بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الفيل
مكيّة
وآياتها خمس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ) استفهام تعجيب أي اعجب (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١) هو محمود وأصحابه أبرهة ملك اليمن وجيشه بنى بصنعاء كنيسة ليصرف
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الفيل مكية
وهي خمس آيات
قوله : (أَلَمْ تَرَ) الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والرؤية علمية لا بصرية ، لأنه لم يكن وقت الواقعة موجودا. قوله : (استفهام تعجيب) أي وتقرير ، والمعنى : اقرأ بأنك علمت قصة الفيل ، وحذفت الألف من (تَرَ) للجازم. قوله : (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ كَيْفَ) معلقة للرؤية ، منصوبة على المصدرية بالفعل بعدها ، و (رَبُّكَ) فاعل ، والتقدير : أي فعل فعله ، والجملة سدت مسد مفعولي (تَرَ) ولا يصح نصبها على الحال من الفاعل ، لأنه يلزم وصفه تعالى بالكيفية وهو غير جائز. قوله : (هو محمود) أي وهو الذي برك وضربوه في رأسه ، وكان معه اثنا عشر فيلا ، وقيل ثمانية عشر ، وقيل ألف ، وأفرد الفيل إما موافقة لرؤوس الآي ، أو لكونه نسبهم إلى الفيل الأعظم الذي يقال له (محمود). قوله : (أبرهة) بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الراء ، واسمه الأشرم ، سمي بذلك لأن أباه ضربه بحربة فشرم أنفه وجبينه ، وكان نصرانيا. قوله : (ملك اليمن) بدل من (أبرهة) وكان من قبل النجاشي ملك الحبشة ، وكان جيش أبرهة ستين ألفا. وقوله : (وجيشه) معطوف على (أبرهة). قوله : (بنى بصنعاء كنيسة) الخ ، شروع في بيان قصة أصحاب الفيل. وحاصل تفصيلها على ما ذكره محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن جبير وعكرمة ، عن ابن عباس : أن النجاشي ملك الحبشة وهو أصحمة ، جد النجاشي الذي آمن بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، كان بعث أبرهة أميرا على اليمن فأقام به ، واستقامت له الكلمة هناك ، ثم إنه رأى الناس يتجهزون أيام الموسم ، إلى مكة لحج بيت الله عزوجل ، فحسد العرب على ذلك ، ثم بنى كنيسة بصنعاء وكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك بصنعاء كنيسة لم يبن لملك مثلها ، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب ، فسمع به مالك بن كنانة ، فخرج لها ليلا فدخل إليها فقعد فيها ولطخ بالعذرة قبتها ، فبلغ ذلك أبرهة فقال : من اجترأ علي؟ فقيل له : صنع ذلك رجل من العرب من أهل ذلك البيت قد سمع بالذي قلت ، فحلف