بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة العصر
مكيّة
وآياتها ثلاث
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ) (١) الدهر ، أو ما بعد الزوال إلى الغروب ، أو صلاة العصر (إِنَّ الْإِنْسانَ) الجنس (لَفِي خُسْرٍ) (٢) في تجارته (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة والعصر مكية
أو مدنية وهي ثلاث آيات
أي في قول ابن عباس والجمهور ، وقوله : (أو مدنية) أي في قول قتادة ، ونقل عن ابن عباس أيضا. قوله : (ثلاث آيات) هذه السورة والكوثر أقصر سورة القرآن ، وهما وإن كانتا من جهة الألفاظ قليلتان ، فمعناهما كثير لا يقف عند حد. قوله : (وَالْعَصْرِ) قسم من الله تعالى ، وجوابه قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ.) قوله : (الدهر) الخ ، هذا أحد الأقوال الثلاثة التي ذكرها المفسر في معنى العصر ، ووجه قسمه بالدهر ، أنه يحصل فيه السراء والضراء ، والصحة والسقم ، والغنى والفقر ، ونحو ذلك ، ولأن العمر لا يقاوم بشيء ، فلو ضيعت ألف سنة فيما لا يعني ، ثم ثبتت السعادة في اللمحة الأخيرة ، بقيت في الجنة أبدا الآباد ، فكان أشرف الأشياء في حياتك في تلك اللمحة ، ولأن الدهر والزمان من جملة أصول النعم ، وقوله : (أو ما بعد الزوال إلى الغروب) أي ووجه القسم به أن فيه العجائب ، وأيضا يدرك المقصر فيه ما فاته أول النهار ، وقوله : (أو صلاة العصر) أي فأقسم بها لشرفها ، ولأنها الصلاة الوسطى في قول ، بدليل ما في مصحف عائشة وحفصة : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر. ولما ورد : «من فاتته صلاة العصر ، فكأنما وتر أهله وماله». وقيل : العصر زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأقسم بزمانه كما أقسم بمكانه في قوله : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) وبعمره في قوله : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) ففيه تنبيه على أن عصره أفضل العصور ، وبلده أفضل البلاد ، وحياته أفضل من حياة غيره ، وقيل (الْعَصْرِ) زمانه وزمان أمته ، لأنه ختام العصور وأفضلها ، وفيه ظهور الساعة وعجائبها.
قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) مشى المفسر على أن المراد بالإنسان الجنس الشامل للمسلم والكافر ، وذلك لأن الإنسان لا ينفك عن خسران ، لأن الخسران ، هو تضييع العمر ، فإن كل ساعة تمر