وذكره الكعبي في « ذكر المعتزلة » وقال : « هو من أهل البصرة ثمّ نقل آراءه الّتي تفرّد بها » (١).
وقال الشريف المرتضى : « كان مقدّماً في علم الكلام ، حسن الخاطر ، شديد التدقيق والغوص على المعاني ، وإنّما أدّاه إلى المذاهب الباطلة الّتي تفرّد بها واستشنعت منه ، تدقيقه وتغلغله وقيل : إنّه مولى الزياديين من ولد العبيد وإنّ الرّق جرى على أحد آبائه » (٢).
وذكره القاضي عبدالجبّار في « طبقات المعتزلة » وقال : « إنّه من أصحاب أبي الهذيل وخالفه في أشياء » (٣).
١ ـ روى الشّريف المرتضى أنّ أبا النظّام جاء به وهو حدث إلى الخليل بن أحمد ( م ١٧٠ هـ ) ليعلِّمه فقال له الخليل يوماً يمتحنه ـ وفي يده قدح زجاج ـ : يا بني ، صف لي هذه الزّجاجة ، فقال : أبمدح أم بذمّ؟ قال : بمدح ، قال : نعم ، تريك القذى ، لا تقبل الأذى ، ولا تستر ما وراء ، قال : فذمّها ، قال : سريع كسرها ، بطيء جبرها ، قال : فصف هذه النّخلة ، وأومأ إلى نخلة في داره ، فقال : أبمدح أم بذم؟ قال : بمدح ، قال : هي حلو مجتناها ، باسق منتهاها ، ناظر أعلاها ، قال : فذمّها ، قال : هي صعبة المرتقى ، بعيدة المجتنى ، محفوفة بالأذى ، فقال الخليل : با بني ، نحن إلى التعلم منك أحوج.
قال الشّريف المرتضى بعد نقل هذه القصّة : « وهذه بلاغة من النظّام حسنة ، لأنّ البلاغة هي وصف الشيء ذمّاً أو مدحاً بأقصى ما يقال فيه » (٤).
٢ ـ قال أبوعبيدة : « ما ينبغي أن يكون فى الدّنيا مثله ، فإنّي امتحنته فقلت : ما
__________________
١ ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : ص ٧٠.
٢ ـ أمالي المرتضى : ج ١، ص ١٨٧.
٣ ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : ص ٢٦٤.
٤ ـ أمالي المرتضى : ج ١، ص ١٨٩.