حَسَدَ) (٥) أظهر حسده وعمل بمقتضاه ، كلبيد المذكور من اليهود الحاسدين للنبي صلىاللهعليهوسلم ، وذكر الثلاثة الشامل لها ما خلق بعده لشدة شرها.
____________________________________
والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ، فحسد إبليس آدم وقابيل وهابيل ، والحاسد ممقوت مبغوض ومطرود وملعون ، قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه ، أولها : أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره. ثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه كأنه يقول : لم قسمت لي هذه القسمة؟ ثالثها : أنه يعاند فعل الله تعالى ، رابعها : أنه يريد خذلان أولياء الله. خامسها : أنه أعان عدو الله إبليس ، وقال بعضهم : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة ، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضا ، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما ، ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا ، ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا. وفي الحديث : «في الإنسان ثلاثة : الطيرة والظن والحسد ، فيخرجه من الطيرة أن لا يرجع ، ويخرجه من الظن أن يحقق ، ويخرجه من الحسد أن لا يبغي». قوله : (أظهر حسده) أي حمله الحسد على إظهاره ، لأنه إذا لم يظهر الحسد ، لا يتأذى به إلا الحاسد وحد لاغتمامه بنعمة غيره ، وفي هذا المعنى قال بعض العارفين :
ألا قل لمن بات لي حاسدا |
|
أتدري على من أسأت الأدب |
أسأت على الله فعله |
|
لأنك لم ترض لي ما وهب |
فكان جزاؤك أن خصني |
|
وسد عليك طريق الطلب |
وقال بعضهم :
اصبر على حسد الحسو |
|
د فإن صبرك قاتله |
فالنار تأكل بعضها |
|
إن لم تجد ما تأكله |
فائدة : كرر لفظ شر مع كل جمع لئلا يتوهم أنه شر واحد مضاف للجميع.