث في هذه الصورة.
كما سبقت الإشارة أيضاً إلى أن القرآن الكريم يعبر عن ملك الوحي بعدة صيغ تتمثّل في : جبريل عليهالسلام والروح القدس والروح الأمين والرسول الكريم ... .
ويتّخذ الوحي عن طريق المَلَك إلى الرسول صلىاللهعليهوآله عدّة أشكال تبعاً للصورة التي يأتيه بها ويُلَقِّنهُ الوحي الإلٰهي ، ويمكن إجمال هذه الأشكال في الآتي :
________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٩٧.
(٢) سورة التكوير : ٨١ / ١٩ ـ ٢٠.
(٣) القرآن في الإسلام / الطباطبائي : ١٠٩.