من نور يسبّحون الله ويقدّسونه » وذكر أصحاب الكساء عليهمالسلام (١).
وقد وردت في القرآن الكريم بطريقتين : فإما بورود فعل النداء تعبيراً عن الحال مع النبي ، وذلك كقوله تعالى : ( وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ... ) (٢) ، فهذا النداء لم يكن ضمن الرؤيا نفسها ، بل حدث بالإلقاء الخفي إليه عليهالسلام بدليل أنه كان إخباراً له عليهالسلام بأنه قد صدق الرؤيا ، وكقوله تعالى : ( وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (٣) ، أو باستخدام حرف النداء ( يا ) ، ويكون المنادى هو النبي المخاطب المتلقي للوحي ، وكان ذلك لعدة أنبياء ، كقوله تعالى : ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ ... ) (٤) ، و ( يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (٥) ، و ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) (٦) ، وقوله تعالى : ( .. يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ) (٧).
والبحث يتعرض إليها هنا كطريقة من طرق الوحي المباشر بلا واسطة تمشياً مع من ذهب إلى ذلك. وقد قيل إن رؤيا الأنبياء وحي ، واستدلوا على
________________
(١) شرح الأخبار / القاضي النعمان٣ : ٦ / ٩٢٣ ، وتفسير مجمع البيان١ : ١٧٥ نحوه.
(٢) سورة الصافات : ٣٧ / ١٠٤ و ١٠٥.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٠.
(٤) سورة مريم : ١٩ / ٧.
(٥) سورة مريم : ١٩ / ١٢.
(٦) سورة ص : ٣٨ / ٢٦.
(٧) سورة الكهف : ١٨ / ٨٦.