بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الماعون
مكيّة
وآياتها سبع
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١) بالجزاء والحساب ، أي هل عرفته إن لم تعرفه (فَذلِكَ) بتقدير هو بعد الفاء (الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٢) أي يدفعه بعنف عن حقه (وَلا يَحُضُ) نفسه ولا غيره (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٣) أي إطعامه ، نزلت في العاص بن
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الماعون مكية أو مدنية ، أو نصفها ونصفها
وهي ست أو سبع آيات
وتسمى سورة الدين. قوله : (أو نصفها ونصفها) أي نصفها الأول نزل بمكة في العاص بن وائل ، والثاني بالمدينة في عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق ، وعلى القول بأن جميعها مكي ، تكون توبيخا لكفار مكة ، كالعاص بن وائل وأضرابه ، وتسميتهم مصلين باعتبار أنها مفروضة عليهم ، وعلى القول بأنه مدني ، يكون توبيخا للمنافقين الكائنين في المدينة ، كعبد الله بن أبي وأضرابه ، وتكذيبهم بالدين باعتبار باطنهم ، والعبر على كل بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالوعيد المذكور لمن اتصف بتلك الأوصاف. قوله : (أي هل عرفته) أشار بذلك إلى أن الرؤية بمعنى المعرفة ، فتنصب مفعولا واحدا ، وهو الاسم الموصول ، وقيل : إن الرؤية بصرية ، فتتعدى لمفعول واحد أيضا ، وقيل : إنها بمعنى أخبرني ، فتتعدى لاثنين : الأول الموصول ، والثاني محذوف تقديره من هو. قوله : (بتقدير هو بعد الفاء) أي فاسم الإشارة خبر لمحذوف تقديره هو ، و (الَّذِي) بدل أو عطف بيان على اسم الإشارة ، والجملة جواب شرط مقدر قدره المفسر بقوله : (إن لم تعرفه) وقرنت بالفاء لأن الجملة اسمية.
قوله : (الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) كأبي جهل كان وصيا على يتيم ، فجاء عريانا يسأله من مال نفسه فدفعه ، ويصح حمل الحق على الميراث ، لأنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ويقولون : إنما يحوز المال ، من يطعن بالسنان ، ويضرب بالحسام ، ودعّ بالتشديد من باب رد ، وقرىء شذوذا بالتخفيف أي يدعوه ليستخدمه قهرا. قوله : (أي إطعامه) أشار بذلك إلى أن الحض يتعلق بالمصدر الذي هو فعل الفاعل ، لا بالشيء المطعوم. قوله : (نزلت في العاص بن وائل) وقيل : نزلت في أبي جهل وقيل : في عمرو بن عائذ المخزومي ، وقيل : في عبد الله بن أبي ابن سلول ، وتقدم ذلك.