الحسن على غير
الممدوح ، حيث قال ابن المطهّر الحلّي : طريق الفقيه إلى المنذر بن جبر حسن ، مع
أنه لم يمدحه أحد من هذه الفرقة.
وأما الموثّق :
ويقال له القويّ ، فكلّ ما دخل في طريقه من نصّ الأصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته
، كالخبر الّذي رواه السّكوني.
وبكلمة واحدة
يعتقد الآلوسي : أن الشيعة قد أهملوا قيود التعريف التي أخذوها في تعريف أقسام
الخبر ـ إلى أن قال ـ :
فأعلم أن العمل
بالصحيح واجب عندهم اتفاقا مع أنهم لا يعملون بموجبها فهم يقولون ما لا يفعلون ،
ثم اعلم أن أكثر علماء الشيعة كانوا يعملون سابقا بروايات أصحابهم بدون تحقيق ،
ولم يكن فيهم من يميّز رجال الإسناد ولا من ألّف كتابا في الجرح والتعديل حتى صنّف
الكشي » إلى نهاية ما قاله الآلوسي وادعاءاته التي ستقف عليها.
المؤلف
: والحق أنه جاهل
بخصوصيات الشيعة وجاهل بأحاديثهم ولا يعرف شيئا من كلمات علمائهم ولا يفهم
مصطلحاتهم ، وإنما كتب هذا وهو على غير بيّنة من معناه ولا معرفة من مغزاه بل وجده
مسجلا في كتبهم فظن و : ( إِنَّ بَعْضَ
الظَّنِّ إِثْمٌ ) [ الحجرات : ١٢ ] أن ذلك عندهم كما أدّى إليه نظره القاصر
، وليته رجع قبل هذا في فهم مصطلحاتهم ومعاني كلماتهم إلى علماء الشيعة في عصره
ليعلّموه غامض ما اشتبه عليه من أقوالهم ويبيّنوا له معاني كلماتهم ، لذا ترى على
الأكثر أن الجاهلين بأقوال الفطاحل من أفذاذ الشيعة وأعلامهم يوردون عليهم ويطعنون
فيهم وهم لا يفقهون شيئا من حديثهم ولا يدركون ما يهدفون إليه في أقوالهم ،
فيحشرون أنوفهم فيما لا يعرفون ويجادلون بما لا يعلمون ، وهذا ما ارتكبه الآلوسي
هنا ، فإن اعتراضه على علماء الشيعة أشبه باعتراض البيطار على المنجم والزارع على
الفقيه من وجوه :
الأول
: قوله : « إن أصول الأخبار
عند الشيعة أربعة ».
فيقال
فيه : إنّ الأقسام التي
ذكرها أعلام الدراية في الحديث إنما كان بلحاظ لحوقها لذات الحديث مطلقا أولا
وبالذات ، وتلك قضية الموضوع في كلّ علم