لمعنى كل (مُؤْصَدَةٌ) (٨) بالهمز وبالواو بدله مطبقة (فِي عَمَدٍ) بضم الحرفين وبفتحهما (مُمَدَّدَةٍ) (٩) صفة لما قبله ، فتكون النار داخلة العمد.
____________________________________
فترجع تأكلهم وهكذا. قوله : (بالهمز وبالواو) أي فهما سبعيتان ، وقرىء شذوذا بضم فسكون ، وهو تخفيف للقراءة الأولى ، فعلى الضم يكون جمع عمود كرسول ورسل ، وقيل : هو جمع عماد ككتاب وكتب ، وعلى الفتح يكون اسم (جمع) لعمود ، وقيل : هو جمع له ، و (فِي) بمعنى الباء ، أي مؤصدة بعمد ممدودة ، لما ورد عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «أن الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار ، ومسامير من نار ، وعمد من نار ، فتطبق عليهم بتلك الأطباق ، وتشد بتلك المسامير ، وتمد بتلك العمد ، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ، ولا يخرج منه غم ، وينسؤهم الرحمن على عرشه ، أي يحجبهم عن رحمته ، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ولا يستغيثون بعدها ، وينقطع الكلام ، فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا ، فذلك قوله تعالى : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)». وقيل : إن النار داخل العمد ، وهم داخله ويطبق عليهم ، وعليه درج المفسر ، وقيل : المعنى يعذبون بعمد ، وقيل : العمد الأغلال في أعناقهم ، وقيل : القيود في أرجلهم ، وقيل : معنى عمد ممدوة دهر مؤبد لا آخر له.