بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة العاديات
مكيّة
وآياتها إحدى عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعادِياتِ) الخيل تعدو في الغزو وتضبح (ضَبْحاً) (١) هو صوت أجوافها إذا عدت (فَالْمُورِياتِ) الخيل توري النار (قَدْحاً) (٢) بحوافرها إذا سارت في الأرض ذات الحجارة بالليل (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) (٣) الخيل تغير على العدوّ وقت الصبح بإغارة
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة والعاديات مكية
أو مدنية وهي إحدى عشرة آية
وتسمى سورة العاديات بغير واو. قوله : (مكية) أي في قول ابن مسعود وغيره ، وقوله : (أو مدنية) أي في قول ابن عباس وغيره ، ويؤيده ما روي أنه عليهالسلام بعث خيلا ، فمضى شهر لم يأته منهم خبر ، فنزلت إعلاما له بما حصل منهم. قوله : (وَالْعادِياتِ) الخ ، أقسم سبحانه وتعالى بأقسام ثلاثة ، على أمور ثلاثة ، تعظيما للمقسم به ، وتشنيعا على المقسم عليه ، و (الْعادِياتِ) جمع عادية ، وهي الجارية بسرعة من العدو ، وهو المشي بسرعة. قوله : (الخيل تعدو في الغزو) أي تسرع في الكر على العدو ، وهو كناية عن مدح الغزاة وتعظيمهم. قوله : (وتضبح) أشار بذلك إلى أن (ضَبْحاً) منصوب بفعل محذوف ، وهذا الفعل حال من (الْعادِياتِ.) قوله : (هو صوت أجوافها) أي صوت يسمع من صدور الخيل عند العدو ، وليس بصهيل ، ولا همهمة. وقال ابن عباس : ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب ، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع.
قوله : (فَالْمُورِياتِ) عطفه وما بعده بالفاء ، لأنه مرتب على العدو. قوله : (توري النار) أي تخرجها من الحجارة إذا ضربتها بحوافرها ، يقال : ورى الزند يري وريا من باب وعد فهو لازم ، وأوريت رباعيا لازما ومتعديا ، وما في الآية من قبيل المتعدي بدليل تفسير المفسر. قوله : (قَدْحاً) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح ولم يذكره المفسر اتكالا على ما قاله في (ضَبْحاً.) قوله : (فَالْمُغِيراتِ) أسند الإغارة وهي مباغتة العدو للنهب أو القتل أو الأسر للخيل ، مجازا عقليا لمجاورتها لأصحابها ، وحقه أن يسند لهم. قوله : (وقت الصبح) أشار بذلك إلى أن (صُبْحاً) منصوب على الظرفية ، و (الصبح) هو