بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة النّصر
مدنيّة
وآياتها ثلاث
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) نبيه صلىاللهعليهوسلم على أعدائه (وَالْفَتْحُ) (١) فتح
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة النصر مدنية
وهي ثلاث آيات
أي بالإجماع ، وتسمى سورة التوديع ، لما فيها من الدلالة على توديع الدنيا ، واتفق الصحابة على أن هذه السورة دلت على نعي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذلك لوجوه ، منها : أنهم عرفوا ذلك حين خطب وقال : إن عبدا خيره الله تعالى بين الدنيا وبين لقائه ، فاختار لقاء الله تعالى ، فقال أبو بكر : فديناك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا. ومنها : أنه لما ذكر حصور النصر والفتح ، ودخول الناس في الدين أفواجا دل على حصول الكمال والتمام ، قال الشاعر :
إذا تم أمر بدا نقصه |
|
توقع زوالا إذا قيل تم |
ومنها : أنه تعالى أمره بالتسبيح والحمد والاستغفار ، واشتغاله بذلك يمنعه من اشتغاله بأمر الأمة ، فكان هذا كالتنبيه على أن أمر التبليغ قد تم وكمل ، وذلك يقتضي انقضاء الأجل ، إذ لو بقي بعد ذلك ، لكان كالمعزول من الرسالة ، وذلك غير جائز.
قوله : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) المجيء في الأصل اسم للموجود الغائب إذا حضر ، والمراد حصل وتحقق ، ففيه استعارة تبعية ، حيث شبه حصول النصر عند حضور وقته بالمجيء ، ثم اشتق منه لفظ جاء بمعنى حصل ، وعبر بالمجيء إشعارا بأن الأمور متوجهة من الأزل إلى أوقاتها المعينة لها ، وأن ما قدر الله حصوله فهو كالحاصل ، كأنه موجود حضر من غيبته ، و (إِذا) ظرف لما يستقبل من الزمان ، منصوب بسبح الواقع جوابها ، وهي على بابها إن كانت السورة نزلت قبل الفتح ، فإن كان النزول بعد الفتح ف (إِذا) بمعنى إذ ، متعلقة بمحذوف تقديره أكمل الله الأمر ، وأتم النعمة على العباد ، إذا جاء نصر الله ، و (نَصْرُ اللهِ) مضاف لفاعله ، ومفعوله محذوف قدره المفسر بقوله : (نبيه).
قوله : (وَالْفَتْحُ) أل فيه عوض عن المضاف إليه عند الكوفيين ، أي وفتحه ، أو العائد محذوف