خاتمة نسأل الله حسنها
في آداب تتعلق بالقرآن
____________________________________
منها : أن لا يمسه إلا طاهرا ، قال تعالى : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) ومنها : أن التالي يتطيب له ويستاك ، لقول يزيد بن أبي مالك : إن أفواهكم طريق من طرق القرآن ، فطهروها ونظفوها ما استطعتم. ومنها : أن يستوي له قاعدا ولا يكون متكئا. ومنها : أن يلبس ثياب التجمل ، كما يلبسها للدخول على الملوك ، لأنه مناج ربه. ومنها : أن يستقبل القبلة لأنها أشرف المجالس. ومنها : أنه إذا تثاءب يمسك عن القراءة حتى يذهب تثاؤبه ، لأنه من الشيطان. ومنها : أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند ابتداء القراءة ، وإن لم يكن في أول سورة ، ويبسمل إن كان في أول سورة وإلا فيخير. ومنها : إذا أخذ في القراءة لم يقطعها لمكالمة أحد من غير ضرورة ، ومنها : أن يقرأه على تؤدة وترتيل وتدبر ، حتى يعقل ما يخاطبه به ربه ، فيرغب في الوعد ، ويخاف عند الوعيد. ومنها : إذا انتهت قراءته يقول : صدق الله العظيم ، وبلغ رسوله الكريم ، وأنا على ذلك من الشاهدين. ومنها : أن يقرأ القرآن على الترتيب ولا ينكس. ومنها : أن يضع المصحف على مكان طاهر مرتفع أو في حجره. ومنها : أن لا يمحو القرآن من اللوح بالبصاق ، ولكن يغسله بالماء ، ويشرب الغسالة بقصد الاستشفاء ، أو يدفنها في مكان طاهر بعيد عن ممر الأقدام. ومنها : أن لا يتخذ الصحيفة إذا بليت ، بل يمحوها بالماء ويفعل بها ما تقدم. ومنها : أن يعطي عينيه حقهما من النظر في المصحف ، ففي الحديث قال صلىاللهعليهوسلم : «أعطوا أعينكم حظها من العبادة». قالوا : يا رسول الله وما حظها من العبادة؟ قال : «النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه». وقال صلىاللهعليهوسلم : «أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن نظرا». ومنها : أن لا يتأول القرآن بشيء من أمور الدنيا يعرض له ، كقول الرجل إذا جاءه أحد : (جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى) وكقوله لضيوفه مثلا : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ) ومنها : أن لا يقرأ القرآن بألحان الغناء ، كلحون أهل الفسق. ومنها : أن يجود خطه إذا كتبه. ومنها : أن لا يقرأ في الأسواق ، أو في مواطن اللغط ومجمع السفهاء ، والتعرض بتلاوته لسؤال الخلق. ومنها : أن لا يصغر المصحف ، فإنه ورد النهي عن تصغير المسجد والمصحف. ومنها : أن لا يكتب على الأرض ولا على حائط كما يفعل في المساجد ، ففي الحديث : مر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكتابة في أرض فقال لشاب من هذيل : ما هذا؟ قال : من كتاب الله كتبه يهودي ، فقال : «لعن الله من فعل هذا ، لا تضعوا كتاب الله إلا موضعه». ورأى عمر بن عبد العزيز ولده يكتب القرآن على حائط فضربه. ومنها : أن يفتتحه كلما ختمه حتى لا يكون كهيئة المهجور ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا ختم القرآن ، يقرأ من أوله قدر خمس آيات. وقال صلىاللهعليهوسلم لرجل سأله عن أفضل العمل فقال : «عليك بالحال المرتحل ، قال : وما الحال المرتحل؟ قال : صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلغ آخره ، ثم يضرب في أوله كلما حل ارتحل». ومنها : إذا ختم القرآن ، أن يجمع أهله ويدعو بخير الدارين ، كما كان السلف الصالح يفعلونه لإجابة الدعاء عند ختمه ، كما هو مذكور في الأحاديث الصحيحة. ومنها : إذا كتبه وشربه ينوي به الشفاء من كل داء ، وبلوغ الآمال