بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة القارعة
مكيّة
وآياتها إحدى عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْقارِعَةُ) (١) أي القيامة التي تقرع القلوب بأهوالها (مَا الْقارِعَةُ) (٢) تهويل لشأنها وهما مبتدأ وخبر خبر القارعة (وَما أَدْراكَ) أعلمك (مَا الْقارِعَةُ) (٣) زيادة تهويل لها ، وما الأولى مبتدأ ، وما بعدها خبره ، وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني لأدرى (يَوْمَ) ناصبه دلّ عليه القارعة أي تقرع و (يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) (٤) كغوغاء الجراد
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة القارعة مكية
وهي ثمان آيات
مناسبتها لما قبلها ، أنه تعالى لما ذكر بعثرة القبور ، وختم السورة المتقدمة بقوله : (إن ربهم يومئذ لخبير) أتبعه بأحوال القيامة كأنه قيل : وما ذلك اليوم؟ فقيل : هو القارعة : قوله : (ثمان آيات) هذا أحد أقوال ، وقيل عشر ، وقيل إحدى عشرة آية. قوله : (الْقارِعَةُ) هي في الأصل الصوت الشديد ، سميت القيامة بذلك ، لأنها تقرع القلوب بالفزع والشدائد ، وعليه درج المفسر ، وقيل : لأن إسرافيل يقرع الصور بالنفخ ، فإذا نفخ النفخة الأولى مات جميع الخلائق ، وبالثانية يحيون. قوله : (تقرع القلوب) أي تفزعها ولا مفهوم للقلوب ، بل تؤثر في الإجرام العظيمة ، فتؤثر في السماوات بالانشقاق ، وفي الأرض بالتبديل ، وفي الجبال بالدك والنسف ، وفي الكواكب بالانتثار ، وفي الشمس والقمر بالتكوير ، وغير ذلك. قوله : (تهويل لشأنها) أي وتأكيد لفظاعتها بكونها خارجة عن دائرة علم الخلائق ، وفي كلام المفسر إشارة إلى أن (مَا) استفهامية ، فيها معنى التعظيم والتعجب. قوله : (وهما مبتدأ وخبر) المبتدأ هو (مَا) الاستفهامية ، والخبر (الْقارِعَةُ) وقوله : (الْقارِعَةُ) أي الأولى الواقعة مبتدأ ، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه. قوله : (زيادة تهويل لها) أشار بذلك إلى أن الاستفهام الثاني وهو قوله : (مَا الْقارِعَةُ) للتهويل والتعظيم ، وأما الأول وهو (ما أَدْراكَ) فهو إنكاري والمعنى : أنت لا تعلم هول القارعة لشدته وفظاعته إلا بوحي منا ، فالمنفي علمه من غير وحي. قوله : (في محل المفعول الثاني لأدرى) أي والكاف مفعول أول. قوله : (دل عليه القارعة) أي ولا يصح أن يكون العامل فيه لفظ (الْقارِعَةُ) الأول للفصل بينهما بالخبر ، ولا الثاني