منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين (يَوْمَئِذٍ) يوم رؤيتها (عَنِ النَّعِيمِ) (٨) ما يتلذذ به في الدنيا ، من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك.
____________________________________
يقال : السؤال يعم المؤمن والكافر ، لكن سؤال الكافر توبيخ وتقريع لتركه الشكر ، وسؤال المؤمن تشريف وإظهار لفضله ، وتبشير بأن يجمع له بين نعم الدنيا والآخرة ، وثم على بابها من الترتيب المعنوي ، لأنهم يرون النار في الموقف تحدق بهم ، ثم يذهبون للحساب فيسألون. قوله : (حذفت منه نون الرفع) أي فأصله تسألونن ، حذفت نون الرفع لتوالي النونات ، فالتقى ساكنان ، حذفت الواو لالتقائهما ، وبقيت الضمة دليلا عليها.
قوله : (عَنِ النَّعِيمِ) أي عن جميع أفراده وأنواعه ، فأل للاستغراق. قوله : (وغير ذلك) أي كظلال المساكن والأشجار والأخبية التي تقي من الحر والبرد ، والماء البارد ، وكحل العين ، ولبس الإنسان ثوب أخيه ، وشبع البطن ، ولذة النوم ، والعافية ، ونحو ذلك مما لا يحصى عددا. روى الحاكم والبيهقي : «ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ قالوا : ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية؟ قال : أما يستطيع أحدكم أن يقرأ (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ)؟».