مِثْقالَ ذَرَّةٍ) زنة نملة صغيرة (خَيْراً يَرَهُ) (٧) ير ثوابه (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨) ير جزاءه.
____________________________________
يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) إن قلت : كيف عم ، مع أن حسنات الكافر محبطة بالكفر ، وسيئات المؤمن الصغائر مغفورة باجتناب الكبائر؟ أجيب : بأن المعنى يرى كل من المؤمن والكافر حسناته وسيئاته مكتوبة في الصحف ، ولا يلزم من رؤيتها جزاؤه عليها ، لما ورد عن ابن عباس : ليس من مؤمن وكافر عمل خيرا كان أو شرا ، إلا أراه الله إياه ، فأما المؤمن فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته ، وأما الكافر فترد حسناته تحسرا ويعذب بسيئاته ، وهذا يساعده النظم الكريم. قوله : (زنة نملة صغيرة) أي وكل مائة منها وزن حبة شعير ، وأربع ذرات وزن خردلة. وقال ابن عباس : إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها ، فكل واحدة مما لزق من التراب ذرة ، وفسر الذرة بعضهم بالهباءة التي ترى طائرة في الشعاع الداخل من الكوة ، وقيل : الذرة جزء من ألف وأربعين جزءا من الشعيرة.
قوله : (خَيْراً) تمييز من (مِثْقالَ) وكذا (شَرًّا) ويصح أنهما بدلان من (مِثْقالَ) و (يَرَهُ) في الموضعين جواب الشرط مجزوم بحذف الألف وهي قراءة العامة ، وقرىء شذوذا بإثباتها ويكون مجزوما بحذف الحركة المقدرة على حد قول الشاعر :
إذا العجوز غضبت فطلقى |
|
ولا ترضاها ولا تملقى |
وفي الهاء قراءتان سبعيتان ، إحداهما سكونها وقفا ووصلا في الحرفين ، والثانية بضمها وصلا ، وسكونها وقفا.
فائدة : ورد أن «من قرأ (إِذا زُلْزِلَتِ) أربع مرات ، كان كمن قرأ القرآن كله». وورد عن ابن عباس عنه صلىاللهعليهوسلم قال : (إِذا زُلْزِلَتِ) تعدل نصف القرآن ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن ، و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) تعدل ربع القرآن».