بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة النّاس
مكيّة
وآياتها ست
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١) خالقهم ومالكهم ، خصوا بالذكر تشريفا لهم ، ومناسبة للاستعاذة من شر الموسوس في صدوبهم (مَلِكِ النَّاسِ) (٢) (إِلهِ
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الناس مكية أو مدنية
وهي ست آيات
قوله : (أو مدنية) أي وهو الصحيح لما تقدم من أن سبب النزول واقعة السحر ، وهي بالمدينة سنة سبع. قوله : (ست آيات) أي والسورة التي قبلها خمس ، فتكون الجملة إحدى عشرة آية ، عدة العقد والإبر الحاصلين في السحر. قوله : (قُلْ أَعُوذُ) أي أتحصن ، والأمر للنبي صلىاللهعليهوسلم ويتناول غيره من أمته ، لأن أوامر القرآن ونواهيه لا تخص فردا دون فرد. قوله : (النَّاسِ) أصله إما أناس حذفت الهمزة ، أو نوس مأخوذ إما من ناس إذا تحرك خص بالبشر ، لأنه المتحرك الحركة المعتد بها الناشئة عن رؤية وتدبر ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها ، قلبت ألفا أو من الإنس ضد الوحشة لأنه يؤنس به ؛ أو من النسيان لكونه شأنه وطبعه. قوله : (خالقهم) أي موجدهم من العدم. قوله : (خصوا بالذكر) أي وإن كان رب جميع الخلائق. قوله : (تشريفا لهم) أي من حيث إنه تعالى أخذ لهم ملائكة قدسه ، وجعل لهم ما في الأرض جميعا ، وأمدهم بالعقل والعلم وكلفهم بخدمته ، فإن قاموا بتلك الوظيفة ، كان لهم العز دنيا وأخرى ، وإن لم يقوموا بها ، ردوا لأسفل السافلين ، فلم يساووا كلبا ولا خنزيرا ، وإذا علمت بذلك أنه رب الناس ، فهو رب الناس ، فهو رب غيرهم بالأولى. قوله : (ومناسبته للاستعاذة) الخ ، أي فكأنه قال : أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم المالك لهم.
قوله : (مَلِكِ النَّاسِ) بإسقاط الألف هنا باتفاق القراء ، بخلاف الفاتحة ففيها قراءتان سبعيتان ثبوت الألف وحذفها ، ومعنى الملك : المتصرف فيهم بأنواع التصرفات ، من إعزاز وإذلال وإغناء وإفقار وغير ذلك.