معتزلة البغداديّين ، له تصانيف معروفة ، وكان الحسين بن عليّ بن يزيد الكرابيسي صاحب الشافعي يتكلّم معه ويناظره وبلغني أنّه مات في سنة أربعين ومائتين » (١).
وقال ابن أبي الحديد : « كان شيخنا أبو جعفر الاسكافي رحمهالله من المتحقّقين بموالاة عليّ عليهالسلام والمبالغين في تفضيله ، وإن كان القول بالتفصيل عامّاً شائعاً في البغداديّين من أصحابنا كافّة إلاّ أنّ أبا جعفر أشدُّهم في ذلك قولاً وأخلصهم فيه اعتقاداً » (٢).
وقال أيضاً : « وأمّا أبو جعفر الاسكافي وهو شيخنا محمّد بن عبدالله الاسكافي ، عدّه قاضي القضاة في الطّبقة السابعة من طبقات المعتزلة ، مع عبّاد بن سليمان الصيمري ، ومع زرقان ، ومع عيسى بن الهيثم الصوفي ، وجعل أوّل الطّبقة ثمامة بن أشرس أبا معن ، ثمّ أبا عثمان الجاحظ، ثمّ أبا موسى عيسى بن صبيح المردار ، ثمّ أبا عمران يونس بن عمران ... إلى أن قال : كان أبو جعفر فاضلاً عالماً صنّف سبعين كتاباً في علم الكلام » (٣).
وهو الّذي نقض كتاب « العثمانيّة » على أبي عثمان الجاحظ في حياته ، ودخل الجاحظ الورّاقين ببغداد ، فقال : من هذا الغلام السواري الّذي بلغنا أنّه يعرض لنقض كتبنا والاسكافي جالس ، فاختفى حتّى لم يره » (٤).
وكان أبو جعفر يقول بالتفضيل على قاعدة معتزلة بغداد ويبالغ في ذلك وكان علوي الرأي ، محقّقاً منصفاً ، قليل العصبيّة (٥).
__________________
١ ـ تاريخ بغداد : ج ٥، ص ٤١٦.
٢ ـ شرح ابن أبي الحديد : ج ٤، ص ٦٣ ولكلامه ذيل نافع ولكنّه خارج عن موضوع البحث.
٣ ـ لم نجد هذا النص في ترجمته في طبقات القاضي المطبوع والذي حققه « فؤاد سيد ». وهذا يعرب عن كون المطبوع ناقصاً محرّفاً. نعم ما بعد هذا النص موجود فيها.
٤ ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : ص ٢٧٦.
٥ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد; ج ١٧، ص ١٣٣.