١ ـ فإما أنه تعالى يقلبها حيواناً قادراً على الكلام فتتكلم بذلك وتنطق بما عُمِل عليها.
٢ ـ وإما أنه تعالى يُحدثُ فيها الكلام ، فهو كلامه ولكنه يُنسب إليها توسعاً ومجازاً.
٣ ـ أو أن يكون منها بيان يقوم مقام الكلام.
إلّا أن السيد الطباطبائي يستفيد من كون كلام الأرض ونطقها حقيقياً أن الأرض شاعرة بما يقع فيها من الأعمال خيرها وشرها ، متحملة لها يُؤذن لها يوم القيامة بالوحي أن تُحدّث بأخبارها ، وتشهد بما تَحمَّلَت ، وفي ذلك دلالة على سريان الحياة والشعور في الأشياء (١).
قال رؤبة بن العَجّاج :
أوْحى لها القرارَ فاسْتقرَّتِ |
|
وَشَدَّها بالراسِياتِ الثبَّتِ (٢) |
يستفيد بعض المفسرين هنا من قوله تعالى : ( أَوْحَىٰ لَهَا ) بمعنى ( إليها ) دليل على أن الوحي يراد به معناه الحقيقي بأنه وحي صادر عنه تعالى مباشرة إلى الأرض بالذات وذلك لأنّ الإيحاء يتعدى بإلى (٣).
وممن نبه إلى ذلك ابن عباس وأبو عبيدة والشيخ الطوسي والزمخشري وغيرهم (٤) وقد اختلف المفسرون في التعبير عن كيفية هذا الوحي
________________
(١) الميزان ٢٠ : ٣٢٤.
(٢) العين ٣ : ٣٢٠.
(٣) الميزان ٢٠ : ٣٢٤.
(٤) انظر : على
التوالي : جامع البيان ٣٠ : ١٧١ ، وجامع أحكام القرآن ٢٠ : ١٤٩ ،