بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الهمزة
مكيّة
وآياتها تسع
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ) كلمة عذاب ، أو واد في جهنم (لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١) أي كثير الهمز واللمز ، أي الغيبة ، نزلت فيمن كان يغتاب النبي صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين ، كأمية بن خلف ،
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الهمزة مكية أو مدنية
وهي تسع آيات
مناسبتها لما قبلها ، أنه لما قال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) بين في هذه حال الخاسرين ومآلهم. قوله : (كلمة عذاب) أي كلمة يطلب بها العذاب ويدعى بها ، على هذا فتكون الجملة إنشائية ، سوغ الابتداء بها مع كونها نكرة ، قصد الدعاء عليهم بالهلكة. إن قلت : كيف يدعو الله بذلك ، مع أنه هو المنشىء للأفعال كلها؟ أجيب : بأنه طلب من نفسه إلحاق الويل لهم إظهارا لآثار غضبه ، كما يفعل الغضبان بمن غضب عليه ، وتقدم ذلك. قوله : (أو واد في جهنم) أو لتنويع الخلاف ، وعلى هذا فالجملة خبرية ، ويكون (وَيْلٌ) حينئذ معرفة لكونه علما.
قوله : (لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) الهمز في الأصل الكسر ، واللمز الطعن الحسيّان ، ثم خصا بالكسر لأعراض الناس والطعن فيهم ، والتاء فيهما للمبالغة في الوصف ، واطرد بناء فعلة بضم الفاء وفتح العين لمبالغة الفاعل ، أي المكثر من الفعل ، وإذا سكنت العين يكون لمبالغة المفعول ، يقال : رجل لعنة بفتح العين لمن كان يكثر لعن غيره ، ولعنة بسكون العين إذا كان ملعونا للناس ، والهمز كاللمز وزنا ومعنى ، وبابه ضرب. قال ابن عباس : هم المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون العيب للبريء ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «شر عباد الله المشاؤون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب». وعلى هذا القول فاللمزة تأكيد للهمزة ، من باب التأكيد بالمرادف ، كقولهم : حسن بسن ، وعفريت نفريت ، وقيل : إن معناهما مختلف ، فقال مقاتل : الهمزة الذي يعيبك في الغيب ، واللمزة الذي يعيبك في الوجه ، وقيل : بالعكس. وقيل : الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللمزة الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم. وقيل : الهمز باللسان واللمز بالعين ، وقيل الهمزة الذي يؤذي جليسه بسوء اللفظ ، واللمزة الذي يكسر عينه ويشير برأسه ويرمز بحاجبيه ، وهذه الأقوال كلها ترجع إلى الطعن وإظهار العيب ، فيدخل في ذلك