وهكذا كانت تلك الرؤيا صادقة كفلق الصبح
، حيث كشفت له صلىاللهعليهوآله
عن مصير هذه الأُمّة بعده ، وإن من سمّاهم النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله بنفسه طلقاءَ ، وميّزهم بسهم المؤلّفة قلوبهم ، لكي لا تضعهم الأُمّة إلّا بالموضع الذي وضعهم فيه النبيّ صلىاللهعليهوآله
ولا تمنحهم اسماً آخر غير ( الطلقاء ) .. سيصبحوا وشيكاً على طبق تلك الرؤيا ( أُمراء المؤمنين ) !! ليردّوا الناس على أعقابهم القهقرىٰ. وفي هذه الرؤيا والتي سبقتها دلالة
أُخرىٰ على أنّ الرؤيا النبوية جزء من الوحي ، خصوصاً وانّهما كانتا من جملة نصوص الوحي المنزل عليه صلىاللهعليهوآله. ويذهب بعض المفسّرين إلى أنّ الأحاديث
الواردة بالقطع على صحّة رؤيا الأنبياء عليهمالسلام
لا تكفي وحدها للقطع بأنها من الوحي. فالشريف المرتضى والشيخ الطوسي يشترطان لذلك أن تكون الرؤيا مسبوقة بوحي في اليقظة بالأمر باتباع ما سيرد في الرؤيا ، واستدلا على ذلك في الحديث عن رؤيا إبراهيم عليهالسلام
أنّه سيذبح ولده بأنّه لو لم يأمره الله تعالى في اليقظة بواسطة الملك مثلاً لما جاز لإبراهيم عليهالسلام
أن يعمل بما كان في الرؤيا التي رآها (١). يُستفاد من مجموعة الآيات الكريمة التي
تتطرق إلى نزول القرآن الكريم كقوله تعالى : ( نَزَلَ بِهِ
الرُّوحُ الْأَمِينُ ... )
(٢) ، وقوله تعالى : (
... مَن كَانَ عَدُوًّا ________________الصورة الثانية ـ الوحي بواسطة المَلَك :
٤١١ ـ ٤١٢ ، وتفسير العياشي ٣ : ٥٧ ـ ٥٨ / ٢٥٣٧ و ٢٥٣٩ و ٢٥٤٣ ، ومجمع البيان ٦ : ٥٤٨.
(١) انظر : أمالي المرتضى ٢ : ٣٩٤ ، والتبيان ٨ : ٥١٦.
(٢) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٩٣.