فِي الْقُبُورِ) (٩) من الموتى أي بعثوا (وَحُصِّلَ) بيّن وأفرز (ما فِي الصُّدُورِ) (١٠) القلوب من الكفر والإيمان (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (١١) لعالم ، فيجازيهم على كفرهم ، أعيد الضمير جمعا نظرا لمعنى الإنسان ، وهذه الجملة دلت على مفعول يعلم ، أي أنا نجازيه وقت ما ذكر وتعلق خبير بيومئذ وهو تعالى خبير دائما لأنه يوم المجازاة.
____________________________________
القبائح فلا يعلم الخ ، والهمزة للإنكار وعلم بمعنى عرف ، فتتعدى لمفعول واحد وهو محذوف تقديره أنا نجازيه ، دل عليه قوله : (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) وقوله : (إِذا بُعْثِرَ) ظرف للمفعول المحذوف ، ولا يصح أن يكون ظرفا للعلم ، لأن الإنسان لا يقصد منه العلم في ذلك الوقت ، وإنما يراد للعلم وهو في الدنيا ، ولا لبعثر لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف ، ولا لقوله خبير لأن ما بعد أن لا يعمل فيها قبلها ، فتعين أن يكون ظرفا للمفعول المحذوف تأمل.
قوله : (إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ) البعثرة بالعين والبحثرة بالحاء ، استخراج الشيء واستكشافه ، وعبر بما تغليبا لغير العاقل. قوله : (نظرا لمعنى الإنسان) أي لأنه اسم جنس. قوله : (دلت على مفعول يعلم) أي المحذوف الذي هو عامل في (إِذا) والتنوين في (يَوْمَئِذٍ) عوض عن جملتين ، والتقدير : يوم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وهو يوم القيامة. قوله : (وقت ما ذكر) أي من البعثرة وتحصيل ما في الصدور ، وأشار بذلك إلى أن (إِذا) ظرفية بمعنى وقت ، لا شرطية فلا جواب لها. قوله : (وتعلق خبير بيومئذ) الخ ، جواب عما يقال : كيف قال ذلك ، مع أنه تعالى خبير بهم في كل زمن؟ فأجاب : بأنه أطلق العلم وأراد المجازاة ، فمعنى قوله : (لَخَبِيرٌ) أنه يجازيهم ، ولا شك أن الجزاء مقيد بذلك اليوم ، نظير قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ) أي يجازيهم.