ابن سعيد القطّان ، وابن لهيعة ، وهشام بن عمّار ، والمغيرة صاحب إبراهيم. ومعروف بن خرّبوذ ، وعبد الرزاق ، ومعمر ، وعلي بن الجعد » (١).
فإذا كان إبراهيم بن النخعي ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، وشريك ، ويحيى بن سعيد القطّان ... وأمثالهم ... شيعة ... فليكن الأجلح شيعيا مثلهم ... وليس التشيع بقادح ... وإلاّ اتّسع الفتق على الرّاقع ، وظهر فساد عظيم ليس له دافع.
هذا ، وقد صرّح الذهبي بأن التشيع في التابعين وتابعيهم كثير ، مع الدين والورع والصدق ، وأنه لو ذهب حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبويّة ، وهذا مفسدة بيّنة ...
قال ذلك بترجمة أبان بن تغلب الكوفي :
« أبان بن تغلب الكوفي. شيعي جلد لكنّه صدوق ، فلنا صدقه وعليه بدعته. وقد وثّقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأورده ابن عدي وقال : كان غاليا. وقال [ السعدي ] الجوزجاني : زائغ مجاهر. فلقائل أن يقول : كيف ساغ توثيق مبتدع ، وحدّ الثقة : العدالة والإتقان ، فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟
وجوابه : إنّ البدعة على ضربين ، فبدعة صغرى كغلوّ التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التّابعين وتابعيهم ، مع الدين والورع والصّدق ، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبويّة ، وهذا مفسدة بيّنة. ثم بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلوّ فيه ، والحطّ على أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ والدعاء إلى ذلك. فهذا النوع لا يحتجّ به ولا كرامة
__________________
(١) المعارف : ٦٢٤.