(فَلْيَعْبُدُوا) تعلق به لإيلاف والفاء زائدة (رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) (٣) (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) أي من أجله (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (٤) أي من أجله ، وكان يصيبهم الجوع لعدم الزرع بمكة ، وخافوا جيش الفيل.
____________________________________
بني النضر وبني مالك ، وفهر هو الجد الحادي عشر من أجداده صلىاللهعليهوسلم ، والنضر هو الثالث عشر ، وذلك أنه صلىاللهعليهوسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عوف بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، إلى آخر النسب الشريف. قوله : (والفاء زائدة) أي ولهذا جاز تقديم معمول ما بعدها عليها ، وقيل : إنها ليست زائدة ، بل هي واقعة في جواب شرط مقدر تقديره : إن لم يعبدوه لسائر نعمه ، فليعبدوه لإيلافهم ، فإنها أظهر نعمة عليهم. قوله : (أي من أجله) أشار بذلك إلى أن (مِنْ) تعليلية ، والكلام على حذف مضاف ، والتقدير : أطعمهم من أجل إزالة الجوع عنهم ، وآمنهم من أجل إزالة الخوف عنهم ، وقيل : إن (مِنْ) بمعنى بدل ، ولا يحتاج لتقدير مضاف. والمعنى : فأطعمهم بدل الجوع ، وآمنهم بدل الخوف ، نظير قوله تعالى : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ) وقيل (مِنْ) بمعنى بعد ، وقيل في معنى الآية : أنهم لما كذبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم دعا عليهم فقال : «اللهم اجعلها عليهم سنينا كسني يوسف» فاشتد عليهم القحط ، وأصابهم الجهد والجوع ، فقالوا : يا محمد ادع لنا فإنا مؤمنون ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأخصبت البلاد ، وأخصب بأهل مكة بعد القحط والجهد ، وهذا حجة من يقول : إن السورة مدنية. قوله : (وخافوا جيش الفيل) أي وهذا وجه مناسبتها لما قبلها ، وذلك أنه بعد أن ذكر لهم أسباب خوفهم ، امتن عليهم بإزالتها كأنه قال : قد أزلنا عنكم ما تكرهون من الخوف والجوع ، فالواجب عليكم أن تشكروا تلك النعم ، وتصرفوها في مصارفها ، وقيل : آمنهم من خوف الجذام ، فلا يصيبهم ببلدهم الجذام ، وقيل : آمنهم بمحمد صلىاللهعليهوسلم وبالإسلام ، وكل حاصل.