ويتطابق رأي كل من الشيخ الطوسي (١)
والزمخشري (٢)
مع ما ذهب إليه الشريف الرضي في ذلك. من نظائر الحالات التي عبر عنها بالوحي
والقول إلى السماء والأرض ترد حالات تقترب منها في بعض عناصرها مما يكون من أحوال مخصوصة في ظواهر كونية ومعجزات وخوارق ودلالات في مظاهر الطبيعة ، ومن ذلك ما يرد في مثل قوله تعالى : (
فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) (٣).
فالآية في مقام بيان إحدى ظواهر معجزات موسى عليهالسلام
حين خروجه ببني إسرائيل من مصر ، ويستفيد بعض المفسرين هنا ـ في إشارة إلى الصلة بين الوحي والمعجزة ـ أن هذا الانفلاق للبحر كان بوحي إلٰهي فعن محمد بن إسحاق وآخرين : أوحى الله تعالى ـ فيما ذُكِر ـ إلى البحر : إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق (٤). وإذا ما أردنا أن نحصي أمثال هذه
الحالات فإنها كثيرة متناثرة هنا وهناك في نصوص الآيات مما يشتمل على أوجُه مشتركة مع عناصر الوحي المنسوب له تعالى إلى بعض مظاهر الطبيعة كالأوامر الإلهية المعبر عنها بألفاظ ( القول ) و ( الأمر ) و ( التسخير ) وتصريفاتها. ________________الوحي في مظاهر أخرى :
(١) التبيان ٩ : ١١٠.
(٢) الكشاف ٣ : ٤٤٥.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ٦٣.
(٤) انظر : جامع البيان / الطبري ١٩ : ٥٠.