بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الفلق
مكيّة
وآياتها خمس
نزلت هذه السورة والتي بعدها لما سحر لبيد اليهودي النبي صلىاللهعليهوسلم في وتر به إحدى عشرة
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الفلق مكية أو مدنية
وهي خمس آيات
مناسبتها لما قبلها ، أنه تعالى لما بين أمر الألوهية في السورة قبلها ، بين هنا ما يستعاذ منه بالله تعالى ، لأنه لا ملجأ سواه. قوله : (مكية) أي في قول الحسن وعطاى وعكرمة ، وقوله : (أو مدنية) أي في قول ابن عباس وقتادة وجماعة وهو الصحيح ، ويؤيده سبب النزول ، فإنه كان بالمدينة ، ولم يظهر للقول بأنها مكية وجه ، وورد في فضل هذه السورة والتي بعدها أحاديث : منها قوله صلىاللهعليهوسلم : «لقد أنزلت علي سورتان ما أنزل مثلهما ، وإنه لم يقرأ أحد أحب ولا أرضى عند الله منهما» يعني المعوذتين. وقوله : «ما أنزل مثلهما» أي في التحصن والتعوذ. ومنها قوله صلىاللهعليهوسلم : «يا ابن عامر ألا أخبرك بأفضل مما تعوذ به المتعوذون»؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : «(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)» ومنها أنه كان صلىاللهعليهوسلم يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس ، فلما نزلت سورتا المعوذتين ، أخذ بهما وترك ما سواهما ، ومنها قوله صلىاللهعليهوسلم لبعض أصحابه : «اقرأ : قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا يكفيك من كل شيء». وفي رواية؟ «من قرأ : قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات إذا أخذ مضجعه ، فإذا قبض قبض شهيدا ، وإن عاش عاش مغفورا له». قوله : (نزلت هذه السورة والتي بعدها) إلخ ، أي بإجماع الصحابة. قوله : (لما سحر لبيد) أي ابن الأعصم ، وحاصله أنه لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الحديبية في ذلك الحجة ، ودخل المحرم سنة سبع ، وفرغ من وقعة خيبر ، جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم ، وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا ، فقالوا : أنت أسحرنا أي أعلمنا بالسحر ، وقد سحرنا محمدا فلم يؤثر فيه سحرنا شيئا ، ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا يؤثر فيه ، فجعلوا له ثلاثة دنانير ، فأتى غلاما يهوديا كان يخدم النبي ، فلم يزل به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعدة أسنان من مشطه وأعطاه له فسحره بها ، وكان من جملة السحر ، صورة من شمع على صورة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قد جعلوا في تلك الصورة إبرا مغروزة إحدى