الفصل السابع
في الاُصول الخمسة عند المعتزلة
اشتهرت المعتزلة باُصولها الخمسة ، فمن دان بها فهو معتزلي ومن نقص منها أو زاد عليها فليس منهم. وتلك الاُصول المرتّبة حسب أهمّيتها ، عبارة عن : التوحيد ، والعدل ، والوعد والوعيد ، والمنزلة بين المنزلتين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فمن دان بها ثمّ خالف بقيّة المعتزلة في تفاصيلها أو في فروع اُخر لم يخرج بذلك عنهم.
قال الخيّاط : « فليس يستحقّ أحد منهم الاعتزال حتى يجمع القول بالاُصول الخمسة : التوحيد ، والعدل ، والوعد والوعيد ، والمنزلة بين المنزلتين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا اكملت في الإنسان هذه الخصال الخمس فهو معتزلي » (١).
قال المسعودي ( م ٣٤٥ ) بعد سرد الاُصول الخمسة حسب ما سمعت منّا : « فهذا ما اجتمعت عليه المعتزلة ومن اعتقد ما ذكرناه من الاُصول الخمسة ، كان معتزليّاً ، فان اعتقد الأكثر أو الأقلّ لم يستحقّ اسم الاعتزال ، فلا يستحقّه إلا باعتقاد هذه الاُصول الخمسة. وقد تنوزع فيما عدا ذلك من فروعهم » (٢).
والعجب من ابن حزم ( م ٤٥٦ ) حيث زعم أنّ الاُصول الخمسة عبارة عن القول بخلق القرآن ، ونفي الرؤية ، والتشبيه ونفي القدر ، والقول بالمنزلة بين المنزلتين ، ونفي
__________________
١ ـ الانتصار للخيّاط : ص ١٢٦.
٢ ـ مروج الذهب : ج ٣، ص ٢٢٢.