بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الكوثر
مكيّة
وآياتها ثلاث
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ) يا محمد (الْكَوْثَرَ) (١) هو نهر في الجنة هو حوضه ترد عليه أمته ، أو الكوثر الخير الكثير من النبوّة والقرآن والشفاعة ونحوها (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الكوثر مكية أو مدنية
وهي ثلاث آيات
وتسمى سورة النحر. قوله : (مكية) أي في قول ابن عباس والكلبي ومقاتل والجمهور ، وقوله : (أو مدنية) أي في قول الحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة ، والمشهور الأول ، ويؤيده سبب النزول ، وهو أن العاص بن وائل السهمي ، تلاقى مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المسجد عند باب بني سهم ، فتحدثا وناس من صناديد قريش جلوس في المسجد ، فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تتحدث معه؟ فقال : ذلك الأبتر ، يعني به النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان قد توفي ولده القاسم.
قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) أي إنا بجلالنا وعظمة قدسنا ، فالإتيان بإن ونون العظمة للتأكيد ولزيادة تشريفه صلىاللهعليهوسلم ، والمعنى : قضينا به لك ، وخصصناك به وأنجزناه لك في علمنا وتقديرنا الأزلي ، وإن لم تستول عليه وتتصرف فيه إلا في القيامة ، فالعطاء ناجز ، والتمكن والاستيلاء مستقبل. إن قلت : إنه عبر هنا بالماضي ، وفي الضحى بالمضارع حيث قال : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) فكيف الجمع بينهما؟ أجيب : بأن ما في الضحى باعتبار التمكن والاستيلاء ، وذلك يحصل في المستقبل في يوم القيامة ، وما هنا باعتبار التقدير الأزلي.
قوله : (الْكَوْثَرَ) فوعل من الكثرة ، وصف مبالغة في المبالغ الغاية في الكثرة. قوله : (هو نهر في الجنة) ويؤيده قوله صلىاللهعليهوسلم : «الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من الذهب ، مجراه من الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج». قوله : (هو حوضه) الصواب أن يقول : أو هو حوضه ، لأنهما قولان مذكوران في التفاسير من جملة ستة عشر قولا ، ويدل لهذا الثاني قول أنس : «بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم بين أظهرنا ، إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ؛ فقلنا : ما أضحكك يا